قال الطيب البكوش أن جبهة الإنقاذ متمسكة بجميع المطالب التي سبق الإعلان عنها، والمتمثلة أساسا في حل الحكومة الحالية وتعويضها بحكومة انقاذ وطني تتكون من شخصيات وطنية مستقلة. وأكد الأمين العام لحركة نداء تونس إثر لقاء جمع ممثلين عن جبهة الإنقاذ أمس بالأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل، أنهم متمسكون بهذه المطالب كشرط رئيسي للرجوع إلى طاولة الحوار الوطني، وأنه لا سبيل للخروج من الأزمة الراهنة إلا بتحقيق ما طرحناه، وهي فرصة للمتمسكين بالشرعية الواهية لإثبات حسن نواياهم، وسعيهم في طريق الخروج من المأزق الراهن وتجنب التصعيد الذي لن يكون في صالح أي طرف.. حسب تعبيره. من جهته أعرب الأمين العام لحزب الديمقراطيين الإشتراكيين زياد الأخضر عن تمسك جبهة الإنقاذ بتقديم حكومة علي العريض لإستقالتها في أقرب الآجال.. مبينا في ذات السياق أن موقف حركة النهضة من الوضع الراهن مازال متصلبا، حيث لم يقدم راشد الغنوشي في لقائه الأخير بالعباسي أي تنازلات تساهم في تقريب وجهات النظر وإذابة الجليد في سبيل تجاوز الأزمة الحالية.. خاصة وأن الحكومة الحالية ومن ورائها حركة النهضة هما من أوصلا البلاد إلى هذه المرحلة الخطيرة.. ومن واجبهما الآن المساهمة في تجاوزها بأخف الأضرار. الأخضر أكد قائلا:" جبهة الإنقاذ لبّت نداء إتحاد الشغل نظرا لتقارب وجهات النظر بينهما.. لكن تبيّن بالكاشف أن النهضة هي من تضع العراقيل وتمارس سياسة ربح الوقت لتنفيذ مخططاتها وإفشال المسار الإنتقالي الديمقراطي.. وقد أبلغنا الأمين العام للمنظمة الشغيلة قلقنا من هذا المعطى.. وطالبنا بضرورة ضبط آجال زمنية في القريب العاجل لوضع خارطة طريق ترضي جميع الأطراف". أما بخصوص حل المجلس التأسيسي.. قال زياد الأخضر أن الأهم في الوقت الراهن هو تشكيل حكومة انقاذ.. وسيتم النظر في مسألة التأسيسي في الوقت المناسب. من جهته أكد الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي أنه عرض على ممثلي جبهة الإنقاذ نتائج اللقاء الأخير الذي جمعه برئيس حركة النهضة.. لكنه لم يلق تجاوبا من قبلهم وأعربوا عن رفضهم للطريقة التي تتعامل بها النهضة مع الأزمة.. مؤكدين تمسكهم بضرورة رحيل الحكومة الحالية وتعويضها بحكومة كفاءات وطنية مستقلة.. منظمة الأعراف تحذر من استمرار الأزمة وفي إطار تكثيف المشاورات بين المنظمات الوطنية، كان للعباسي لقاء صباح أمس برئيسة منظمة الأعراف وداد بوشماوي التي أعربت عن قلقها من المؤشرات الاقتصادية الخطيرة نتيجة تفاقم واستمرار الأزمة السياسية.. داعية إلى ضرورة الخروج في أقرب الآجال من هذه الوضعية.. وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة على جميع الأطراف.. على حد تعبيرها. كما أكدت بوشماوي تمسك منظمة الأعراف بالمبادرة التي طرحتها.. منوّهة بالدور الكبير والإيجابي الذي يلعبه إتحاد الشغل في اتجاه الخروج بالبلاد إلى بر الأمان. وتجدر الإشارة إلى أن لقاء ثالثا سيجمع اليوم الأمين العام لإتحاد الشغل برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لمزيد التشاور بخصوص الأزمة السياسية.