مصدر باتحاد الفلاحين: مؤشرات مطمئنة... لكن حذار من خطر «السبتوريا» تونس الصباح: قبل أسابيع قليلة كانت حالة التوجس والتخوف سائدة لدى مزارعي الحبوب جراء انحباس الأمطار وبروز آثار ذلك على المزارع ومع ذلك لم يفقد الفلاحون الامل وظلوا ينتظرون أمطار الخير التي تهاطلت بكميات هامة وعلى فترات طويلة وبمناطق انتاج عديدة بما حوّل التشاؤم الى تفاؤل واستبشار بموسم طيب. هذا الانطباع لمسناه لدى حديثنا الى السيد عبد القادر عمارة المكلف بالجامعات القطاعية بالمنظمة الفلاحية والمهندس الفلاحي المواكب لوضع قطاع الزراعات على مدى عقود من الزمن عندما اتصلنا بها صبيحة امس كان بجهة ماطر في اطار تنفيذ سلسلة من زيارات المتابعة الميدانية لتثمين العوامل المناخية الأخيرة وتأطير المنتجين وتوجيههم لضمان مردودية اكبر لمساحاتهم سألنا عما اذا قلصت الامطار من المخاوف فرد بتفاؤل واضح «لم تقلصها فحسب بل قضت عليها. وهذا بفضل الله الذي منّ علينا بالغيث وانعم على مختلف مناطق الانتاج بالشمال وبالشمال الغربي بكميات هامة من الامطار أدخلت الاطمئنان على النفوس..» غير ان هذا الاستبشار العارم لم يحل دون اصدار محدثنا لتحذير شديد للمنتجين ودعوة ملحة بالانتباه لبعض الامراض التي تبرز مباشرة بعد نزول الامطار واستقرار الحرارة ومنها اساسا مرض السبتوريا.. منبها الى ضرورة مراقبة زراعاتهم والتحري التام من اجتياحها لاعلى النبتة في مثل هذه الفترة بما يشكل خطرا كبيرا يهدد نوعية المحاصيل ويحد من المردودية هذا الى جانب خطر اكتساح المرض لمساحات هامة من القمح الصلب.. ولمكافحة هذه الآفة لا بد من المداواة. .. وباستفساره عن دور المنظمة الفلاحية والتحرك العاجل المطلوب منها القيام به لتثمين الامطار وتجنب خطر الامراض الفطرية وارشاد الفلاحين اشار عبد القادر عمارة الى ان وعي الاتحاد في مختلف مستوياته باهمية تأمين أفضل الظروف لانجاح الموسم كبير ولهذا لم يدخر جهدا منذ انطلاقة الموسم على المتابعة المنتظمة لمناطق الانتاج وتأطير الفلاحين وتوجيههم ودعوتهم الى الاستفادة من الاجراء الرئاسي المتعلق بتخصيص قروض تكميلية لفائدة المزارعين للقيام بعمليات التسميد والمداواة مفيدا في هذا الشأن بان التمويلات الموجهة لهذه العملية متوفرة لدى البنوك وهي على ذمة الفلاحين وقد شرع في صرفها. للتذكير نشير الى انه يتوقع ان يتمتع بهذا الاجراء نحو 4000 فلاح لتغطية حوالي 150 الف هكتار. ويوزع القرض بقيمة 88 دينارا للهكتار الواحد بالمنطقة عدد 1 التي تشمل المناطق الرطبة والسقوية وبقيمة 76 دينارا للهكتار بالمنطقة عدد 2 وتهم اساسا المناطق شبه الجافة التي تقل فيها معدلات الامطار سنويا عن 450 مم.