◄ 6 أفلام تونسية في المسابقة الرسمية نظم القائمون على المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية ندوة صحفية بأحد نزل العاصمة لتقديم تفاصيل الدورة الثامنة والعشرين لهذه التظاهرة، التي تحتفي قريبا بمرور خمسين سنة على تأسيسها (انطلقت في 19 أوت 1964). في الدورة الجديدة من المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية "فيفاك " والثالثة بعد 14 جانفي 2011 والمزمع تنظيمها من 25 إلى 31 أوت الحالي، يواكب عشاق السينما الهاوية قرابة الستين فيلما من مختلف دول العالم ضمن خانة المسابقات الرسمية الدولية والوطنية وأخرى في قائمة الأفلام المقترحة من المعهد الفرنسي بتونس إضافة إلى أعمال سينمائية ستعرض في السهرات الخاصة للمهرجان وهي سهرات عن فلسطين وأخرى عن سينما المقاومة وثالثة تحت عنوان "في القلب". ولعّل إدماج مسابقتي المدارس السينمائية وأفلام الهواة والمستقلين في مسابقة واحدة يعد من أبرز التغيرات الطارئة على المهرجان الدولي لفلم الهواة بقليبية في دورته الحالية، التي وفرت له وزارة الثقافة ميزانية تقدر ب45 ألف دينار وهو دعم قالت عنه كاتب عام التظاهرة منيرة بن حليمة أنه ارتفع نسبيا بعد أن أصبح المهرجان دولي سنة 2009 مضيفة أن الهيئة المديرة تسعى لتأمين كل مستلزمات المهرجان حسب الإمكانيات المالية المتوفرة لها ولكن دون الانجراف نحو الثقافة الاستهلاكية والتجارية والحد عن توجهات المهرجان وثوابته الفكرية والثقافية وهي سينما المقاومة والاستقلال عن كل مظاهر الاستبداد والدكتاتورية والإقصاء. تراجع عدد الأفلام المختارة مقارنة بالدورات السابقة منها ستة أفلام تونسية في المسابقة الرسمية برره القائمون على المهرجان الدولي لفلم الهواة بمحاولاتهم الرقي بمستوى الأعمال المقترحة على جمهور قليبية خاصة وأن بعض الأفلام المقدمة سابقا لقيت عددا من الانتقادات مفضلين مقياس الجودة على الكم. على صعيد آخر، يواصل المهرجان الدولي لفلم الهواة دعمه للسينما الفلسطينية من خلال عرض الافتتاح "غزة 36 ملم" وسهرة خاصة يشارك فيها عدد من الأفلام على غرار "سكاتش من العادات" للمخرجة جومانا منا وفيلم "مهندس صوت" لخليل مزيان وعمل هشام زريق بعنوان "أبناء عيلبون" إضافة لشريط عائدون وهو عبارة عن ثلاث أشرطة قصيرة تحريكية لغاية توعية ومن إنتاج "مربكات". وعن الوضع الأمني وتأثيره على سير فعاليات المهرجان أكدت الهيئة المديرة "للصباح" أن كل الإجراءات الأمنية اتخذت لإنجاح الدورة 28 للتظاهرة التي تستضيف يوميا وطيلة فترة المهرجان قرابة ألف شخص لمشاهدة العروض السينمائية الليلية. من جهة أخرى يواصل مهرجان قليبية الخاص بالسينما الهاوية اهتمامه بورشات التكوين في مجال الفن السابع ويقترح على هواة السينما في دورته الحالية عدد من الدروس منها "التعلم عبر تاريخ القصص" يومي 26 و27 أوت مع ماريا رويدو وهي مخرجة اسبانية متخصصة في التاريخ المعاصر ونظرية الفن والثقافة إلى جانب درس في المونتاج مع الفرنسية بولين دايرو المتكونة في المونتاج السينمائية والتي عملت مع عدد من المخرجين الكبار منهم ميشيل خلايفي وكوستا غافراس أمّا الدرس السينمائي الثالث فيؤثثه الفرنسي جيل نادو الذي سيتحدث عن تجربته مع الفيلم الوثائقي حيث قدم أكثر من 150 عملا تسجيليا وهو عصامي التكوين. الندوة الفكرية للدورة 28 للمهرجان الدولي لفلم الهواة بقليبية، اختارت تناول موضوع "سينما المقاومة ضد الرقابة" وذلك بحضور كل من الناقد السينمائي الناصر الصردي المشرف على هذا اللقاء والمتدخلون أصحاب التجارب الفنية في مجال سينما المقاومة وهم الفلسطيني توفيق أبو وائل والسينمائي ريتشارد دجيف، الذي سيتطرق للرقابة في الفيلم الكاميروني والمخرج التونسي وليد الطايع ويستعرض في مداخلة بعنوان "الفيلم التونسي في ظل الدكتاتورية" تجربته السينمائية في تونس. من جهة أخرى تضم لجان تحكيم مسابقات المهرجان الدولي لفلم الهواة بقليبية أسماء فنية بارزة في عالم السينما محليا ودوليا وحيث تتكون المسابقة الدولية من الاسبانية ماريا رويدو والفرنسي جيل نادو والفلسطيني توفيق أبو وائل والتونسي المنصف ذويب فيما يمثل لجنة تحكيم المسابقة الوطنية كل من حاتم بن ميلاد وقمر بن دانا وسندس بلحسن وإلياس بكار ومروان المؤدب. تجدر الإشارة إلى أن المهرجان الدولي لفلم الهواة بقليبية هو أعرق تظاهرة سينمائية تونسية وكان هذا المهرجان وراء اكتشاف أسماء سينمائية عالمية على غرار الايطالي ناني موريتي والجزائري أحمد بن كاملة ووالتونسيين فريد بوغدير ورضا الباهي وكان من ضيوفه الراحل يوسف شاهين وبابلو سيزار وروبرت ملنغرو والراحل توفيق صالح الذي سيتم تكريمه خلال هذه الدورة.