تشهد البلاد خلال الفترة الاخيرة تقلبات جوّية تنبئ بنزول كميات وفيرة من الامطار وهو ما يعرف بالامطار الموسمية التي عادة ما تكون مصحوبة برياح عاتية وزوابع رعديّة وتعتبر ولاية منوبة من أبرز الجهات التي تمسها أخطار مثل هذا النوع من الامطار الموسميّة العاصفة خاصّة في معتمدياتها المحاذية لوادي مجردة والتي طالما عانت ويلات فيضانه وتبعات ما تخلفه من خسائر ولعل فيضانات 2003 و2011 أكبر دليل على ذلك إذ اتلف من الاراضي الزراعية ما أتلف ودمّر من المنازل ما دّمر وبذلك فإن الجهة منفتحة على سيول من المياه اذا اعتبرنا التنبؤات الاخيرة لمصالح الرصد الجوي حول هبوب عواصف ممطرة قوية خلال الفترات القادمة على مشارف بلادنا وهو ما يدعو الجهات المعنية من مصالح بلدية وتجهيز وفلاحة بالتحرك والاستعداد لأي طارئ حتى يقع تجنيب المواطنين وأرزاقهم خسائر جديدة كالتي سبقت ولم يتمكنوا من درئها.. والملاحظ أن عمليات الجهر لضفاف وادي مجردة لم تبدأ بعد فلم يقع ذلك في البطان أو في طبربة أو الجديدة رغم أن العملية أنجزت السنة الفارطة منذ الايام الاولى لشهر أوت الماضي !!! قنوات التطهير وتصريف المياه هي بدورها لم تشهد عملية تنظيف وتسريح مركزة ومدروسة فما نشاهده تنقل عشوائي لأعوان التجهيز لتنظيف غير متناسق لبعض البالوعات لا غير والنتائج كانت ظاهرة للعيان خلال الايام القليلة الماضية حيث غرقت أحياء منوبة، طبربة والدندان والمرناقية في برك من المياه الملوثة والأوحال.. أما في خصوص جهر المجاري وقارعات الطرق فإن ذلك لم يحصل في كامل الولاية ما عدا الاشغال الاخيرة التي اقيمت في دوار هيشر حيث أزيلت عديد المناطق السوداء الجامعة للفضلات والاعشاب ولئن كان مجهودا وقع الاشادة به فإن المواصلة فيه مطلوبة حتى تكون نتائجه في صالح المجموعة وينتظر من باقي البلديات العمل بنفس هذه الوتيرة مع حسن مراقبة انهاء الاشغال فإذا نظرنا الى المجاري المحاذية لقنطرة قصر سعيد نجد أن تنظيفها ينتهي في الجزء الظاهر للمارة أما ما خفي فقد تكدست فيه الاوساخ والاتربة وهو ما يسقط كل عمل في الماء وذات الامر بالنسبة لقنال وادي قريانة.. ان البلديات وقع تجهيزها بما يلزم والعمال تحسنت أوضاعهم الشغلية ماديا ومعنويا فلا ينتظر سكان ولاية منوبة من هؤلاء سوى العمل والجديّة دون أن نذكر بواجب تسريع التنسيق بين الهياكل المختصة وخاصة التجهيز والداخلية والفلاحة لانهاء اشغال الجهر والتنظيف حتى لا تكون الخسائر في حال حدوث طارئ لا قدّر الله وخيمة ويبقى ما ننتظره من أمطار بمثابة الخير الهادل الذي لا ضرر فيه