تونس الصباح: تفاديا لأخطار الفيضانات بتونس العاصمة علمنا أنه تقرر وضع كل متطلبات التدخل للإغاثة والإنقاذ في حالة تأهب واختبار مدى جاهزيتها لتأمين تلك المهمة.. إلى جانب أخذ الاحتياطات اللازمة من حدة الأمطار والرياح والقيام بمتابعة ميدانية لمختلف المناطق وخاصة تلك التي تشكل نقاطا سوداء وتحديد مراكز إيواء وإعاشة للمتضررين من الفيضانات في حالة حدوثها.. ونظرا لأهمية هذا الملف وجسامته فقد تم التأكيد خلال اجتماع مجلس ولاية تونس الأخير على ضرورة المتابعة الدقيقة للوضع والتحلي باليقظة التامة وتوفير كل وسائل العمل الضرورية من معدات وعنصر بشري قصد تأمين التدخل السريع والعاجل عند حدوث كل الطوارئ وضبط برنامج تدخل على ضوء تشخيص دقيق للوضع بمختلف البلديات التي شهدت صعوبات في موسم الأمطار خلال السنة الماضية وخاصة بلديتي المرسى وسيدي حسين. ومن النقاط التي تم التأكيد عليها نذكر أيضا الدعوة الملحة للتحيين الدوري لخطة مجابهة الكوارث والمتابعة اليومية للأحوال الجوية والتحسب للأمطار والإحاطة بالمواطنين وأخذ الاحتياطات اللازمة لحماية أطفال المدارس والمعاهد من سيول الأمطار وتوفير ظروف ملائمة لنقلهم. ونظرا لأن الحد من الكوارث الناجمة عن الفيضانات يتطلب تدخل عديد الأطراف فقد كانت الدعوة صريحة وملحة لتأمين التنسيق اللازم بين الجميع لتغطية كل الأماكن ولحماية المواطنين.. وإضافة إلى اتخاذ هذه الإجراءات فقد تم ضبط برنامج يتمثل في جهر الأودية ومجاري المياه العابرة للمدن ومجاري مياه الأمطار وتنظيف الدهاليز والفراغات الصحية والبالوعات وبيوت الهاتف الأرضية بتفريغها وإصلاحها وتعهد شبكة مياه الأمطار وتقليع الأعشاب الطفيلية بحافة الطرقات والأرصفة لتسهيل سيلان الماء إضافة إلى صيانة بعض الطرقات والأرصفة قصد تجنب ركود ماء الأمطار والقضاء على السواقي العشوائية وعلى مصبات الفضلات الموجودة على مقربة من الأودية العابرة للمناطق السكنية مع التأكيد على ضرورة المعاينات اليومية والتدخل الحيني وبالسرعة المطلوبة لتلافي كل خلل من شأنه أن يعيق الحركة العادية لسيلان الماء ويكون حاجزا يصعب التدخل به لاحقا.. وفي هذا الإطار تمت على سبيل الذكر صيانة وجهر وادي روريش ووادي قرب ووادي قريانة ووادي خزندار ووادي الطابق ووادي الزهور ووادي السلة ووادي عين زغوان ووادي الحديقة ووادي اليابسة ووادي سيدي الرحال ووادي المالح ووادي المنصورة ووادي برج شاكير ووادي بئة الجزارة وقنال الرمانة وقنال الحديقة وأحواض تجميع مياه الأمطار بالحديقة والمنزه 1 والمنزه 2 والمنزه3 وخزندار والحي الأولمبي وحي الخضراء والوردية وغيرها.. أهمية التنسيق من خلال الإطلاع على برنامج الاستعدادات للحد من مخاطر الأمطار خلال هذا الموسم يتضح لنا أن هناك عدة أطراف أمنت هذه الاستعدادات مثل البلديات وإدارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية والديوان الوطني للتطهير ومندوبية التنمية الفلاحية وإدارة المياه العمرانية والوكالة العقارية للسكنى وشركة نقل تونس والشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية وديوان الطيران المدني والمطارات وشركة مختصة في التطهير والاستصلاح.. ولا شك أن التنسيق بين هذه الأطراف يتطلب بدوره إعداد برنامج محكم.. فالتنسيق في مثل هذه الحالة يساعد على تجاوز الكثير من العراقيل والمشاكل التي تم تسجيلها في المواسم الماضية. لأنه لا يعقل أن تتكرر سنويا المآسي البشرية والخسائر المادية وأن يذهب مواطنون ضحية الفيضانات بسبب قلة التنسيق.. كما لا يعقل أن تتواصل مخاوف الناس من الأمطار.. حتى أن الكثير منهم لاذوا بالفرار من مساكنهم جراء غرقهم خلال السنوات الماضية في الأوحال ومياه السيول المنسابة إلى بيوتهم بغزارة.. وفي هذا الصدد كشف لنا عدد من مالكي العقارات تراجع الإقبال على تسوغ العقارات الكائنة في الطوابق الأرضية نظرا لخشية الناس من الفيضانات خاصة في بعض الأحياء المنخفضة مثل باردو وخزندار وحي الخضراء..