سنتجاوز الأزمة الرّاهنة سواء في غضون أسابيع أو أشهر رغم الدمار.. الشعب السوري سينتصر حذر رئيس الحكومة علي العريض خلال إشرافه على حفل افتتاح المؤتمر الوطني الحادي والعشرون للكشافة التونسية المنظمات الراعية للحوار الوطني من مغبّة الانحياز وخدمة أجندات المعارضة خلال ادارتها للحوار مطالبا إياها بالتزام الحياد وعدم اعتبار نفسها طرافا في الصراع القائم بين السلطة المعارضة. وأكد العريض أنه اذا ما توفرت الارادة الصادقة والرصانة من مختلف الأطراف سيتم وضع روزنامة واضحة من شأنها اخراج البلاد من الوضع الراهن وتجاوز الأزمة في غضون أسابيع أو أشهر شرط أن يلتزم كل من الحكومة والمجلس التأسيسي والمعارضة بواجباتهم ويتمسّكوا بالوحدة الوطنية التي اعتبرها رئيس الحكومة السبيل الأمثل للسّير في أقرب الآجال نحو الانتخابات وهو ما من شأنه ضمان السلم الاجتماعية والاستقرار السياسي والنهوض الاقتصادي. وبشأن توقف أشغال المجلس التأسيسي شدّد رئيس الحكومة على ضرورة استئناف المجلس لأشغاله في أقرب الآجال حتى يتم تجاوز التعطيلات الحالية والمتمثلة في توقف المصادقة على عدد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية الهامة التي يجب البت فيها كي تدخل حيّز التطبيق في أقرب الآجال وأضاف العريض قائلا:" المبادرة التي تقدّمت بها رئاسة الحكومة خلال الندوة الصحفية التي انعقدت بداية الأسبوع الجاري هي نفس المبادرة الصادرة عن الترويكا، مؤكدا استعداد الحكومة للتضحية بكل شيء من أجل مصلحة الوطن والحفاظ على السلم الاجتماعية والوحدة الوطنية اذا ما حصل التفاق بين مختلف الأطراف المشاركة في الحوار الوطني الذي تبقى الجزئيات من مشمولاته". انهاء المرحلة بأخف الأضرار أكد العريض أن تونس ورغم المحن والمشاكل التي تكون أحيانا مفتعلة مازالت تحتل موقعا متقدّما لتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها ثورة الكرامة والحرية، مبيّنا أنه ومقارنة بباقي دول الربيع العربي تبقى الثورة التونسية في مقدمة هذه الثورات والأقدر على انهاء هذه المرحلة بأخف الأضرار وتحقيق أهدافها قائلا"نحن ورغم كل الصعوبات في وضع جيّد ومكاسبنا كثيرة مقارنة بباقي دول الربيع العربي" وأوضح العريض أن أعتى الديمقراطيات مرت بزلزال الانتقال الديمقراطي بما فيه من مشاكل اقتصادية واجتماعية وأمنية مشددا على أنه بالوفاق والسلم الاجتماعي فقط تونس قادرة على العبور إلى بر الأمان. الشعب السوري سينتصر بشأن الملف السوري أكد رئيس الحكومة أنه رغم الدمار وتواصل قمع النظام والفضاعات التي حصلت في حق أبناء الشعب وتواصل معاناة السوريين فإن ارادة الشعب السوري ستنتصر وسيحقق الشعب كل ما يصبو إليه وسيختار النظام الأفضل. النأي بالمنظمة عن التسييس أكد رئيس الحكومة خلال الكلمة التي ألقاها على مواصلة السلطة لتمويل المنظمة الكشفية عبر آليات جديدة أكثر عدالة وشفافية لحماتها من الهيمنة والتحكم من أي جهة كانت، كما دعا إلى وجوب النأي بهذه المنظمة العريقة والتي ساهمت بشكل فعال في معركة الكفاح الوطني عبر محاربة المستعمر وساهمت في بناء الدولة المستقلة عن التسييس والتجاذبات السياسية وذلك بالنظر للدور المنوط بعهدتها في معاضدة الجهود المبذولة لتحقيق أهداف الثورة وبناء دولة ديمقراطية في اطار تشاركي عبر امضاء شراكات فاعلة مع منظمات المجتمع المدني والوزارات. وواصل مبيّنا أن تحقيق هذه الأهداف لن يحصل إلا عبر إدخال تنقيحات على القانون الأساسي للمنظمة وهو ما من شأنه أن يفسح لها المجال للقيام بدورها الوطني في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من أجل اعلاء اشعاع تونس قاريا ودوليا. وختم العريض مؤكدا على وجوب تعزيز دور المنظمة الكشفية كي تكون أكثر فاعلية وتطوّرا لكونها حاضنة لكل المواطنين دون اقصاء أو تمييز وصهرهم في المجتمع مما يضمن التعايش المشترك.