كشفت الممثلة روضة المنصوري أن الظروف الصعبة والاضطراب الأمني، الذي عرفته بلادنا خصوصا في النصف الثاني من شهر رمضان كان له وقع سلبي على متابعة التونسيين لعملها الدرامي لهذا الموسم "الزوجة الخامسة"، إذ لم يحظ المسلسل بالتغطية الإعلامية المناسبة في ظل وضع محزن عاشه جميع التونسيين وحدادهم على الشهيد محمد البراهمي وأرواح شهداء الجيش الوطني ومع ذلك أضافت محدثتنا أن من شاهد العمل تفاعل معه خصوصا لأهمية القضايا الإنسانية والاجتماعية، التي طرحها متمنية أن يحظى باهتمام أكبر في حلقات إعادته. وعن حضورها المنتظم في السنوات العشر الأخيرة في أعمال الدراما المحلية، قالت روضة المنصوري أن أهمية الدور بالنسبة لخياراتها تكمن في مدى تأثيره في الأحداث والرسالة، التي يحملها في مضامينه معتبرة أن عدم حصولها على الدور الأول في المسلسلات التونسية لا يقلل من أهمية تجربتها الفنية من منطلق أن الكاستيغ مهمة المخرجين وأنها سبق وأن اختيرت للدور الأول في مسلسل "عاشق السراب" غير أن ظروف صحية منعتها من تقمصه. من جهة أخرى، أقرت الممثلة التونسية، التي عرفناها في أعمال على غرار "بين الثنايا" و"الليالي البيض" و"المتاهة" أنها لا تتعالى على الكاستينغ، الذي يجريه المخرجون في بداية بحثهم عن أبطال أعمالهم مشيرة إلى أنها رغم تجربتها على مدى عقد من الزمن واطلاع أغلب المخرجين على تجاربها الفنية إلا أنها لا ترفض إجراء كاستينغ من منطلق أن هذه العملية من أهم الأجزاء العمل الفني في اختيار الممثل المناسب للدور. وأوضحت محدثتنا أنها لا تعتقد بوجود اختلافات كبيرة بين المضامين الدرامية قبل الثورة وبعدها فما يطرح حاليا سبق وأن تطرقت له المسلسلات التونسية على غرار الانحراف الاجتماعي والمخدرات والدعارة وغيرها من القضايا الاجتماعية لكن ما يحسب للدراما التونسية في السنوات القليلة الأخيرة هو تطورها الكمي مع تعدد القنوات التلفزيونية المنتجة للمسلسلات ولم تعد منافسة الممثلين والكتاب والمخرجين تقتصر على اقتناص مكان لهم في إنتاجي التلفزة الوطنية كل رمضان. روضة المنصوري تلقت عديد الاقتراحات الفنية السورية والمصرية ومع ذلك لم تسنح لها الفرصة للمشاركة في تجارب عربية هي من بين طموحاتها الفنية. عن هذه المسألة قالت:" عرضت علي أعمال عربية في فترة للأسف غير مستقرة سياسيا في مصر وسوريا وبالتالي لا يمكنني المجازفة حاليا بخوض هذه التجربة فالهجرة الفنية تحتاج لكثير من التضحيات لتحقيق ما نصبو إليه من فن راق وهادف والدليل على ذلك أن فناناتنا اللاتي هاجرنا لمصر بقين سنوات يكافحن للوصول للنجومية ." وفي السياق نفسه، أفادتنا روضة المنصوري - إحدى بطلات "الزوجة الخامسة"- أنها تدرس حاليا عرضا خليجيا للمشاركة في عمل فني ناطق بالعربية الفصحى وذلك في سلطنة عمان. على صعيد آخر، أعربت الممثلة التونسية عن عشقها اللامتناهي للمسرح والذي انطلقت في ممارسته منذ سن الثانية عشرة مؤكدة أن غيابها لسنوات عن الفن الرابع بعد خوضها لتجربة تعتبرها هامة في المسرح الوطني كان يثير فيها الكثير من الحنين للعودة للركح لذلك قررت تأسيس شركة إنتاج وتقديم أعمال مسرحية تتماشى وقناعاتها الفنية وكانت الانطلاقة مع مسرحية "ليلة 14" عن نص وإخراج الفنان كمال العلاوي. عن هذا العمل، قالت روضة المنصوري:" ليلة 14"، قدم مواهب فنية شابة وأعادني للمسرح في شخصية حورية المرأة المعارضة في نص يحتفي بثورة 14 جانفي وهو عمل توفرت فيه عناصر جيدة من نص واداء واخراج مما شجعني على إنتاجه. وبينت الممثلة التونسية أنها تعمل حاليا على انجاز مشروع مسرحي جديد سيقدم للدعم في دورة جانفي القادم وهو ديو كوميدي من المنتظر أن يشاركها في تقمصه الممثل فتحي المسلماني قائلة:" عشنا أوقات عصيبة كثيرة في تونس في الفترة الأخيرة حتى أن الحزن أصبح يخيم على حياتنا وملّ التونسيون من أخبار الساسة والاضطرابات الأمنية والاجتماعية وصار الخوف من المستقبل هاجسنا.. نحن اليوم في حاجة لأعمال فنية تعيد البسمة لملامحنا والأمل لحياتنا لذلك سيكون مشروعي المسرحي الثاني كوميديا يحفز مشاهده على الضحك ويشجعهم على التفاعل الايجابي مع صعابنا اليومية والحياتية.