بث كل المسلسلات في نفس الوقت حرم المشاهد من التركيز عليها مرّة أخرى يلتقي الجمهور التونسي مع الممثلة روضة المنصوري التي تقوم بدور رباب في مسلسل "عنقود الغضب" الذي تبثه التلفزة الوطنية 1 في سهرات رمضان. و روضة التي سبق لها ان تعاملت مع المخرج نعيم بن رحومة تقوم بدور طالبة اضطرتها الظروف الصعبة ومرض والدتها وقلة ذات اليد إلى التسليم بالواقع المرير الذي يوقعها فريسة بين يدي "يحي الغول" بطل المسلسل-والذي يشبهه البعض ببلحسن الطرابلسي- فيمكنها مما تداوي به والدتها ومن منزل تعيش فيه ويتعهد بتحمل كل مصاريفها ولكنها في الأثناء تتعرف على شاب صادق تتعلق به وتحبه مما يثير غيرة يحي الغول فيقتله. و روضة المنصوري فنانة متميزة لها قدرة على أداء الأدوار المركبة والصعبة والفاعلة في تواتر الأحداث وتأزمها وعلى استدرار عطف الجمهور في بعض أدوارها وحنقه في بعضها الآخر (دورها في مسلسل "اخوة وزمان" وتجسيدها لدور "سلاف"، المرأة اللعوب التي تعشق المال وتغلّبه على كل القيم وخاصة قيمة الحب، حيث انها تستطيع ان تمزج في نفس الوقت بين الجرأة والمواقف الصارمة والرقة وتضيف لشخصياتها من روحها وتعيش المواقف دون تكلف او عناء رغم أنها كثيرا ما أكدت ان الشخصيات التي جسدتها لا تشبهها بتاتا مهما كانت قريبة للواقع ومهما تألقت في أدائها. هذه الادوار الواقعية وهذا الحضور المتواصل جعلاها من الوجوه المألوفة التي تعود عليها المشاهد التونسي في سهراته الرمضانية منذ عشر سنوات تقريبا. لقد تميزت روضة عندما قدمت أدوارها على خشبة المسرح الذي اعتلته في الثالثة عشرة من عمرها في المسرح الوطني حيث شاركت في مسرحية "زينب" التي أخرجها لطفي عاشور عن رواية تماس للأديبة التونسية عروسية النالوتي او في مسرحية " النيف" و"ضربة في العظم" لكمال اليعلاوي "أو في مسرحية"بنت أمها" لأحمد السنوسي. البطولة السينمائيّة مشروطة و هي متميزة في أدوارها على الشاشة الصغيرة التي عرفها بفضلها الجمهور العريض وأحبها في شخصيات متنوعة مختلفة في الدراما التونسية فرافقت الصائمين لعشر سنوات متتالية ظهرت خلالها في مسلسلات"بين الثنايا" و"الليالي البيض" وفي دور هيفاء في مسلسل "إخوة وزمان" حيث تنافست على حب ظافر عابدين مع نادرة لملوم وفي مسلسل "نواصي وعتب" حيث ظهرت في ثوب دلولة والدها وفي "عاشق السراب " و"دار الخلاعة" الذي شاركت في حلقتين منه مع المخرج صلاح الدين الصيد وفي مسلسل "شوف لي حل". و روضة التي ترغب في أن تكون فنانة شاملة وان مازلت تنتظر دور البطولة في السينما التونسية - مشترطة أن تكون أعمالا جيدة لا لمجرد الظهور في أي عمل-مثّلت في "باب العرش" للمخرج مختار العجيمي وفي فيلم الأمير لمحمد الزرن وفي "كلمة رجال" لمعز كمون وفي الشرط قصيرة "البرنوس "لحمادي عرافة و"لعبة أولاد صغار" لعبد الجليل حميدة و"شارع تانيت" لفيصل بوزيان . و هذا يعني أنها تعاملت تقريبا مع اغلب المخرجين التونسيين ولم يبق لها من أمنية في هذا المجال كما صرحت به ل"الصباح" إلا التعامل مع المخرج الحاج سليمان حيث انه لم يخرج أي عمل تلفزي في الفترة التي ظهرت فيها وتألقت. أغلب الأعمال الدرامية ناجحة هذه السنة قالت روضة في لقاء جمعها ب"الصباح" أنها سعيدة بدور رباب وإنها راضية عن مسلسل "عنقود الغضب" ولكنها تأسف لان كل الأعمال الدرامية التلفزية تبث تقريبا في نفس التوقيت وهو ما يفقد المتفرج التركيز ويقلل من حظوظ كل المسلسلات في المتابعة الجيدة والتركيز خاصة وان اغلبها جيد وأضافت روضه انه تبين لها من خلال متابعاتها وحديثها مع العائلة والزملاء ان اغلب المسلسلات جدية وتشد المتفرج. حدثتنا روضة كذلك عن جديدها فقالت انه سيكون عملا مسرحيا تنتجه وتمثل فيه وسيعرض بعد عيد الفطر مباشرة وقد كتب نصه ويخرجه كمال اليعلاوي وعنوانه "شاهد شهيد" وبه تلج مغامرة الإنتاج التي تعتبرها صعبة ولكن ضرورية لمواصلة مسيرتها الفنية.