صرح النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني التأسيسي العربي عبيد ل "الصباح" أن مكتب المجلس سينعقد اليوم بداية من الساعة الحادية عشرة صباحا وبين أنه تم توجيه دعوات لجميع أعضاء المكتب لدعوتهم لحضور هذا اللقاء بمن فيهم النواب المنسحبين. وعبّر عبيد عن أمله في التحاق هؤلاء باجتماع المكتب الذي سيكون من بين أولوياته تحديد موعد لعقد الجلسة العامة. كما سيكون في جدول أعمال المكتب النظر في جملة من القوانين المستعجلة ذات الصبغة الاجتماعية منها ما يتعلق بالسكن الاجتماعي إضافة إلى تدارس الوضع العام في البلاد وآخر المستجدات. وأضاف عبيد أنه في صورة عدم حضور نواب المكتب المنسحبين "سيكون الأمر مؤسفا للغاية، لأنه من المهم جدا الحوار لتجاوز المشكلة". وتعليقا عن مطلب عدد من النواب المنسحبين المتمثل في تنقيح التنظيم المؤقت للسلطات العمومية كأحد شروطهم لاستئناف عمل المجلس الوطني التأسيسي، ذكر عبيد أن المنطلق يبقى الحوار بين الجميع على طاولة واحدة لأنه في هذه الصورة سيتسنى للجميع تقديم وجهات نظرهم وبهذه الكيفية ستتضح الرؤى. وعبر عبيد عن أسفه لتلويح بعض النواب المنسحبين بالدخول في إضراب جوع، وبين أن اللجوء إلى إضرابات الجوع "يكون عادة في الحالات القصوى وعندما تستحيل حرية التعبير وهذا لا ينسحب على النواب المعنيين لأنهم عبروا عن آرائهم ومواقفهم بكل الطرق". وذكر أنه "لا يرى التهديد بهذا التصعيد في مكانة نظرا لما لهم من امكانيات في التعبير". وإجابة عن سؤال يتعلق بلائحة سحب الثقة من الدكتور مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي التي ينتظر أن يمررها نواب غير منسحبين اليوم احتجاجا على تجاهل بن جعفر لهم وعلى قراره القاضي بتعليق أعمال المجلس وما وصفوه بتعطيل أعماله، بين عبيد أن هناك من يقول إن القرار الذي اتخذه بن جعفر حينما علق أعمال المجلس "غير قانوني ولكن هذا الكلام غير صحيح لأن الفصل 24 من النظام الداخلي وكذلك الفصل 79 يتيحان له صلاحيات غير مضبوطة في تسيير عمل المجلس. كما أنه وبصرف النظر عن الصلاحيات المضبوطة قانونيا من عدمها فإن القرار كان سياسيا لأن الوضع العام في البلاد لم يكن يسمح بواصلة أعمال المجلس". وأضاف عبيد أن بن جعفر "امتص بقراره غضب الشارع، وذكر أن البلاد كانت منقسمة بين شقين تحدهما أسلاك شائكة وكان بالإمكان دخول البلاد في منعرج خطير. فالمسألة كانت حساسة بامتياز وكان لا بد من اتخاذ قرار تعليق أعمال المجلس". عودة بن جعفر وحضر بن جعفر أمس مصحوبا بنائبيه محرزية العبيدي والعربي عبيد يوم العلم المقام بقاعة الجلسات القديمة في قصر باردو ببادرة من ودادية أعوان وموظفي المجلس وتم خلاله تكريم التلاميذ المتميزين والأعوان المحالين على التقاعد وحتى الموظفين المحرزين على شهادات عليا. وفي المقابل غاب النواب الذين هددوا مساء الجمعة بالتصعيد وعبروا عن رغبتهم في سحب الثقة من الدكتور بن جعفر وينتظر أن يتم عرض لائحة الثقة اليوم على النواب للتوقيع عليها. والسؤال الملح هو: هل سيتم العدول عن هذا القرار بعد أن دعا بن جعفر مكتب المجلس إلى الانعقاد اليوم؟ يذكر ان النائب حاتم الكلاعي العضو في مكتب المجلس أكد في تصريح ل"الصباح" أنه "لن يحضر اجتماع المكتب اليوم في صورة تضمن جدول اعماله اجراءات ضد النواب المنسحبين".