هل تكون الدورة الثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، من حيث الشكل والمحتوى والمشاركات والتنظيم والحضور القيّم للكتب المعروضة، في مستوى تطلعات وانتظارات الجميع من هذا المعرض في تونس 2013 لتنسينا مظاهر الوهن وتتدارك أبرز نقائص الدورة الماضية؟ هو تقريبا السؤال الذي يختزل تطلعات الجميع إلى معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الجديدة التي تنتظم من25 أكتوبر إلى 3 نوفمبر المقبلين. وشدد مدير هذه الدورة كمال بن قحّة على ضرورة تكاتف جميع الأطراف من أجل إنجاح هذه الدورة التي تنتظم في ظروف استثنائية على منوال الدورة الماضية. وأفاد أنه من المنتظر أن يتم اتخاذ جملة من الإجراءات النوعية والحازمة من أجل إنجاح عرس الكتاب والثقافة في تونس من خلال انفتاحه على المنجز الفكري والمعرفي والعلمي والثقافي في مختلف بلدان العالم لمنع كل ما يسيء لهذه التظاهرة الثقافية الكبرى. وأكد محدثنا على سعي الإدارة المشرفة على تنظيم هذه الدورة وبالتعاون مع سلطة الإشراف على وضع حد لكل مشاهد الفوضى والتجاوزات المتمثلة أساسا في الانتصاب العشوائي وبيع بعض المواد الغذائية والتجارية التي أساءت للمشهد العام للمعرض العام الماضي. وذلك بعد تقييم الدورة الماضية والتوقف عند أبرز النقائص. ودعا إلى الانتباه إلى مثل هذه الظواهر والعمل على تداركها حتى لا يتم التركيز عليها أكثر من الكتب المعروضة والأنشطة الثقافية والفكرية التي تنتظم بالمناسبة اعتبرها موجودة في أغلب المعارض العربية واعتبرها مظاهر هامشية عادة ما تسيء للمعرض. لا لعودة الرقابة وأفاد كمال بن قحّة أنه تم خلال هذه الدورة التركيز على الاهتمام بمضمون الكتاب دون العودة الرقابة. وبيّن في ذات الإطار أن لجنة شؤون العارضين، التي تضم جامعيين إضافة إلى عدد من الهياكل ذات العلاقة بالكتاب على غرار اتحاد الناشرين وإدارة الكتاب ومهنيين، هي هيكل فني مهني بحت تولت خلال هذه الدورة النظر في مضمون كل الكتب المشاركة تفاديا لحصول أي تجاوز أو وجود ما يمكن أن يمس بالنظام الداخلي للمعرض. وأكد أنه تم منع كل الكتب التي تضمنت أيّ شكل من أشكال التمييز أو التحريض على العنف والدعوة إلى البغضاء وغيرها. مبينا أنه لا يتم رفض الكتاب إلا لأسباب مهنية. خلق سوق افريقية لئن اختار الدورة الجديدة لمعرض تونس الدولي للكتاب السينغال لتكون ضيف شرف الدورة الثلاثين، فإن مديرها كمال بن قحّة علل ذلك بقوله:"اختارت إدارة معرض تونس الدولي للكتاب التركيز على البعد الإفريقي في الدورة الثلاثين كبعد استراتيجي وذلك من أجل خلق سوق افريقية استراتيجية للكتاب والثقافة فكانت السينغال ضيف شرف هذه الدورة بعد أن التفكير موجّها في مرحلة أولى إلى جنوب افريقيا". وأضاف في ذات الإطار أن المشاركة الافريقية في هذا المعرض ستكون حاضرة بقوة من خلال البينين والطوقو وغيرها من البلدان الافريقية الأخرى. مشاركة دولية موسّعة ورغم تكتم إدارة المعرض، فقد علمنا أن ما يقارب ثلاثمائة دولة من جميع أنحاء العالم ستكون مشاركة في معرض تونس الدولي للكتاب. فيما أوضح مدير هذه الدورة أن إدارته لم تتلق إلى حد الآن ردا على دعوات وجهتها لأسماء عربية وعالمية لحضور هذه الدورة. من جهة أخرى أكد كمال بن قحّة أنه تم إعداد برنامج ثقافي دسم متنوع يعكس تطلعات زوار معارض الكتاب ويشجع على الاقبال على سوق الكتاب. وهو برنامج اعتبره موجها للتونسيين وغير التونسيين.