هل ترفع وزارة الثقافة يدها على معرض تونس الدولي للكتاب وتعهد بتنظيمه إلى الناشرين وأهل المهنة حتى لا يتم استنساخ الدورات السابقة أو للمركز الوطني للكتاب؟ وهل نجحت الأطراف المعنية بشأن الكتاب في وضع بصمتها الخاصة في برنامج المعرض ونشاطه الثقافي الموازي بعد ان تم تمكينها وان كان ذلك في وقت وجيز وفي إطار لجان تفكير من التدخل في اخذ القرار؟ والى أي مدى يمكن أن نتفق مع الأستاذ كمال الدين قحة مدير الدورة الأخيرة من معرض تونس الدولي في قوله ان الدورة الأخيرة من معرض تونس الدولي قد حققت نسبة هامة من أهدافها. تركت الدورة 29 من معرض تونس الدولي للكتاب عدة تساؤلات توقف مدير الدورة كمال قحة عند أغلبها خلال اللقاء الإعلامي الذي تم تنظيمه صباح أمس الثلاثاء بالوزارة الأولى وهي تحديد توقيت تنظيم المعرض حتى تجد قصر المعارض بالكرم شاغرا في التوقيت الذي تقرره وحتى لا تجابه لجنة التنظيم بتعدّد المهرجانات الدولية والعربيّة في نفس توقيت معرضنا(معارض في الجزائر والشارقة وفرنكفورت) رغم أن هذا المعطى-ودائما حسب كلام مدير المعرض- لم يسبب عزوف دور النشر العربية والأجنبية عن المشاركة في معرضنا بل بالعكس فقد كان عدد مطالب المشاركة في هذه الدورة اكبر بكثير من الدورات السابقة وكان الإقبال وعدد الزوار كبيرا. أهداف إستراتيجية صحيح انه تم تحديد أهداف إستراتيجية لهذه الدورة كأن تكون مهنية وسليمة من كل الشبهات الإدارية والمالية والأمنية وان يتم خلالها التراجع عن مبدأ الرقابة واخذ قلة الموارد المالية بعين الاعتبار(حددت ميزانية المعرض ب820 ألف دينار وتم الضغط عليها حتى تراجعت إلى 808 ألف دينار دفعت منها 55 ألف دينار ديونا متخلدة عن الدورات السابقة) بحيث لم تتكبد وزارة الثقافة خلال هذه الدورة خسارة. الإسراع بتركيز المركز الوطني للكتاب كان من بين أهداف الدورة كذلك إعطاء فرصة للمبدعين التونسيين لان يشاركوا في بلورة ثقافة جديدة للتعامل مع الفضاء العمومي ونبذ العنف والإقصاء... وفي حديثه عن ملاحظات لجنة التقييم الداخلي وقال كمال قحة:"إن أولى الملاحظات التي اجمع عليها أعضاء لجنة التنظيم هي أن الاستعانة بموظفين ظرفيين وغير قارين لتنظيم معرض تونس الدولي للكتاب ورغم المجهودات الجبارة التي يبذلونها يجب ان يتم تجاوزها بتصريف مهني. وذلك إما بالإسراع بتركيز المركز الوطني للكتاب وإسناده مهمة الإشراف على تنظيم المعرض أو إسناد هذه المهمة إلى المهنيين على ان تقع المراوحة بين الصبغة التسويقية وصالون الكتاب والإصدارات الجديدة (خلال الأربع سنوات الأخيرة) والعلاقات مع المهنيين العرب والأجانب قبل موعد معرض الكتاب. أو ان تسند مهمة تنظيمه إلى شركة مختصة في تنظيم المعارض كصالون باريس الذي تنظمه شركة خاصة متعددة الاختصاصات وقد تمكننا هذه الصيغة من اجتناب الجوانب المقلقة." ملاحظة لجنة التقييم الداخلي الثانية حسب ما صرح به كمال قحة تمحورت حول ظاهرة الانتصاب الفوضوي التي رافقت كامل أيام المعرض باسم الحق في التشغيل رغم تنبيه المتسببين فيها إلى عدم قانونيتها ومحاولات منعهم. وأعلن كمال الدين قحة بالمناسبة عن اجتماع لجنة التقييم الداخلي خلال هذا الشهر لبلورة المقترحات ورفعها للجهات المعنية بالأمر ليقع الانطلاق في إعداد الدورة القادمة من معرض تونس الدولي للكتاب. وفي رده على سؤال توجهت له به"الصباح" يخص تمركز النشاط الثقافي الموازي بقصر المعرض بالكرم وتنظيم أكثر من ندوة وملتقى في نفس التوقيت وقلة الحضور بسبب بعد المسافة رغم أهمية المواضيع المطروحة قال الأستاذ كمال الدين قحة:" النشاط الثقافي في هذه الدورة كان مكثفا ونوعيا أعده مبدعون وعملوا على ان يستجيب لانتظاراتهم وآمالهم واعتبر أنهم وفقوا خاصة وأننا قبل أربعة أيام من المعرض تفاجآنا بمعرض نظمه المصريون. أما عن إشعاع المعرض على الجهات الداخلية ولامركزية المحاضرات فنحن مطالبون بالمحافظة على خصوصية المعرض ومكان العرض ونرغب في ان تكون النشاطات الموازية قريبة من الكتب ويمكن للجهات ان تنظم معارض في مستوى دولي مرموق اذا استعدت لها. الجمهور الكثيف سبب بعض الإشكاليات الجزء الثاني من اللقاء الدوري الإعلامي خصص لمحمد المديوني مدير الدورة 24 لأيام قرطاج السينمائية وقد انتظر الإعلاميون ان يخصصه للحديث عن مستجدات الدورة وغياب النجوم الذين كانوا يتهافتون على الوقوف أمام الجمهور التونسي وتفسير بعض الهنات التي رافقت حفل الافتتاح -والتي اعتبرها المهنيون والإعلاميون فشلا ذريعا - وعن أسباب تعذر بث شريط النوري بوزيد في موعده والأسماء غير المقنعة التي تم اختيارها للجان التحكيم ولكنه خصص مداخلته لاستعراض برنامج الدورة مؤكدا على نجاح أولى فقراتها من ذلك التوصل إلى تسمية فريد بوغدير مديرا للصندوق الإفريقي للسينما والسمعي البصري عقب أشغال الملتقى الدولي لتركيز الهيكل القانوني لهذا الصندوق. وقد اثني كذلك على نجاح منظمي هذه الدورة في جعل شارع الحبيب بورقيبة فضاء ثقافيا تذكر فيه بالصوت والصور العملاقة أهم أسماء الممثلين والمخرجين العرب والأفارقة الذين شاركوا في أيام قرطاج السينمائية والذين توجوا بجوائزها. وفي إجابة عن سؤال توجهت به"الصباح" للسيد محمد المديوني عن الغربة التي يحسها الجمهور التونسي عن المهرجان بداية من معلقة المهرجان التي لا إشارة فيها إلى أنها تخص مهرجانا تونسيا وصولا إلى اللغات الأجنبية المستعملة دون تامين الترجمة وغياب الملفات الصحفية لأغلب الندوات وفقرات حفل الافتتاح والصعوبات التقنية التي رافقته وقد كان المفروض ان يتم التحسب لها ومراقبة مدى استعداد قاعة الكوليزي لهذا الحفل الهام وبقية القاعات للوقوف على قدرة التجهيزات فيها على تامين العروض حتى نتفادى ما حدث مع فيلم المخرج النوري بوزيد وعلى التقشف المبالغ فيه والذي سبب على ما يبدو عزوف النجوم عن مواكبة المهرجان قال المديوني:" الافتتاح كان ناجحا بشهادة وسائل الإعلام الأجنبية وغناء ارتوام للنشيد الوطني اقشعرت له الأبدان من روعته. والكوليزي هي ملكة القاعات والحضور الكثيف للجمهور هو الذي سبب بعض الإشكاليات أما النجوم فلم يغيبوا إذ جاء البعض(المخرج توفيق صالح) والبعض الآخر سيلحقون بنا (منة شلبي) إما بالنسبة للتجهيزات فمهرجان قرطاج كان ومازال يعاني من مشكل التجهيزات."