◄ أفلام تونسية في عرضها العالمي الأول تنطلق الدورة الثانية لمهرجان افلام حقوق الإنسان في الرابع والعشرين من الشهر الجاري بمشاركة أكثر من 35 شريطا تمثل عددا من الدول العربية والغربية على غرار مصر ولبنان وفلسطين وفرنسا وسويسرا والهند وتتواصل عروضها إلى غاية 28 من الشهر نفسه وهي من تنظيم السينمائي الياس بكار بالتعاون مع عدد من السفارات وجمعيات من المجتمع المدني. وكشف الناقد السينمائي ومنسّق المهرجان الناصر السردي "للصباح" أن دعم وزارة الثقافة للتظاهرة غير مؤكّد باعتبار أن الاتصالات لم تتم بعد فيما أشار إلى أن ميزانية الدورة الثانية للمهرجان الدولي لحقوق الإنسان انخفضت مقارنة بدورتها التأسيسية. وتتنوع الأفلام المبرمجة بين ما هو روائي طويل وقصير ووثائقي وأفلام التحريك العاكسة لقضايا حقوق الإنسان وهموم الشعوب وفي هذا السياق بيّن الناصر السردي أن إمكانية عرض الشريط الوثائقي الجديد للسينمائي الحبيب المستيري والخاص بمسيرة الشهيد شكري بلعيد واردة جدّا كما أن الندوات المبرمجة في هذه الدورة ستتناول بالنقاش موضوع العنف ضد المرأة والاغتيالات السياسية وغيرها من القضايا المرتبطة بالحريات والحقوق نافيا أن يكون المهرجان الدولي لحقوق الإنسان بتونس يحمل طابعا سياسيا بقدر ماهو تظاهرة سينمائية حقوقية. على صعيد آخر، تكتم الناصر السردي على أعضاء لجان التحكيم من منطلق أن تفاصيل البرمجة وضيوفها ستعلن في الندوة الصحفية للمهرجان يوم 18 سبتمبر الجاري قائلا: "أعضاء لجان التحكيم سيكونون أكاديميين وفنانين مختصين في السينما وخصوصا منها أفلام حقوق الإنسان ومن بين هذه الأسماء سعاد بن سليمان والمخرجة المصرية نيفين شلبي." من جهتها أكّدت نيفين شلبي المخرجة المصرية "للصباح" عن اعتزازها بالمشاركة في لجان تحكيم هذا المهرجان الفتي في عمره والعميق في خياراته مشيرة إلى أنها كانت أحد السينمائيين المشاركين بأفلامهم في دورته التأسيسية واليوم تعود إليه في لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية. ولعّل برمجة عروض الدورة الثانية للمهرجان الدولي لحقوق الإنسان بعدد من القاعات السينمائية تشمل تونس الكبرى يعتبر من أبرز إضافاته لهذا الموسم حيث يهدف القائمون على التظاهرة إلى مزيد نشر ثقافة سينما حقوق الإنسان وجذب أكبر عدد من متابعيها لقدرتها على خلق جيل مثقف فني وسياسي. الإفتتاح بالكوليزي بالعاصمة والمهرجان ينفتح على تونس الكبرى ومن بين قاعات السينما، التي ستحتضن أفلام حقوق الإنسان المونديال وسيني مدار بقرطاج ودور الثقافة بابن خلدون والمروج وحمام الأنف فيما تقام سهرة افتتاح المهرجان بقاعة الكوليزي بالعاصمة. وتعتبر مهرجانات أفلام حقوق الإنسان من أهم التّظاهرات الدولية التي تحظى باهتمام مكوّنات المجتمع المدني وتدعو للتغير بما تقدمه وترصده من انتهاكات لحقوق وحريات الإنسان في مختلف بقاع العالم ومن بين أبرز هذه التظاهرات العالمية مهرجان الفيلم والمنتدى العالمي لحقوق الإنسان في جنيف ومهرجان "كرامة"لأفلام حقوق الإنسان بالأردن ومهرجان"إنسان السينمائي لعام 2013" في رام الله ومهرجان مصر لأفلام حقوق الإنسان وهي تجارب سبقت التجربة التونسية في هذا المجال ببضعة سنوات وهذه من الأسباب، التي حفزت السينمائي الياس بكار مؤسس مهرجان حقوق الإنسان في تونس على إنشاء مثل هذه التظاهرات الفنية والثقافية في بلادنا خاصة وأن تونس بعد الثورة أصبحت تملك هامشا كبيرا من الحرية لتناول مواضيع ومضامين تتعلق بحقوق الإنسان بانتهاكاتها ومكاسبها. ◗ نجلاء قموع
فيلم عن المسيرة الإنسانية والنضالية لشكري بلعيد: «الشهيد السعيد» رسميا في افتتاح مهرجان حقوق الإنسان كشف المخرج السينمائي الحبيب المستيري ل"الصباح" أن شريطه التسجيلي الجديد سيكون في افتتاح مهرجان أفلام حقوق الإنسان في دورته الثانية وذلك بقاعة الكوليزي بالعاصمة وأكد محدثنا أن"الشهيد السعيد" وهو فيلم يتناول الجانب الإنساني والنضالي للشهيد شكري بلعيد وموته الأسطوري بالنسبة للتونسيين- حسب قوله- سيكون حاضرا خلال نهاية هذا الأسبوع بعد إنهاء عمليات الميكساج. وقال الحبيب المستيري أن شريط "الشهيد السعيد" ليس بالبحث البوليسي والكشف عن المورطين في اغتيال شكري بلعيد بقدر ماهو توثيق لمسيرة حياتية ونضالية لسياسي بارز في التاريخ التونسي المعاصر مشيرا إلى أن "الموت الأسطوري" لشكري بلعيد وحّد التونسيين وحفزهم على الدفاع أكثر عن تونس والتمسك بحريتهم ومطالب ثورتهم. وعن الصعوبات، التي تعرض لها الفيلم، أوضح مخرج "الشهيد السعيد" أن أغلب العراقيل مالية باعتبار أن الفيلم من إنتاج شركة سينمائية خاصة لافتا النظر إلى أنه سيتحصل قريبا على دعم من وزارة الثقافة على حقوق التأليف أمّا على مستوى توثيق المادة التاريخية المعتمدة في هذا العمل التسجيلي بين الحبيب المستيري أن تجميع المعلومات لم يكن بالصعوبة الكبيرة خاصة مع اعتماد شهادات أهله وأصحابه والمقربين منه. "الشهيد السعيد" هو أول فيلم تسجيلي طويل عن الشهيد شكري بلعيد مدته ساعة ونصف وانطلق تصويره بعد عشرة أيام من اغتيال المناضل السياسي التونسي الذي طالته يد الغدر يوم 6 فيفري من العام الجاري في وضح النهار وعلى بعد أمتار من بيته.