ترتيبات سياسية جديدة تمر بها البلاد تحت عنوان "مصالحة الحاضر وماضيه " من خلال رؤى التنوع الايديولوجي الذي بدأ يحسم المسالة في اتجاه اليمين دون سواه من على الخط السياسي التقليدي ولئن بدات ملامح الربط بين اليمينين ( النداء والنهضة) تعرف بعض التطور الايجابي وذلك بالنظر الى موقف قياديي الحزبين اثر لقاءات الجزائر والتحرك الامريكي الفرنسي الاخير لتؤكد جميعها انها مؤشرات التحول والترتيب الجديد للسياسات القادمة آت لا محالة وبالرغم من التاكيد على انه لا تحول في المشهد دون الحزبين المذكورين الا ان العلاقة بينهما ما زالت تشهد تقاربا احيانا وصدا احيانا اخرى ليتولد معها ازمة الثقة بينهما وخوف كل طرف منهما من دوران "ماكينة السياسة " ضده وهو ما قد يقلل حظوظه في المراهنة على البقاء في سباق الفعل السياسي وطنيا وحتى دوليا وفي واقع الامر فان تخوف "الندائيون" يجد ما يبرره تاريخيا فقد مهد الباجي قائد السبسي الطريق امام "النهضاويين" ليفوزوا بالاكثرية النيابية داخل المجلس التاسيسي من خلال قطع الطريق امام التجمعيين عبر حل الحزب الحاكم السابق والترويج للحركة دوليا سيما لدى الدوائر الامريكية بان حركة النهضة هي حركة مدنية بالاساس منهجا وممارسة كما مهد قائد السبسي كل الظروف الملائمة لاجراء انتخابات حرة و نزيهة ولم يكن كل هذا دون مقابل خاصة ان حركة النهضة قد اختارت الباجي قائد السبسي كي يكون مرشح الحركة كشخصية وطنية لقيادة المرحلة الانتقالية ابان تشكيل حكومة 23اكتوبر2011 ليجد قائد السبسي نفسه خارج حسابات الحركة اثر تداول اسم الرئيس المؤقت الحالي منصف المرزوقي وفي قراءتهم للتقارب "الظاهر والخفي" بين نداء تونس وحركة النهضة اوضح عدد من المتابعين ان النتيجة النهائية للتفاهمات القادمة هي حصول الباجي قائد السبسي على الرئاسة و ابقاء النهضة على راس الحكومة ويبدو الى حد الآن ان رئيس الحركة راشد الغنوشي قابل للفكرة وهو امر يفسره التحرك السريع للمرزوقي الذي عاد ونفخ في روح مبادرته الداعية الى الحوار الوطني في محاولة منه لاقناع الاحزاب بانه الشخصية الانسب لتقريب كل وجهات النظر وانه رئيس كل التونسيين لا رئيس 7000 صوت التي تحصل عليها في الانتخابات الاخيرة. وعودة المرزوقي الى سطح احداث "اعادة الحوار" هو تاكيد عن وجوده كطرف سياسي في المقام الاول وشريك اساسي لحزب كاد ان يعزل ويترك وحيدا في السلطة بالاضافة الى رفضه "لطبخة" من شانها ان تعجّل بتقاعده السياسي المبكّر