"نخشى من التضحية بأبرياء للتغطية على التهاون في جريمة البراهمي» 90 % من المنتدبين في الداخلية منذ أواخر 2011 ينتمون للنهضة.. حملت النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي مسؤولية التهاون بشأن البرقية التي كشفت علم الداخلية باستهداف محمد البراهمي، إلى المدير العام الحالي للأمن الوطني..لأنه لم يتخذ الإجراءات اللازمة لتفادي وقوع الجريمة..كما أعربت عن تخوفها من التضحية ببعض المسؤولين وتقديمهم أكباش فداء للتغطية عن التراخي الذي رافق قضية اغتيال البراهمي وابعاد الشبهة عن المتورطين الحقيقين. كما اتهم المكلف بالإعلام في النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي رياض الرزقي، "رئاسة الجمهورية بالسعي إلى بث الفتنة والفرقة بين الأمنيين والعسكريين وذلك من خلال منح العديد من الإمتيازات للمؤسسة العسكرية، مقابل تواصل تهميش قوات الأمن بمختلف فروعها والحال أن جميع الأسلاك النشيطة تساهم في التصدي للإرهاب في مختلف أنحاء البلاد"..وحذر الرزقي من أن مثل هذه التصرفات ستعود بالضرر على الجميع إذا ما تواصلت الأمور على ماهي عليه من الناحية الإجتماعية والمادية بالنسبة للأمنيين.. وفي سياق محاكمة بعض النقابيين من القطاع الأمني، أفاد الرزقي أن نقابتهم تساند كل الأمنيين على اختلاف انتماءتهم النقابية، وتستنكر الإيقافات التي تمت مؤخرا حرصا منها على وحدة الصف الأمني الذي تسعى إدارة الإشراف إلى تفكيكه وتشتيت جهوده وضرب جميع الجهود المبذولة في سبيل تحسين المنظومة الأمنية، والوصول إلى تأسيس أمن جمهوري محايد..حسب تعبيره. واعتبر الرزقي أن وزارة الداخلية تعيش مخاضا عسيرا، زادت صعوبته التعيينات على أساس الولاءات الحزبية والتي أضرت كثيرا بسير عمل الوزارة..حيث تم إبعاد بعض الإطارات التي لها خبرة واسعة في المجال الأمني مقابل تعويضهم بأشخاص ذوو انتماءات حزبية وقع تسميتهم في مواقع حساسة..وهو ما انعكس سلبا على الوضع الأمني في البلاد..وفي هذا الإطار ذكر الرزقي قائلا: "90 بالمائة من المنتدبين في وزارة الداخلية في جميع المستويات منذ أواخر 2011 ينتمون لحركة النهضة الذين وقع تأهيلهم بطريقة لا تتماشى مع متطلبات العمل الأمني..في مقابل التخلي عن أبناء الوزارة في إطار سياسية ممنهجة لتفريغ الداخلية من الكفاءات القادرة على تقديم الإضافة..وقد تفاقمت هذه الظاهرة عندما التحاق أسامة بوثلجة بديوان الوزير السابق علي العريض"..وأعلن الرزقي عن وجود قائمة جديدة لإطارات أمنية سيقع تجميدهم أو الإستغناء عن خدماتهم في الايام القادمة.. كما أكد المتحدث باسم النقابة وجود مغالطات كبيرة تصل للوزير الحالي من قبل بعض المسؤولين في الوزارة، مشيرا إلى "وجود مؤامرات تحاك ضدّ مصلحة البلاد من ورائه"..موجها نداء للوزير "بالجلوس إلى إطارات الأمن الداخلي وسماعهم لتفادي حصول المغالطات"..كما وجه الناطق الرسمي نداء إلى السياسيين "بالإبتعاد عن وزارة الداخلية وتجنب العمل على تطويعها حتى لا ينقلب السحر على الساحر" على حدّ تعبيره.