تونس - الصباح الاسبوعي بعيدا عن السياسة الداخلية كان المجلس التأسيسي مكانا لتعبير عدد من النواب عن مواقفهم الخاصة تجاه قضايا بعينها وعلى رأسها الملف المصري رافعين بذلك شعار علامة "رابعة العدوية" في الجلسات . فهل من أولويات النواب المنتخبين النظر في ما آلت إليه أوضاع التونسيين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كان الدفاع عن مواقف تهم النواب والكتل والأحزاب دون غيرها ولا تهم عامة التونسيين بغض النظر عن الجانبين القانوني والأخلاقي للمسالة فان الواقع يفرض على نائب انتخبه الشعب أن يتطرق إلى هموم المواطن ومشاغله اليومية وإذا أراد التعبير عن موقفه الخاص فذلك يكون خارج المجلس لم تثن دعوات رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر منذ أشهر النواب عن الكف من رفع الشعارات أو الأعلام – ما عدا العلم التونسي- في الجلسات العامة. كما منعت نائبة الرئيس محرزية العبيدي النواب من إظهار شعارات مكتوبة ورفعها أمام البث المباشر وذلك منذ فترة لكن اليوم بقيت مجرد دعوات لم تجد لها آذانا صاغية تبن لموقف.. في رفع لشعار رابعة العدوية تبن لموقف من الملف المصري وهو ما يتنافى أخلاقيا مع نائب نسي أو تناسى انه يمثل الشعب التونسي لا كتلته النيابية او حزبه ، بل انه نصب نفسه مدافعا عن شق من أزمة قائمة في مصر يختلف فيها 217 نائبا في المجلس وخارجه بين مؤيد ورافض لما يدور هناك تقول النائبة هاجر عزيز عن حركة النهضة:"طلب منا بن جعفر منذ 4 أشهر تقريبا عدم رفع أي شعار وقد لبينا هذا الطلب لأنه في ذلك التزام أمام الشعب التونسي قبل كل شيء شخصيا أنا ضد رفع أي شعار داخل المجلس لكن من حق النائب أن يعبر عن موقفه وذلك خارج قبة التأسيسي. كما لدينا الحق في التطرق إلى قضايا الدول العربية والغربية والخوض فيها دون رفع للشعارات" وبغض النظر عن الجانب الأخلاقي للمسالة فان القانون الداخلي للمجلس لا يمنع النائب من رفع أي شعار أو التعبير عن موقف بعينه لكن الأولى أن لا يكون هم النائب حاليا إلا وضع التونسي في ظل اقتصاد يحتضر ووضع معيشي متدهور في اغلب الجهات الداخلية ووضع سياسي متأزم منذ أسابيع اثر سلبا على الاستثمار وعلى الحياة العامة للناس التي ما يعنيها في المقام الأول أمنها وتامين الحياة الكريمة لا الخوض في الملف المصري موقف إيديولوجي.. إصرار نواب حركة النهضة التعبير عن موقفهم من الملف المصري عبر رفع شعار "رابعة العدوية" جعل نواب المعارضة يعتبرونهم جزء من خط الدفاع عن المشروع الاخواني في العالم والذي مثلت تونس آخر حصن له. وهذا التوجه جعل النائب عبد العزيز القطي يتهمهم "باللاوطنية داخل المجلس وخارجه" على حد تعبيره حيث أكد أنهم استغلوا التأسيسي للتعبير عن مواقف حركة النهضة لا موقف الشعب التونسي الذي انتخبهم ويقول القطي:"رفع نواب النهضة للشعار الذي لا يمثل إلا مشروعهم الاخواني دليل على أن لا شعور لديهم ولا إحساس بالمسؤولية تجاه أزمات تعيشها تونس وعلى رأسها اغتيال زميل لهم بقي مقعده فارغا في التأسيسي" يعتبر محدثنا أن تمسك النهضة بالسلطة وضربها بالكوارث التي تعيشها البلاد عرض الحائط فيما يتم التركيز على مساندة تامة ومطلقة للإخوان في مصر وهو ما خلق أزمة مع الجانب المصري الرسمي في وقت ما يجعلهم يعملون جاهدين خدمة للفكر الاخواني ولحزبهم لا مصلحة الناس وذلك من باب المزايدة والتملق مستغلين قبة المجلس عبر شعار "رابعة العدوية" على حد تعبيره مواقع..وبعد من بين السبل التي بإمكان النائب التعبير عن موقفه من خلالها وترك المجلس لقضايا من انتخبوه بالأمس هي المواقع الاجتماعية وعلى رأسهم "الفايس بوك" التي اكتست صفحاته بشعار رابعة العدوية، أو حتى عبر الندوات التي ينظمها حزبه وهي أيسر الطرق لإيصال موقف شخصي أو حزبي للناس وبذلك ينأى عن أي انتقاد أو اتهام باستغلال التأسيسي للدفاع عن موقف من قضية لم يجمع حولها عامة التونسيين، لكن ما يراه من اكتوى بنيران أسعار المواد الاستهلاكية والبطالة والفقر أن هناك دفاعا مستميتا من نواب النهضة على "إخوان مصر" إما عبر الشعارات آو المواقف التي لا تمثل إلا أشخاصهم