الوريمي: غياب الغنوشي عن الندوة الصحفية يندرج في إطار مهامّ أخرى رمت حركة النهضة امس الكرة في ملعب بقية الاطراف سواء كانت تلك الراعية للحوار او الاطراف السياسية حيث تمّت دعوتها جميعا الى تجاوز الازمة والجلوس في اقرب وقت ممكن الى طاولة الحوار وبيّن عضو المكتب التنفيذي للحركة امس عبد الحميد الجلاصي خلال ندوة صحفية بالعاصمة ان النهضة تدعم الحوار والتوافق من اجل ادارة شؤون البلاد والعبور بها من المرحلة الانتقالية الى اجراء انتخابات في اسرع الاجال بعد انهاء الدستور والقانون الانتخابي والهيئة المستقلة للانتخابات ونفى الجلاصي ما التصق بالحركة من تهم سيما تلك المتعلقة بتعطيل الحوار والمناورة لربح الوقت وقال في هذا السياق ان "الترويكا تتحمل نصيبا من المسؤولية كما هو الحال بالنسبة لبعض الاطراف الاخرى التي تسعى لافشال الحوار وتعطيل التحولات في البلاد منذ الاعلان عن نتائج الانتخابات" التوافق على المسائل الخلافية ومن جهته بيّن عضو المكتب التنفبذي للحركة رفيق عبد السلام ان "النهضة عملت على تهدئة الاوضاع وما التنازلات التي قدّمتها الا دليلا واضحا على ذلك قصد انقاذ البلاد من اي تعطيلات وتجاوز الوضع الراهن نحو مسالك تنهي المرحلة الانتقالية وتؤمّن اجراء الانتخابات" واعتبر عبد السلام ان التحول الديمقراطي لا ينتقل الا من خلال التوافق على المسائل الخلافية والنقاش والتحاور فيها ودون ذلك فان "ما سيحصل انما هو قفزة نحو المجهول موضحا ان الحركة تستند في اطروحاتها على ضرورة تامين المهام التاسيسية بالمحافظة على المجلس الوطني التاسيسي والمصادقة على الدستور وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات يتراسها شخصية وطنية مستقلة" وبيّن عبد السلام ان الركن الاساسي للديمقراطية "يقضي المحافظة على المؤسّسات سيما تلك المنتخبة منها لانها تبقى التعبيرة ااشعبية الوحيدة" وأوضح المتدخل ان الوضع الراهن لا يتحمل المزيد من المناورات"...ومن يتصور ان اخراح النهضة من الباب الصغير ممكن نقول له حساباتكم خاطئة وانه لا مجال للإقصاء وعبر عبد السلام عن مخاوف الحركة من عدم استكمال المرحلة التاسيسية مستندا في موقفه هذا الى ما يقدمه عدد من السياسيين في المعارضة عبر دعوتها الى تشكيل حكومة دون العودة الى المجلس التاسيسي معتبرا ذلك بمثابة التهرّب من الاستحقاق الانتخابي وختم بالقول ان "البلاد في حاجة ماسة الى عقد اجتماعي بما يساعد على الاستقرار ومواجهة المخاطر" ترميم الشرعية بالتوافق من جانبه قال عضو المكتب التنفيذي العجمي الوريمي ان "الاطار الامثل والحاضن الاساسي للعملية السياسية هو المؤسسة المنتخبة وان نقل السلطة من طرف منتخب الى آخر غير منتخب ليس من اعراف العمل الديمقراطي الذي يسعى الجميع الى تاسيسه في بلادنا" وذهب العجمي الى القول ان الحركة تسعى الى "ترميم شرعيتها" من خلال التوافق الذي لا مجال للخروج عنه لانه يبقى الغاية القصوى لكل الاطراف الوطنية وعن واقع العلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل وحركة النهضة نفى الوريمي ان تكون الحركة في قطيعة مع المنظمة الشغلية مبينا ان "ترك الاتحاد باب الحوار مفتوحا تاكيد واضح على هذا كذلك فعلت النهضة التي تدرك ان الحوار هو المدخل لحل الاشكاليات العالقة بين الخصوم" وفي رده عن سؤال متعلق بالوضع الاقتصادي للبلاد اقر الوريمي بصعوبة الوضع "دون ان يكون كارثيا كما يروج البعض" مؤكدا ان جزءا من الحالة الاقتصادية الراهنة تعود اساسا الى الاحتقان الاجتماعي والسياسي الذي تمرّ به تونس وقد لوحظ خلال الندوة الصحفية غياب رئيس الحركة راشد الغنوشي وقد اول الحاضرون سبب الغياب الى "عزل" الغنوشي من سدة القرار وقد رد الوريمي عن سؤال متعلق بهذه النقطة بالقول" ان الغنوشي مازال يباشر مهامه على راس المؤسسة الحزبية وان غيابه اليوم يندرج في اطار مهام اخرى"