عقدت حركة النهضة اليوم الإثنين ندوة صحفية حول الشأن السياسي العام في البلاد. وقد سجّل غياب راشد الغنوشي رئيس الحركة عن هذه الندوة التي حضرها كل من عبد الحميد الجلاصي نائب رئيس الحركة ورفيق عبد السلام والعجمي الوريمي القياديين بالحركة ولدى افتتاحه الندوة الصحفية، أكّد عبد الحميد الجلاصي على تفاعل الحركة مع المبادرات ومع الرباعي الراعي للحوار الوطني، مبينا أنّ النهضة قدمت ما تقتضيه مسؤوليتها الوطنية في إشارة إلى أنّ الحركة تنازلت عن النظام البرلماني ووافقت على نظام مختلط كما أنها وافقت على تحييد وزارات السيادة. ومن جهته، قدّم رفيق عبد السلام موقف النهضة من مبادرة الرباعي حتى لا يقع تأويلها. وقال : "حركة النهضة عبرت بصورة واضحة عن قبولها بمبادرة الرباعي كأرضية لبداية الحوار ومعالجة الأزمة". كما بيّن أنّ الحركة قدمت تنازلات أساسية بهدف إنجاح المسار الديمقراطي رغم المؤاخذات التي اعترضتها من عدد من مكوناتها. وقال انّ حل الأزمة يجب أن ينطلق من مبادئ أساسية تتضمن المصادقة على الدستور وعدم المساس بالتأسيسي، معتبرا أنّ الحلول التوافقية تعبر عن المصالح المشتركة. وأكّد أيضا أنّه يجب الابتعاد عن الشروط المسبقة قبل الدخول في الحوار، مبينا أهمية إدارة حوار وطني توافقي برعاية الرباعي. وفي نفس السياق، قال عبد السلام انه ليس من المنتظر الوصول إلى رؤية مشتركة قبل انطلاق الحوار . أمّا عن رؤية الحركة، فقال انه يجب أولا تأمين المهام التأسيسية مثل الانتهاء من صياغة الدستور وتحديد موعد محدد للانتخابات بالإضافة إلى الحفاظ على التأسيسي باعتباره الوعاء الممثل للديمقراطية، وأضاف : "وبالنسبة لتشكيل حكومة جديدة مستقلة فتكون بعد تأمين مهام التأسيسي". وعن مخاوف الحركة، فأشار إلى أنها تتمثل خاصة في التصريحات غير المطمئنة لعدد من قيادي المعارضة والتي تتعلق بتأزيم الأوضاع واللجوء إلى الشارع والتهرّب من تحديد موعد للانتخابات...، قائلا : "نريد أن نطمئن إلى أنّ القاطرة تسير إلى برّ الأمان أي الانتخابات حتى نؤمن المسار الديمقراطي". ومن جهة أخرى، أكّد عبد السلام انّ الحل ليس في الإنقلابات العسكرية بل الحل في النظام الديمقراطي الذي ينبني على التوافقات وتعزيز الشرعية الانتخابية بالشرعية التوافقية. أمّا العجمي الوريمي من جهته قال: "الدستور جاهز ولا يحتاج لوقت طويل للمصادقة عليه"، مؤكّدا أنّ هذا الدستور لن يكون دستور النهضة أو الترويكا. كما شدّد الوريمي على ضرورة أن تنتظم الانتخابات في أقرب الآجال مع أهمية تنقية المناخ السياسي والاجتماعي والأمني، قائلا : "هذا جوهر رؤية حركة النهضة للخروج من الأزمة".