على إثر الرّسالة التي تلقتها عائلة الشهيد محمد البراهمي عضو المجلس الوطني التأسيسي خلال الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين الماضيين كشفت أرملة الشهيد محمد البراهمي مباركة البراهمي في اتصال مع "الصباح" عن فحوى الرسالة وقالت إن ابنها عدنان خرج من المنزل في حدود العاشرة ليلا ليتوجّه الى دكّان قريب من محل سكناها لشراء السجائر غير أنه فوجئ بظرف مغلق فأشعر والدته فطلبت منه أن لا يمسّه واتصلت بدورية أمنية بجهة أريانة فحلت على عين المكان وتمّ فتح الظرف من قبل الأعوان وأفادت أن الرسالة مكتوبة بآلة راقنة وأنها وابنتها تمكنتا من قراءة بعض الكلمات لأن أعوان الأمن حاولوا إخفاء محتواها عنها. وقد افتتحت الرسالة بالجملة التالية "من شرفاء وزارة الداخلية إلى عائلة الشهيد محمد البراهمي" كما تضمّنت بعض المعطيات من قبيل أن عنصرين تابعين لفرقة مقاومة الإرهاب يقطنان بجهة حي الغزالة وتحديدا على مقربة من منزل الشهيد شاركا في تنفيذ عملية الاغتيال كما أفادت أن الرسالة تضمّنت أيضا ما يفيد أن المسدّس الذي اغتيل به الشهيد موجود حاليا بأحد مكاتب وزارة الداخلية وأن راشد الغنوشي اتصل بعلي العريض قبل عملية الإغتيال بساعة للإطمئنان على نجاح تنفيذها وحول الرسالة قالت أرملة الشهيد إنه إذا ما كانت صادرة فعلا عن أمنيين شرفاء فقد كان الأجدر بهم أن يوجهوها الى حاكم التحقيق المتعهّد بقضية اغتيال زوجها لأنها أم أطفال صغار و لازالوا يعيشون في حالة من الرّعب منذ الحادثة ولا داعي للمزيد من إخافتهم وإذا ما كانت الرسالة لها أغراض غير شريفة -حسب تعبيرها- فإنها لن "تتهرسل" ولن تتراجع في البحث عن الحقيقة والتوصل الى معرفة من اغتال زوجها وقالت أن تدويل القضية مطروح ولكن ليس الآن لأن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس هو المتعهّد بهذا الملف وإذا ما لم يتوصّل للكشف عن الحقيقة فسوف يتم اللجوء الى المحكمة الدولية بدوره قال الطيب العقيلي عضو المبادرة الوطنية من أجل كشف الحقيقة في قضيتي اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد وعضو المجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي أنه سيتم تدويل القضيتين مضيفا أن المحاميين الفرنسيين ويليام بوردون وجون بيار منيار اللذين تطوعا للترافع في هاتين القضيتين اتصلا به ليبلغاه عن قرار تدويل القضيتين والتقدم في غضون الأسبوع الجاري بدعوى قضائية الى محكمة فرنسية مقرها بباريس مختصة في قضايا الإرهاب ضد كل من رئيس الحكومة الحالي علي العريض ووزير الداخلية لطفي بن جدو و21 إطارا أمنيا موضحا أنه سيتمّ التقاضي لدى محكمة فرنسية لأن هذه المحكمة مختصّة في قضايا الإرهاب ولأن المتهم الرئيسي في القضيتين أبو بكر الحكيم يحمل الجنسية الفرنسية وعن الرسالة التي وصلت الى عائلة البراهمي قال الطيب العقيلي إن عائلة البراهمي التجأت الى أعوان الأمن غير أن الأعوان "هربوا" بالرسالة ولم يطلعوا عليها عائلة الشهيد وأوضح لنا أنه تقدم أمس بصفة رسمية الى وزارة الداخلية لتمكّن عائلة الشهيد من نسخة من الرسالة أو مد الرأي العام بنسخة منها