لوقاية أنفسكم من الانحراف، أوصيكم يا أحفادي اسكندر، وسليمة، ومحمد يونس، ومريم، وأحفاد بني وطني، وعقيدتي، ولغتي، أن تحفظوا في أذهانكم، أن الانسان خلق جسما وروحا، فالجسم يميل الى الاتجاه السفلي مسكن الهوى، والفاحشة، والغي، والضلال، والفجور، والرذيلة، والاعوجاج، والباطل، والشر، والظلم. والروح مسكن العقل، والعفة، والرشد، والهدى، والتقوى، والفضيلة، والاستقامة، والحق، والخير، والعدل. هذا الانسان هو موقع جدل بين خمسة نفوس، ثلاثة منها تغوي، وتسول، وتوسوس، فالقرآن ذكرها نفس أمارة بالسوء «إن النفس لامارة بالسوء» (يوسف آية 53) ونفس مسولة «وكذلك سولت لي نفسي» (طه آية 86)، ونفس موسوسة «ونعلم ما توسوس به نفسه» (ق آية 16) واثنان منها تهدي، وتطمئن، ذكرها القرآن أيضا نفس لوامة «لا اقسم بالنفس اللوامة» (القيامة آية 2) ونفس مطمئنة «يا أيتها النفس المطمئنة» (الفجر آية 27) ولم يترك الخالق مخلوقه الإنسان تائها بل أوضح له كل شيء فالنفس قال تعالى عنها «ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها» (الشمس آيات 710) وقد نهانا الله «لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله» (ص آية 26) «لا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن» (الأنعام آية 151) «قد تبين الرشد من الغي» (البقرة آية 256) «ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا» (النساء آية 88 وآية 143) «أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار» (ص آية 28) «الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد» (ابراهيم آية 3) «لا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون» (البقرة آية 42) «فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره» (الزلزلة آيتان 78) «والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير» (الشورى آية 8) وأمرنا سبحانه بالاستقامة «فاستقم كما أمرت» (هود آية 112) وبالعدل «أعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله» (المائدة آية 8) وبالاستعفاف «وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله» (النور آية 33) «من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون» (الاعراف آية 178) «وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون» (القصص آية 60) وتأكدوا من قول الله تعالى «ويؤت كل ذي فضل فضله» (هود آية 3) فالله وعدنا ووعده حق «من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى» (النازعات آية 40) وأفادنا سبحانه «ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك» (النساء آية 79) والناس يا أحفادي كما قال الله تعالى «فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات» (فاطر آية 32) فكونوا من السابقين بالخيرات. والله الهادي لصراطه المستقيم.