من يمسك فعليا بزمام الأمور صلب حركة النهضة؟ من يسيطر المشهد السياسي اليوم من قواعد الحركة ويديره كيفما يشاء؟ ومن في الحركة بيده القرار الأول والأخير والحسم فيما يتعلق بمصير البلاد والعباد.؟ أسئلة تفرض نفسها اليوم في ظل ما نشهده من مواقف متناقضة لقياديي الحركة إذ ليس من المتأكد إلى اليوم إن كانت الحركة قد قبلت بخارطة طريق الرباعي أم لا في ظل التصريحات المتناقضة. فبعد أن توجه زعيم الحركة راشد الغنوشي مؤخّرا برسالة ممضاة من قبله إلى الاتحاد العام التونسي للشغل يضمنها من خلاها موافقته على مبادرة الرباعي بما يفضي إلى الدخول فورا في حوار وطني حتى تسرع رئاسة الحكومة لتؤكد بان الحكومة لن تستقيل على الأقل في الوقت الراهن. وهو ما يتعارض مع فحوى المبادرة. لكن الغنوشي اكد في حديث مع صحيفة "الخبر" الجزائرية نشر الاثنين المنقضي فيما يتعلق باستقالة الحكومة انه "ليس واردا أن تكون هنالك استقالة فورية للحكومة على اعتبار أن هذا الأمر ليس مدرجا في مبادرة الرباعي كشرط فوري بل كان مطلبا للمعارضة غير انه شرط وارد في المفاوضات وجزء من الحوار". ومن هذا المنطلق لم تستبعد بعض الأطراف المطلعة كون"الشيخ" قد يكون فقد البعض من نفوذه وسيطرته المعنوية على قيادييه وقد يسحب البساط من تحت قدميه رويدا رويدا. إذن من يبسط نفوذه داخل حركة بدا واضحا داخلها أن قرارات رئيسها لا تأخذ بعين الاعتبار رغم انه يفاوض ويتكلم باسم الحركة وباسم مكتبها التنفيذي.. كما ان من المفارقات ان أمين عام الحركة (حمادي الجبالي) كما نائب رئيسها (عبد الفتاح مورو) مغيبين.؟؟ اعتبر عضو المجلس الوطني التأسيسي المنسحب عن التحالف الديمقراطي محمود البارودي في تصريح ل"الصباح" أن الثلاثي السالف الذكر لا دور يذكر لهم داخل الحركة. ومن يتحكم في خيوط اللعبة -من وجهة نظره- الرباعي التالي: نور الدين البحيري, عبد الطيف المكي, وعبد الكريم الهاروني فضلا عن محمد بن سالم. وعبّر البارودي في نفس السياق عن خشيته من أن يكون قبول الحركة بالانطلاق في الحوار الوطني مجرد مناورة تخفي من خلالها اشياءا أخرى على أن الضروري والمهم هو ألا يقع تجاوز بنود خارطة الطريق رباعي الحوار. كما يعتبر عضو المجلس التأسيسي المنسحب هشام حسني في تصريح ل"الصباح" أن "من يحكم فعليا داخل حركة النهضة هم صقور الحركة والراديكاليين داخلها وهم الذين يحكمون دون العودة إلى مجلس الشورى وهو ما يفسر عدم الانضباط على مستوى التصريحات والتصريحات الموازية." وأوضح حسني إلى أن التناقض في التصريحات يعكس وجود أزمة حقيقية داخل الحركة او تحديدا داخل شقّين: شق راشد الغنوشي ومن يتبعه، وشق آخر يترأسه عبد اللطيف المكي ومن يتبعه. لكن يبدو الأمر مختلفا ومستبعدا من وجهة نظر المحلل السياسي اسكندر الفقيه الذي أكد ل"الصباح" أن النهضة تبقى دائما متجانسة وان الأمر لا يعدو أن يكون سوى مجرد توزيع للأدوار. وقال في هذا الشأن:" اعتقد انه لا وجود لانقسام في القرار هنالك توزيع ادوار وخطط أما الموقف فهو واحد هو يناورون ويخشون الصورة النمطية للحركة لدى قواعدهم لا غير.. هم فكر واحد". وأضاف انه "مهما تعددت الخطابات المتناقضة إلا انه في النهاية هم أنفسهم مشيرا إلى أن التنظيم الدولي للإخوان لا يمكن أن يحتكم إلى طرح آخر فكلهم يأتمرون بأوامر القيادة." حسب اعتقاده. وتجدر الاشارة الى ان "الصباح" اتصلت مرارا بعدد من قيادات النهضة لتوضيح موقفها من هذه المسألة لكن دون جدوى..