موقف ينم عن توتر نفسي وعن حالة نفسية اكثر منها سياسية كما يكشف عن تعنت واضح وانتهاج لسياسة حافة الهاوية.." ذلك ابرز ما خلص اليه عدد من قيادات المعارضة في تصريح ل "الصباح" تعليقا عن الندوة الصحفية التي عقدتها امس حركة النهضة رغم أن حركة النهضة خيرت التحفظ عن موقفها من الندوة التي عقدها مؤخرا رباعي الحوار فان هذه الندوة لم تشف الغليل ولم تأت بما يؤشر لتجاوز الأزمة السياسية الخانقة على اعتبار أن الحركة لازالت تقر بأنها متبنية لمبادرة الاتحاد وبأنها قابلة لمبدأ الحوار لقاء الأمس أثار الانتباه من خلال غياب زعيم الحركة راشد الغنوشي وهو ما طرح أكثر من نقطة استفهام لاسيما بعد تصريحات القيادي بالحركة عبد الفتاح مورو في احدى الصحف الجزائرية، حين اعتبر ان "الغنوشي محاصر داخل النهضة وان نهايته باتت قريبة".. تعليقا عن الموقف الذي ساقته الحركة أمس اعتبر القيادي بحركة نداء تونس محسن مرزوق أن اللقاء الصحفي للحركة "يندرج في باب اللاسياسة" مشيرا إلى أن قيادات الحركة "ظهروا وكأنهم يعبرون عن حالة نفسية أكثر من حالة سياسية وكأنهم منطوون على أنفسهم" على حد قوله وأضاف بأن "النهضة لم تقبل بمبادرة الرباعي على اعتبار أن استقالة الحكومة كانت مرتبطة لديهم بانتهاء أشغال المجلس التأسيسي وهو نفس الموقف الذي عبر عنه رئيس الحكومة." واعتبر مرزوق انه "لا وجود لتقدم قيد أنملة واحدة فضلا أن الموقف الذي عبرت عنه موقف بعيد عن الواقع وعن المنطق لا بل يستند إلى التنجيم" على حد تعبيره وقال:" أتصور انه عليهم أن يقرؤوا جيدا الأشياء الحاصلة وان لا يتركوا الاحتقان يؤثر في قرار قبول هذه المبادرة فورا " أما عضو المجلس التأسيسي المنسحب عن التحالف الديمقراطي محمود البارودي فقد أكد بدوره ل "الصباح" أن "موقف الحركة محير يكشف عن الحالة النفسية لقيادات الحركة" وكشف القيادي بالجبهة الشعبية زياد الأخضر ل "الصباح" أن "حركة النهضة تعتبر أن الاتحاد العام التونسي للشغل تجنى عليها والحال انه قال الحقيقة واقل من الحقيقة فضلا عن انه ترك الباب مفتوحا." وكان في المقابل ردهم عنيفا ومتوترا من خلال التهديدات التي تواترت على صفحاتهم الاجتماعية والتي تستهدف شخص الأمين العام للاتحاد ولاحظ ان قيادات الحركة لم يقبلوا بهذه المبادرة وأنهم متمسكون بالحكومة لمدة اطول حتى مما يخالها البعض.. وأشار عضو التأسيسي المنسحب هشام حسني في تصريح ل "الصباح" أنه "بقطع النظر عن حضور أو تغيب زعيم الحركة فان من حضروا اللقاء عبروا عن موقف الحركة" "وهو تصريح يبرز جليا مماطلة حركة النهضة وعدم رغبتها في الدخول حوار جدي وهي مماطلة تعود إلى الحوار الوطني الملتئم بتاريخ 16 ماي الماضي غايتها ربح الوقت والدخول في حوار عقيم عوض السعي إلى تجاوز الأزمة السياسية" وأوضح حسني أن حركة النهضة أعطت إشارة واضحة للمعارضة وللشعب التونسي الذي يطالب باستقالة الحكومة بأنها متمسكة بالبقاء في السلطة" وذكر عضو التأسيسي المنسحب فؤاد ثامر "أن حركة النهضة بقيت تعبر عن موقفها وواصلت تعنتها وسياسة الهروب إلى الأمام التي انتهجتها منذ البداية فضلا عن توخيها سياسة حافة الهاوية محاولة مرة أخرى ربح الوقت" وقال:" ما عبرت عنه النهضة هو قطع ورفض حقيقي لكل محاولات الحوار ولكل المبادرات التي قدمت إلى جانب عدم انشغالهم ولو لوهلة بمصالح شعبنا وبلادنا وتشبثهم بكراسيهم"