بالحاج وصلابي ونعمان تصالحا مع «سيف الإسلام» في 2009 يدور حاليا جدل حول "الجماعة الإسلامية المقاتلة" في ليبيا.. مع تقييمات متناقضة عن علاقاتها بتنظيم القاعدة في افغانستان وشركائه في المنطقة.. وبينها " الجناح العسكري في تنظيم انصار الشريعة" في تونس.. كما تم تناقل معلومات متناقضة عن بعض زعماء "الجماعة المقاتلة " في ليبيا سابقا مثل السيد عبد الحكيم بلحاج زعيم الحزب الوطني الحر في ليبيا والقائد السابق للمعارضة المسلحة في حرب الإطاحة بالقذافي.. ثم المسؤول العسكري السابق لمنطقة طرابلس.. فما هي حقيقة هذا التنظيم؟ وهل لايزال فاعلا الى الان؟ حسب مصادر ليبية وخبراء من مدارس مختلفة فان"الجماعة المقاتلة الليبيية" كانت احد ابرز مكونات المعارضة الليبية منذ 1990.. وكانت امتدادا لمحاولات سبقتها خاصة عامي 1982 و1989.. اغلبها من خارج جماعة الاخوان المسلمين.. لكنها فشلت فشلا ذريعا لان قوات الأمن الليبية تفطنت لها قمعتها بشراسة.. ونظمت لها محاكم "ثورية "في الساحة الخضراء" ونفذت فيها حكم الاعدام بالرصاص بحضور مسؤولين كبار في الدولة.. ثم جرت ("سحلت") جثث القتلى في الشوارع مع نقل مباشر على التفلزيون على الهواء.. وسط ترديد هتافات تصف المعارضين ب" الكلاب الضالة ".. ردا على حملات القمع التي شملت محاولة قادها عوض الزواوي تاسست عام 1989 من قبل بعض النشطاء بينهم محمد المهشهش بتاسيس "حركة الشهداء الاسلامية".. وبعد ان فر كثير من انصا رالمعارضة المسلحة في ليبيا الى افغانستان والتحقوا ب" المجاهدين الافغان العرب "الذين حاربوا الاحتلال السوفياتي (بدعم امريكي عربي دولي) اسسوا عام 1990 تنظيما مسلحا طرح على نفسه مهمة واحدة :"اسقاط نظام القذافي".. وقد كشفت قوات الامن الليبية مسلحي"الجماعة المقاتلة الليبية" في1995.. اعتقلت بعضهم وقتلت اخرين ودفع البقية نحو الفرار من البلاد فيما شاركت مجموعة منهم في مواجهات مسلحة مع القوات النظامية من بينها معركة "درنة" في 1995.. وبعد صدامات غير متكافئة قرر الناجون من القتل والاعتقال انهاء الوجود العسكري لهذا التنظيم .. وبعد مراحل تقارب مع "القاعدة " وزعامات حركات "الافغان العرب" اختلف اهم مسؤولي"الجماعة الليبية المقاتلة" في افغانستان مع شركائهم "الذين دخلوا في استعدادات لهجمات ضد اهداف غربية "وقرروا منذ 1999 ان تكون لهم اولوية خاصة بهم: الاطاحة بنظام القذافي بالطرق السياسية.. وبالتحالف مع معارضين ليبيين.. في الاثناء نظم عدد من الفارين من الجماعة وبينهم نعمان عثمان (الذي فر الى السودان ثم الى لندن واسس بها مركز دراسات وابحاث امنية متطور) حوارات داخلية واخرى مع مقربين من السلطة الليببية وخاصة مع سيف الاسلام القذافي نجل معمر القذافي مما اسفر عن مراجعات عقائدية وفكرية وسياسية في مرجعيات الجماعة المقاتلة واعداد كتاب كبير اصل تلك المراجعات والتخلي نهائيا عن الخيار المسلح تحت عنوان:" دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس".. واسفر الحوار عام 2009 عن مصالحة شاملة مع نظام القذافي ساهم في انجازها القيادي الاسبق في التنظيم "نعمان بن عثمان" والزعيم في تيار الاخوان المسلمين علي صلابي .. لكن بعد ان اندلعت الثورة المسلحة للاطاحة بالقذافي في 2011 عاد بعض "الليبيين الافغان" للعب دور وعلى راسهم السيد عبد الحكيم بالحاج الذي تمكن عبر مئات من المسلحين في المنطقة الغربية بليبيا حصلوا على تمويلات ودعم غربي وعربي في تحقيق الانتصار الحاسم على القوات الموالية للقذافي في مدينتي الزاوية وطرابلس في أوت /سبتمبر2011.. ثم اصبح القائد العسكري لمنطقة طرابلس.. قبل ان ينسحب من المؤسسة العسكرية ويعلن عن اختياره لعب دور مدني واسس حزبا سياسيا جديدا.. عرف باسم "حزب الوطن ".. فيما اسس بقية السلفيين اللبييين 5 احزاب اخرى.. دخلت في معركة خلافة نظام القذافي.. التي قد تستمر لمدة سنوات..