بمناسبة اليوم الدولي للاّعنف الموافق ليوم 2 اكتوبر من كل سنة تنتظم اليوم بكلية العلوم القانونيّة والسياسيّة بتونس وبداية من الساعة التاسعة صباحا مائدة مستديرة عنوانها: "المهاتما غاندي وفلسفة اللاعنف" وغاندي هو زعيم"المقاومة السلمية" وعاشق الحقيقة وصاحب مقولة " يتجاوز حبي للاعنف حبي لأي شيء آخر دنيوي، أو يتجاوز هذه الدنيا، لأنه يعادل حبي للحقيقة التي هي بالنسبة لي رديفُ اللاعنف الذي بوسعي عن طريقه فقط بلوغ الحقيقة" وهو وحسب ما جاء في ورقة عمل المائدة ذلك السياسي الهندي،"المهاتما" أو "الروح العظيمة" وأبو الأمة أو "البابو" كما يحلو للهنود تسميته نحت تاريخ ميلاده في الذاكرة الإنسانية فأصبح يوم 2 أكتوبر من كل سنة عطلة وطنية يحتفل بها الهنود ويوما دوليا للاعنف. أسس غاندي حسب نفس المصدر ما عرف في عالم السياسة ب"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف (الساتياغراها)، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وهي تهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثمّ إن لزم الأمر بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر نشر الثقافة الديمقراطية وتتنزل هذه المائدة المستديرة التي قررت مؤسسة أحمد التليلي تنظيمها يوم 5 أكتوبر الجاري في إطار انجاز مشروعها الذي يهدف الى نشر الثقافة الديمقراطية، إذ تعتبر فلسفة اللاعنف العمود الأساسي للفكر الديمقراطي وذكرها بالضرورة يحيل على مؤسسها الهندي غاندي خاصة وانه في ظل موجات العنف التي ما إن تهدأ قليلا إلا وتشتعل مرة أخرى في كل أنحاء العالم تزداد الحاجة إلى دراسة هذه الشخصية والنظر في تجربتها في مقاومة التمييز العنصري والاستبداد والظلم والقهر بطريقة سلمية ومؤسسة أحمد التليلي للثقافة الديمقراطية تقترح على نفسها التعريف بتجارب إنسانية وشخصيات سعت إلى نبذ العنف والتأسيس لثقافة الحوار والمساواة من أجل بناء مجتمعات ديمقراطية وبلوغ الحقيقة باعتبارها غاية الإنسان الأولى ولان تجربة غاندي تجربة استثنائية لمناضل استثنائي ترى مؤسّسة التليلي انه لا يجب أن نحتفي بها فقط بل يجب تعريف شبابنا بهذا الموروث الإنساني في إطار الانفتاح على التجارب العالمية والاستفادة منها لكي يكون غاندي وأمثاله نموذجا وقدوة لشباب اليوم والأجيال اللاحقة من أجل بناء مجتمعات ديمقراطية وبلوغ الحقيقة باعتبارها غاية الإنسان الأولى مثل هذه المواضيع والموائد المستديرة تهدف إلى جمع كل أنواع الوثائق التي تعنى بالثقافة الديمقراطية والتعريف بأهم التجارب في هذا الميدان والعمل على التعريف بمبادئ الثقافة الديمقراطية في تونس وبالخصوص في المدارس والمؤسسات النقابية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام. والعمل على إصدار المنشورات التي تعنى بالفكر الديمقراطي مراجع بديلة للذاكرة الديمقراطية يستفيد من هذه المائدة المستديرة حسب مؤسّسة للثقافة الديمقراطية الشباب لأنها تؤسس للمرحلة القادمة وللمستقبل انطلاقا من التراث الفكري والنظري الإنساني. خاصة وان عددا كبيرا من الباحثين في مختلف مجالات المعرفة يحتاجون اليوم إلى بيبليوغرافيا تقدم مراجع بديلة للذاكرة الديمقراطية وتعرف تلاميذ المدارس والطلاب في الجامعات وقطاع البحث العلمي بالتراث الإنساني والتجارب النضالية إضافة إلى أنه مشروع يهدف إلى تطوير الوعي الديمقراطي والحس المدني وبالتالي سيكون المجتمع المدني من جمعيات ونقابات من أوائل المستفدين والفاعلين في هذا الميدان. الطبقة السياسية أيضا يمكنها ان تستفيد من هذا المجهود فتجربة غاندي استثنائية يجب أن تكون قدوة للسياسيين في تونس من أجل تأسيس ثقافة اللاعنف الجلسات العلمية يفتتحها ويترأسها الأستاذ رضا التليلي على الساعة التاسعة والنصف صباحا وتشارك فيها السيدة نغمة ملك سفيرة الهند في تونس والأساتذة فاضل موسى وعبد المجيد الشرفي ومحمد الحدّاد وغازي الغرايري ومحمود طرشونة والشيخ فريد الباجي والسفير أحمد ونيس والسيدة آمنة القلالي الباحثة في قسم تونس والجزائر في منظمة هيومن رايتس وتش والأساتذة جلول عزونة ومحمد السحيمي وحبيب كزدغلي ومنصف محلى ومحمد لمين الشعباني