ينظّم قسم الآداب واللغة بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون"بيت الحكمة"، لقاء يقدّم فيه الأستاذ عبد الرزاق بنّور محاضرة (باللغة العربية) حول:"المعالجة الآلية للّغة" ويشفع التقديم بنقاش، وذلك يوم اليوم الأربعاء 09 أكتوبر الجاري على الساعة الرابعة بعد الظهر بمقرّ المجمع - قرطاج حنبعل والمحاضرة مفتوحة للعموم. وكانت الإنسانية قد مرّت بثلاث ثورات كبرى غيرت مجرى حياتها وأعادت تشكّل الفكر البشري هي ثورة اكتشاف الكتابة في بلاد الرافدين ومصر تلك التّي حددت بداية التاريخ، وهي ثورة فكريّة لا يمكن إدراك تأثيرها في بنية الفكر البشري وتطوّره إلاّ بمقارنة الشعوب التّي تكتب بالشعوب التّي لم تعرف الكتابة. أمّا الثورة الثانية فكانت ثورة تصنيع الكتابة واكتشاف غوتمبرغ (Gutenberg) الآلة الطابعة التّي دعمت نهضة أوروبا. ثمّ ابتكار الطابعة الشخصيّة (أو ما يعرف بالآلة الراقنة) وهي نقلة نوعيّة في نشر النّصوص المكتوبة تحوّل بموجبها كلّ فرد إلى ناشر مفترض. وقد عرف العرب الآلة الراقنة بالأحرف العربيّة وطوّروها (أحمد الأخضر غزال، 1959). وتمثّل الآلة الراقنة المرحلة الثانية في المعالجة الآليّة للنصوص العربيّة بعد دخول الطباعة الوطن العربي عن طريق العثمانيين. أمّا الثورة الكبرى الثالثة فهي المعالجة الإعلاميّة للغة. ولكن بعد تعدد الاكتشافات والبرامج وتنوّعها في ميدان الحاسوب الشخصي، توسّع مفهوم المعالجة الإعلاميّة وأصبحت عبارة فضفاضة تضمّ عدّة عمليّات تتراوح بين تحرير النصوص ورقمنتها وإدخالها وتحليلها وكذلك إنتاجها. وتنقسم البرامج إلى ثلاثة أقسام رئيسة: أ. برامج إدخال المعطيات (تحرير النّصوص والنشر المكتبي والمسح الضوئي، والقراءة الضوئيّة، وتعرف الأصوات، الخ) ب. برامج تحليل المعطيات وتخزينها أو تحويلها (الأرشيف والمحلّلات والمدونات، والتشكيل، والمدقق الإملائي الخ) ج. برامج إخراج المعطيات (إنتاج الأصوات، القراءة الآليّة، والكتابة المستعانة). وفي هذ الإطار يتنزل اللقاء الذي ينظمه مجمع بيت الحكمة الذي يقدم لنا مفهوم المعالجة الآلية للغة على ضوء ما تشهده وسائل الإتصال الحديثة من تطور كبير.