تونس الصباح: تفتتح ابتداء من يوم 23 افريل الجاري بالمجمع التونسي للاداب والفنون بيت الحكمة مكتبة فريدة من نوعها تعد من اغنى المجموعات المختصة في الشرائع والاديان وخاصة منها اليهودية والمسيحية مكتبة عبد القادر ببو تشتمل على اكثر من 3000 نسخة من الكتب الثمينة والنادرة التي هي بمثابة اضافة معتبرة للباحثين المهتمين بدراسة الاديان المقارنة في تونس. عبد القادر ببو: بين الثقافة والنضال والرياضة المرحوم عبد القادر ببو (1900-1979) يعد احد كبار المثقفين التونسيين وقد ارتبطت حياته ارتباطا وثيقا بالمدرسة الصادقية التي كان اولا تلميذا من تلاميذها ثم محافظا لاملاكها الى ان تم تعيينه بوزارة التربية حيث بلغ سن التقاعد بعد انضمامه اليها بسنوات قليلة. والى جانب اهتمامه البالغ بالثفافة عموما وبتاريخ الاديان خصوصا كان المرحوم عبد القادر ببو مناضلا طيلة حياته فقد كان احد مؤسسي الهلال الاحمر التونسي (1942) كما ساعد الجمعيات الشبابية على تنظيم هياكلها والقيام بنشاطاها في مختلف المجالات. بالاضافة الى كل تلك المهام كان المرحوم من مشجعي الحركة الرياضية في تونس منذ بدايتها وقد كان مسيرا قديرا لفريق الترجي الرياضي التونسي حيث اضطلع بمهام نائب رئيس الجمعية وامين المال من سنة 1936 الى 1959 كما شغل ايضا منصب امين مال التعاونية وجمعية الحيطة التونسية وبذلك لعب دورا اساسيا في الحركة التعاونية وهو ما اعترفت به منذ سنة 1934 وزارة الشغل الفرنسية التي منحته وساما شرفيا. على خطى ابيه اهتمام الاب البالغ بتاريح الاديان انتقل الى الابن وهو السيد عز الدين ببو الذي ورث عن والده الشغف بهذا العلم.. وامكنه على مدى ال40 سنة الاخيرة ان يجمع وبكل أناة اكثر من 3000 نسخة من الكتب القيمة والنادرة التي تعنى بتاريخ الاديان وذلك اما بالشراء او بالنسخ على عين المكان او بهبات مختلفة وبذلك امكنه الحصول على اغنى المجموعات المختصة في الشرائع والاديان وقام باهدائها الى المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون ببيت الحكمة وعليه بات المجمع قطبا لا محيد عنه لدراسة الاديان المقارنة دراسة علمية موثقة. مراجع.. دراسات وطبعات مختلفة من التلمود والانجيل تتضمن مكتبة المرحوم عبد القادر ببو مراجع عديدة يعود تاريخ البعض منها الى القرن الثامن عشر ويعود البعض الآخر الى القرن التاسع عشر والقرن العشرين وتوجد فيها بالمقام الأول الأعمال الكاملة لموريس بلوندال (Maurice Blondel) ولوي دوشان (Louis Duchesne) وشارل غينيوبار (Charles Guignebert) وألفريد لوزاي (Alfred Loisy) ولويس ماسينيون (Louis Massignon) والكردينال ج.ه نيومان (J.H.Newman) واوريجان (Origène) وآرنست رينان (Ernest Ranan) وجوزيف تورمال (Joseph Turmel) ومما يتوفر في هذه المكتبة القيمة ايضا طبعات مختلفة من التلمود والعهد العتيق والاناجيل المختلفة مع دراسات لكبار العلماء الثقات في مجالات فقه اللغة والاثار والتاريخ واللاهوت المخصصة لها كما يحتل تاريخ النصوص وما أُلف حولها من دراسات وشروح مكانا متميزا. وفي الختام لا بد من الاشارة ان المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون بيت الحكمة برئاسة الاستاذ عبد الوهاب بوحديبة سيتولى وضع الفهرس العام على موقع بيت الحكمة الالكتروني مما سيسمح بفتحه في وجه كل الباحثين والدارسين التونسيين وغير التونسيين على حد السواء.. اما بالنسبة للمؤلفات فلا يمكن الاطلاع عليها الا على عين المكان وطبقا للقواعد العامة المنظمة لمكتبة المجمع وحبذا لو ان المجمع يسرع خلال فترة قريبة في تصوير محتويات المكتبة ضوئيا لتحمّل في موقع بيت الحكمة في صيغة PDF لتتمكن مختلف شرائح القراء من الاطلاع عليها وهو اسلوب درجت عليه كبريات المكتبات الوطنية في الغرب خصوص فيما يتعلق بالكتب التي مر على اصدارها سنوات عديدة وتنعدم امكانية اعادة طبعها.