عقد صباح أمس عدد من فنّاني موسيقى "الراب" بدار الثقافة "ابن خلدون" ندوة صحفيّة للإعلان عن أول نقابة وطنية لفنّاني "الراب" المنضوية تحت راية الجامعة العامّة التونسيّة للشغل. مغنّو "الرّاب" الحاضرون للإعلان عن حدث طالما أثار جدلا بين فنّاني "الهيب هوب" كشفوا أنّهم تركوا خلافاتهم جانبا متحدّين كل الاختلافات التي تفرّقهم لتأسيس هيكل نقابيّ يحمي حقوقهم ويكون وسيطا في علاقتهم بوزارة الثقافة. وافتتحت الندوة من قبل الكاتب العام للنقابة الوطنية لفنّاني "الرّاب" وجدي البوزايدي واسمه الفني XCALI- الذي أكد أن تحقيق هذه الخطوة النقابية لقطاع ""الرّاب"" هامة جدّا على مستوى تنظيم المشهد الموسيقي لثقافة "الهيب هوب" وحماية الجيل الصّاعد من العراقيل والصعوبات، التي تعترض فنّاني "الراب" السّابقين والفاعلين في هذا الميدان منذ أكثر من عقدين من الزمن. وأضاف وجدي البوزايدي أن النقابة ستكون همزة الوصل بين مغنّي "الرّاب" ووزارة الثقافة كما ستعمل على حلّ مشاكل منخريطها وضمان حقهم في دعم "ألبوماتهم" والحصول على عروض فنّية في تونس وخارجها خاصّة وأنّهم أكثرالفنانين جلبا للجمهور الشبابي. على صعيد آخر، أوضح محمد علي القطاري كاتب عام مساعد النقابة الوطنية لفنّاني "الرّاب" (ومؤسّس مجموعة T-Men) أن مغنّي "الرّاب" في تونس يسعون للعالميّة ومثلهم في هذا المجال "الرّاب " الفرنسي والأمريكي فيما تحدث أمين مال النقابة رياض الورتاني (Art mzasta) عن ضرورة تأمين حقوق فنّاني "الراب" في التمتّع بالتغطية الاجتماعية وإعادة النظرفيما يتعلق بحقوق التأليف. وتجدرالاشارة إلى أن أعضاء النقابة الوطنية لفنّاني "الرّاب" تتكوّن من سبعة أعضاء هم : وجدي بوزايدي ومحمد علي القطاري ورياض الورتاني وسيف الله بن عبيد وعبد المنعم القاروري واسكندر بن عبد السلام وأيمن الفقي وهي قائمة غيرمنتخبة انطلقت مع مجموعة من فنّاني "الهيب هوب" وفي إطارالجامعة العامة التونسية للشغل في وضع الخطوات الأولى للعمل النقابي وتأسيس هيكل قانوني يحمي مغنّي "الرّاب" من الانتهاكات والسجن ويحفظ حقوقه. ومن المنتظرأن يكون أول مؤتمرانتخابي لهذه النقابة بعد ستة أشهرأو سنة حسب المقترح الذي سيُتّخذ إثر اجتماع المنخرطين في الفترة القادمة في المركب الثقافي بالمنزه السادس. ومن الانجازات التي تحدّث عنها أعضاء النقابة الوطنية لفنّاني "الرّاب" وصولهم لحلول مع نقابة الأمن ترضي الطرفيْن وتحلّ مسألة التغطية الأمنية لحفلات مغنّي"الرّاب" فيما كان غياب نجوم "الرّاب" وأكثرهم شعبيّة في هذا الوسط الموسيقي من أبرز التساؤلات، التي سبّبت حيْرة الحاضرين . وفي الندوة الصحفية للإعلان عن نقابة فنّاني "الرّاب" والتي حضرتها وسائل إعلام محليّة وأجنبيّة عديدة كانت الرّغبة في تغييرصورة مغنّي الرّاب التونسي هي المسيطرة على مختلف التصريحات وكأن لفنان الراب ملمح مشوّه في بلادنا ولم يساهم في تحفيزالشباب على الانتفاض ضدّ نظام فاسد نخر كيان البلاد طيلة 23 سنة.. في هذه الندوة لم نجدْ صورة مغنّي "الرّاب" الذي نعرفه على مواقع "اليوتيوب" و"الفايسبوك" وفي الحفلات العامة .. الأسماء الحاضرة لم تثرْ الضجّة الفنية أو السياسية خصوصا بعد الثورة..لماذا لم يحضرمغنّيُو "الراب" المنتشرة أغانيهم لدى شباب ومراهقي تونس؟ لماذا أعلن عدد من الفنّانين حضورهم وغابوا؟ وهل يكفي تأسيس نقابة لفنّاني "الرّاب" حتّى نطمئنّ على الوضع الفنّي لمواهب "الهيب هوب" في تونس... بعض الفنانين في هذا المجال يعتبرون دعم وزارة الثقافة لفنّهم تحديد لحرّيتهم وحقهم في النقد والتعبير؛ ولعّلنا هنا ندرك لماذا تُبحث هذه النقابة بمعيّة وزارة الثقافة على إنجاز دورات تكوينيّة وحملات توعويّة لترويج صورة مثلى ل"الرّاب" التونسي وخصوصا الجيل الصاعد منهم !؟ نتساءل هنا هل معضلة الوزارة المعنية وأولياء محبّي "الرّاب" والمجتمع التونسي في بعض الكلمات البذيئة الحاضرة في أغاني "الرّاب"أم أن المسألة أكبر من مجرّد عبارات خادشة للحياء والتي تصمّ آذاننا يوميّا في الشوارع والمرافق العموميّة والمعاهد وحتى في التلفزيونات وبعض الأعمال الفنية المسرحيّة والسينمائيّة؟ فلماذا الكلام اللائق شرط على ثقافة "الهيب هوب " ..ثقافة فنون الشارع ..النابعة من الواقع والعاكسة له.. إنّ قطاع "الرّاب" في تونس وغيره من الفنون في حاجة أكبرلمساحات من الحرّية وقوانين تمنحه حقه في إبداع حرّ أكثرمن حاجته لحمْلات تلمّع صورته وذلك من منطلق اعتقادنا أن هذا الفنّ وغيره من الأشكال التعبيريّة الملتزمة بقضايا الشارع هو نبض للشارع التونسي وليس مشهدا طبيعيّا أو ملهى ترفيهيا للترويج للسّياحة الخارجيّة والداخليّة.