أخيرا باحت جائزة نوبل للآداب بإسرارها كاملة وتم صباح أمس الخميس إعلان اسم الفائزة بها وهي الكندية اليس مونرو المتخصصة في أدب الأقصوصة وهو النوع الأدبي الذي لم يسبق ان كوفئ بجائزة نوبل وبهذا التتويج تكون المرأة عدد 13 التي يتم تتويجها بهذه الجائزة الهامة وتكون اول كندية تحظى بهذه الجائزة المرموقة، وذلك وحسب تعليق الأكاديمية السويدية لكونها "أفضل من كتب القصة القصيرة في العصر الحديث". فازت اليس مونرو بجائزة الفراد نوبل مخترع الديناميت."بعد ان سال الحبر كطوفان للتكهن ولاقتراح من تتوج أعماله بهذه الجائزة العالمية التي يطمح لها الكتاب والشعراء ودور النشر في كل أنحاء العالم. وكالعادة وبعد تكتم شديد تم إعلام الفائزة عن طريق الهاتف قبل نصف ساعة فقط من إعلان الخبر لوسائل الإعلام العالمية. وستتسلمها في ستوكهولم يوم 10 ديسمبر المقبل في ذكرى وفاة مؤسس الجوائز الصناعي السويدي ألفراد نوبل. وتصل مكافأتها المالية إلى ثمانية ملايين كرونة سويدية أي ما يعادل حوالي مليون و200 ألف دولار. أو حوالي(930 ألف يورور). طبعا كثرت الترشيحات والأسماء ولكن خمسة أسماء ظلت تتردد في اغلب المقالات والمنتديات الثقافية ومن بينها اسم هاروكي كوراكامي الروائي الياباني و والمسرحي النرويجي، جون فوس و المجري بيتر ناداش والجزائرية آسيا جبار التي احتل اسمها المرتبة التاسعة في قائمة المراهنات العالمية والسوري ادونيس وهذا الأخير تردد اسمه أكثر من دورة وخاصة في2011 في بداية ثورات ما سمي ب"الربيع العربي"، وخسرها أمام الشاعر السويدي توماس ترانسترومر، وظل هو في المرتبة الثانية. وقد تردد كثيرا انه تضرر من كثرة تداول اسمه والدعوة لإسناد الجائزة له وهذا تقليد تنتهجه هيئة الجائزة أي أنها تعمل على أن يكون الفائز بها مفاجأة ويقال انه كلما تم التركيز على اسم معين إلا وحرم منها علما بأنه لا احد يمكنه أن يعرف بالضبط الأسماء الخمسة التي يتم انتقاؤها لاختيار الفائز من بينها ولتبقى الأسماء الأربعة الباقية طي الكتمان طيلة خمسين عاما بعدها يمكن الكشف عن الوثائق القديمة للأكاديمية السويدية ونشرها رغم أن مؤسسة نوبل أفادت هذه السنة بأن ثمة 195 كاتبا تم ترشيحهم هذه السنة ومن بينهم 48 اسما للمرة الأولى. الأكاديمية السويدية المعنية بجائزة نوبل للآداب تتألف من 18 عضوا- كتاب، شعراء، باحثون في الأداب، وآخرون إضافة إلى سكرتيرها الدائم وهو حاليا بيتر انغلوند هؤلاء يتّحدون على رأي بعد الاطلاع على أعمال خمسة أو أكثر من الكتاب. ولا يهتمون إن كان الفائز معروفا أو غير معروف. منذ بعثت جائزة نوبل أي سنة1901 هيمن عليها الغرب الأوروبي ومازال مهيمنا فكرا وواقعا ولم يحصل عليها ألا أديب عربي وحيد هو المصري نجيب محفوظ بعده تم ترشيح عدد من الأسماء الكبيرة عربيا وعالميا رغم العلم بأنها غير قادرة على نيلها لا بسبب قلة الكفاءة وإنما لأسباب لها علاقة بالسياسة والمواقف من القضايا العربية وحتى العالمية وهنالك أسماء رشحتها دور النشر التي خلقتها ولم تكن تحظى بإجماع كل العرب وهنالك من رشح نفسه لهذه الجائزة العالمية كالشاعر العراقي أسعد الجبوري وإلياس خوري... ويذكر ان رئيس مجمع بيت الحكمة المفكر التونسي هشام جعيط مثلا رشح الروائية السورية غادة السمان وهذا لان أعمالها ترجمت إلى 19 لغة أجنبية فى السنوات الأخيرة، وصدر الكتب ودراسات كثيرة حول أدبها. ولأنه فى رصيد ها خمسون كتاباً، فى الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبى وأدب الرحلات والنقد الاجتماعى والنصوص الشعرية. ولكن ترشيح الجزائرية أسيا جبار وتداول اسمها في وسائل الإعلام العربية والعالمية لم يكن عليه ادني اعتراض حسب ما وصلنا من أخبار هذه الجائزة. بل بالعكس ذكر مكتب المراهنات "لابروكس":"انه تتوفر في الأديبة الجزائرية كافة المؤهلات التي تجعلها أهلا للجائزة.. امرأة عربية مهاجرة وكاتبة.. وتنتمي إلى مجتمع إسلامي". والأديبة آسيا جبار من أشهر الروائيات الجزائريات وكذلك روائيات شمال إفريقيا انتخبت في 26 جوان 2005 عضوا في أكاديمية اللغة الفرنسية وهي أعلى مؤسسة فرنسية تختص بتراث اللغة الفرنسية، وهي أول شخصية مغاربية تصل إلى هذا المنصب. وآسيا جبار تدرس الأدب الفرنكفونى في جامعة نيويورك، وقد سبق أن رشحت لنيل جائزة نوبل في الآداب عام 2009. نحس نحن العرب أننا نظلم وأننا نحاسب الحساب العسير رغم الكفاءة وأحقية روائيينا وشعرائنا بالجوائز العالمية ولكن مجرد نظرة على الأسماء التي تم ترشيحها يجعلنا نتقبل النتيجة وننتظر دورنا في التتويج ومن بين هذه الأسماء مثلا الروائي الياباني هاروكي موراكامي الذي تباع ملايين النسخ من رواياته في العالم والذي سبق ان حصل على عدة جوائز أدبية عالمية كجائزة "فرانك كافكا" عن روايته "كافكا على الشاطئ" وهو الذي بيعت من روايته"انعدام اللون" مليون نسخة في أسبوعها الأول في اليابان والأميركية جويس كارول أوتيس والكاتب الأمريكى فيليب روث والأديب الأمريكى توماس بينكون، والروائي والكاتب المسرحي المجري بيتر ناداش، والأديب والنجم بوب ديلان، والكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو، والروائي التشيكي ميلان كونديرا، وشاعر كوريا الجنوبية كو أون وغيرهم كثير.. اليس مونرو(83عاما) الفائزة بجائزة نوبل للآداب لسنة 2013 يشبهها النقاد الكنديون بتشيكوف كندا، ويتسم أسلوبها بالوضوح والسلاسة في الحكي وقد سبق لها ان نالت جائزة البوكر العالمية سنة 2009.