بعد ما أظهرته نتائج البحث التجريبي الخاص بتعاطي المخدّرات والتدخين والكحول بالمؤسّسات التربوية بولاية تونس الصّادرة خلال شهر فيفري الفارط من أرقام مفزعة ومثيرة رغم تفاوت مؤشراتها من آفة لأخرى، ينطلق يوم 4 نوفمبر المقبل أول مسح وطني من نوعه حول تقييم الوضع الخاص بتعاطي المخدرات لدى تلاميذ المرحلة الثانوية يستهدف عينة تتكوّن من 6000 تلميذ يمثلون جموع التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين15و17سنة. وتجري الاستعدادات صلب إدارة الطب المدرسي والجامعي لإحكام إنجاز هذا المسح حسب روزنامة تدخل مفصلة تهم تكوين المكلفين بالتنفيذ في مرحلة أولى تنتظم يوم الثلاثاء القادم ليشرع في الاتصال بالتلاميذ وتوزيع استمارات الاستبيان على مدى الأسابيع الثلاثة التي تسبق امتحانات الأسبوع المغلق للثلاثي الأول. ومن المنتظر أن تكون نتائج المسح جاهزة في جوان 2014 لتكون أكثر إنارة للقائمين على إعداد استراتيجية وقاية وتدخل كفيلة بالحدّ من تداعيات هذه السلوكيات المحفوفة بالمخاطر على الناشئة. وستكون حصيلة البحث الوطني حسب مديرة الطب المدرسي والجامعي منيرة قربوج مرجعا أوّل من نوعه في تشخيص واقع تعاطي المخدّرات لدى الشباب التلمذي ومزيد فهم هذه السلوكيات والعمل على الحدّ منها من خلال تصويب مجالات التدخل وتشريك كل الهياكل والوزارات المعنية في معالجة الظاهرة انطلاقا من معطيات ومؤشرات رقمية دقيقة لا تتوقف عند مجرّد الحديث عن وجود مثل هذه السلوكيات بمحيط المعهد دون سند علمي يحدّد حجمها ومدى انتشارها. وخلافا لظاهرة التدخين التي كانت ولا تزال محل بحوث واستطلاعات في صفوف التلاميذ أثبتت رواجها لدى الشريحة التلمذية لتتخذ في شكلها مقومات الظاهرة -حسب محدثتنا- تجعل من في سن مبكرة جدا -حسب محدثتنا- لدى أطفال جرّبوا السيجارة الأولى منذ سن التاسعة ما ينذر بتفاقم حدة إدمانهم لاحقا بل وبتنويع أصناف المخدّرات المستهلكة،وفي ذلك تدمير لصحتهم ولمستقبلهم وفق تقدير السيدة قربوج. مؤشرات مفزعة يذكر أن البحث التجريبي الذي استهدف مجموعة من التلاميذ تعد 825 تلميذا وتلميذة بولاية تونس كان أفرز معطيات لافتة حول تعاطي المخدرات والكحول والتدخين في الوسط المدرسي في مرحلة دقيقة من عمر التلاميذ.حيث برزأن 50 بالمائة من التلاميذ المستجوبين جربوا مادة مخدرة بما في ذلك التدخين والكحول يتوزعون بين نحو 61 بالمائة ذكور،وقرابة 41 بالمائة إناث. وأوضح التقرير المحوصل للنتائج بأن تجربة هذه المواد تدل على مدى انتشارها وليس على نسبة استهلاكها. وفي مجال تعاطي التدخين تبيّن أنّه يحتل الصدارة ب43.6 بالمائة على مستوى تجربة استهلاكه (56.6 بالمائة ذكور-32.7 بالمائة إناث) الكحول أيضا باتت تسجل حضورها في الوسط المدرسي من خلال ما أكدته لغة الأرقام بأن 12.8 بالمائة من التلاميذ جربوا هذه الآفة. وبالنسبة لتعاطي "الزطلة" أقر3بالمائة من المستجوبين بتجربتها لترتفع النسبة بخصوص تعاطي المهدئات والمنومات إلى 6 بالمائة. ولم تتجاوز نسبة تعاطي المخدرات الثقيلة من صنف الكوكايين 0.8 بالمائة ونفس المعدل بالنسبة لتجربة نوع الإكستازي. مؤشرات لاشك تغني عن التعليق لكنها تستوجب المعالجة الجذرية للظاهرة وتوحيد جهود كل الأطراف المتدخلة لوضع خطط للتوقي وأخرى للتكفل بالعلاج والإحاطة وتعزيز آليات التواصل والإصغاء للشباب. والبدء بتفعيل قوانين منع التدخين في الوسط المدرسي لأنّ أوّل خطوة في طريق الإدمان على أنواع المخدرات تنطلق من مجرد تجربة سيجارة لينهمر سيل تجربة بقية الأصناف.