أفضى اجتماع المجلس الأعلى للأمن أول أمس إلى اقرار مزيد إحكام التنسيق والتحرك بين الحرس الوطنى والجيش كخطوة جديدة نحو التصدى لخطر الإرهاب بعد التطور النوعى للعمليات الإرهابية بعد حادثتي قبلاط وسيدي على بن عون وفي تحليله لهذا الإجراء يشير العميد السابق بالجيش الوطنى مختار بن نصر أنها خطوة إيجابية لإحكام استعمال القوات المسلحة بجميع أنواعها استعمالا مجديا والمرور نحو التعاطي بأسلوب عملي أكثر ويضيف العميد بن نصر في تصريح "للصباح" أن الأحداث الإرهابية المسجلة ورغم أن المعركة غير متكافئة حيث يستعمل الإرهابيون وسائل بدائية ومع ذلك يتمكنون من إلحاق خسائر هامة بقواتنا المسلحة تساهم في إحباط العزائم والحط من معنويات الشعب. لذلك فالمطلوب تغيير التعاطى الأمنى نحو المزيد من النجاعة والأهم احكام التنسيق مع الجيش في العمليات التى تستهدف الإرهابيين لأن الوسائل الوقائية للجيش أفضل وأنجع. حسب رايه احكام التحضير للعمليات وفي رده على تساؤلنا بشأن ما اعتبره البعض تأخرا في التفطن إلى أهمية التنسيق بين قوات الأمن والجيش مما جعل فاتورة الأرواح باهظة الثمن في العمليتين الأخيرتين في قبلاط وسيدي بوزيد، يقول العميد بن نصر إن التنسق وتبادل المعلومات يتم بشكل مستمر بين الأمن والجيش لكن التعاطى مع العمليات الإرهابية اليوم يتطلب رؤية أخرى على مستوى التحضير للعمليات لاستهداف الإرهابيين لا سيما إذا ما كانت هذه العمليات في الجبال وخارج مناطق العمران حينها يجب بالضرورة اللجوء إلى الجيش ويشير العميد بن نصر الى أنه وفق القراءة الأولية للبيان الصادر عن المجلس الأعلى للأمن سيشمل التنسيق مستقبلا بين الجيش والأمن في عمليات التدخل بتحديد من يتولى القيادة والآمر الميدانى ومن يستطلع ومن يتدخل ميدانيا إلى جانب تحديد الوسائل المستعملة وفق نوعية العملية الأمنية وينتظر أيضا أن تشهد الفترة المقبلة خطة عمل للدوريات المشتركة بين الجيش والأمن وهي خطة مجدية تستعمل في مقاومة التهريب واستعملت أيضا إبان الثورة وأثبتت نجاعتها على المستوى الأمني على حد تعبير العميد بن نصر مجهود منقوص لكن في المقابل يشير الخبير الأمنى والعسكري فيصل الشريف أن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن القومي غير كافية ومتأخرة ويضيف أن اتخاذ قرارات حاسمة في مواجهة الإرهاب لا تتم في اجتماعات ضيقة ومكاتب مغلقة بل تتطلب تشريك شريحة واسعة من الخبراء والمختصين لوضع شبكة متكاملة ضمن استراتيجية للأمن القومي ويعتبر فيصل الشريف أن الدوريات المشتركة بين الجيش والأمن ليست الحل لأنها تظل دائما ضمن خانة انتظار فعل الإرهابيين للقيام برد الفعل. في حين أننا اليوم نحتاج إلى العمل الإستباقى والتوعوي أكثر من العمل الميداني الأمنى الذي لا يمثل سوى 20 بالمائة مما يتطلبه مجهود مقاومة الإرهاب ويشير الى أن المطلوب وضع هيكل قوي بعيدا عن التجاذبات السياسية يعهد له مقاومة الإرهاب والقيام بالعمل التنسيقى والإستباقى وتسخر له جميع الإمكانيات إلى جانب التركيز على العمل التوعوي وتشريك المواطنين وبث الومضات التحسيسية لدفع التونسين على الانخراط في مقاومة الإرهاب لقطع الطريق على من يحمى ويتستر ويوفر الدعم اللوجستى للإرهابيين. ويتطلب هذا العمل دعم العمل الإستخباراتي ويتساءل فيصل الشريف في هذا السياق كيف أن المواطن اليوم الذي يريد الإبلاغ عن معلومة حول الإرهاب لا يعرف لمن يتوجه بالتحديد.؟ وقال:" هذا يؤكد أن مقاومة الإرهاب لم تأخذ بعد الطريق الصحيح والناجع في المقابل يتوفق الإرهابيون باستراتيجيات وتكتيكات متفوقة على الدولة اليوم"