في تعليقه على التصريحات والاحتجاجات حول أداء المؤسسة العسكرية وقيادتها يقول الخبير الأمنى والعسكري فيصل الشريف إن المجال اليوم ليس للمضاربات السياسية أو للدعوة للتغيير على رأس المؤسسة العسكرية التي يجب أن تظل بعيدة عن كل التجاذبات مهما كان نوعها ومصدرها ويضيف أن المؤسسة العسكرية تهم الشعب التونسي برمته وتعمل في إطار داخلي وإقليمي متغير وتحتاج إلى الدعم ويرجع محدثنا اللوم الموجه اليوم إلى المؤسسة العسكرية، عندما يعتبرها البعض "فشلت" في إدارتها إلى حد الآن لمعركة الشعانبي، إلى التهميش الذي طال المؤسسة العسكرية طيلة 23 سنة مما جعلها اليوم تواجه نوعا جديدا من التهديدات أدخلت الإرباك على أدائها وأظهرت عدم جاهزيتها وعدم علمها ومعرفتها بهذا النوع من الحروب (حروب الجبال والمدن مع مجموعات صغيرة ومتغيرة لها تمويلات ودعم) ولا يرجع فيصل الشريف القصور البادي حاليا في مواجهة المجموعات الإرهابية إلى مستوى التعاطي الميداني مع الأحداث بل إلى القصور في العمل الاستخباراتي وجمع المعطيات في ظل تحولات إقليمية كبرى ويتساءل عن غياب دور العمل المخابراتي داخل السفارات لتأمين المعلومات والتقارير حول المخاطر الخارجية ومصادر تمويل الجماعات الإرهابية قصد معاضدة العمل الميداني لقوات الأمن والجيش في حربه ضد هذه الجماعات الإرهابية يعتبر أيضا فيصل الشريف أن المؤسسة العسكرية لم تكن متأقلمة ولم تتأقلم بعد مع الوضع الراهن في ظل نقص العتاد وتواصل اضطلاع الجيش بوظائف الأمن العمومي بمراقبة الإدارات والمنشآت العمومية. وكل هذه العوامل تجعل الجيش ليس في كامل جاهزيته للخوض في معركة صعبة مثل معركة المجموعات الإرهابية المتحصنة بالجبال. ويخلص فيصل الشريف إلى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال التشكيك في جمهورية المؤسسة العسكرية وعقيدتها وعملها على حماية الوطن لكن التشكيك يكمن في الجاهزية والعتاد وتشتت الجهد الأمني ويعتبر محدثنا أنه يتعين على الأحزاب اليوم من في السلطة ومن في المعارضة عوض الخوض في تقييم أداء المؤسسة العسكرية التوجه نحو تقديم رؤى ومقترحات متكاملة حول حماية الأمن القومي، والمؤسسة الأمنية والعسكرية منفتحة على ذلك إلى جانب التفكير في أقرب وقت في إحداث مراكز بحوث متطورة وجهاز مركزي لمقاومة الإرهاب والحفاظ على الأمن القومي يتولى التنسيق المحكم بين الوزارات والمخابرات والسفارات للرفع من جاهزية البلاد للتعاطي مع المعطيات والمستجدات الداخلية والإقليمية المتعلقة بالإرهاب