منذ أشهر اعترف الارهابي أبو طلحة التونسي أو الدربالي العروسي الموقوف في اعتداء «تيڤنتورين» بالجزائر والمنحدر من مدينة سليانة، عن اعتزام تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والذي كان أحد عناصره، تنفيذ اعتداءات إرهابية في تونس على غرار تلك التي تم تنفيذها في «تيڤنتورين». وقد أكّد في اعترافاته للأمن الجزائري بعد أن قبض عليه أن عشرات التونسيين المناوئين للنظام التونسي القائم، يتدربون في الشمال المالي(تذكر تقارير أمنية أن عدد التونسيين في كتيبة الموقعون بالدم في حدود 300 جهادي) من أجل تنفيذ هجمات في تونس، بالتنسيق مع الخلايا النائمة التي يجري العمل على تجنيدها للتنسيق معها في تنفيذ هذه العمليات وتحديد مواقع تكون هي الهدف، وهو المخطط الذي يجري العمل عليه من قبل "قيادة" التنظيم الإرهابي لتنفيذه في أقرب الآجال. عائدون..تائبون..أصحاب السوابق الجهادية بعد أشهر أثبت الواقع صحة اعترافات الدربالي العروسي،فالأحداث الأخيرة أبرزت بما لا يدع مجالا للشك أن ما يسمّى بالخلايا النائمة في تونس والتي نجهل عددها بالتحديد رغم أن مصادر ترجّح كونها بين 50 و80 خلية نائمة- دخلت مرحلة جديدة في نشاطها الإرهابي باعتماد تقنيات غير مألوفة في تونس من قبل.. ولكن هذه الخلايا الإرهابية التي تنشط اليوم هل يمكن اعتبارها خلايا نائمة أم خلايا زرعت بعد الثورة؟ المجموعة الإرهابية التي اغتالت شكري بلعيد بقيادة أميرها كمال القضقاضي،رجّحت مصادر أمنية وباحثون أنها إحدى الخلايا النائمة، لكن طريقة عمل هذه المجموعة وعملية التخّفي التي عقبت عملية الاغتيال تنمّ عن دربة وحنكة عالية تدلّ على أنها خلية مزروعة بعد الثورة وأنها ليست لها امتداد تاريخي قبل الثورة ،عكس مجموعة عقبة بن نافع ومجموعة جند أسد ابن الفرات.. الخلايا الإرهابية في تونس، هي خلايا زرعت في المجتمع بعد الثورة برجوع الجهاديين العائدين وكذلك بمغادرة بعضهم للسجون هذا بالإضافة إلى التائبين من باعة الخمور والمنحرفين و"الفصايل" الذين يشعرون في قرارة أنفسهم بعقدة ذنب تجاه المجتمع بالنظر لما اقترفوه في حياتهم من آثام. تقنيات الإرهاب تتطوّر.. عمليات قبلاط وبن عون ومنزل بورقيبة كشفت تطوّرا في تقنيات العمل بالنسبة لهذه الجماعات الإرهابية التي أصبحت تعتمد الاستدراج كما حصل مع أعوان الأمن في بن عون،بالإضافة إلى الهجوم بسيارة مكتراة كما حصل بالنسبة لعملية منزل بورقيبة..وكذلك على مستوى استعمال المواد المتفجّرة بكثافة والأحزمة الناسفة في كل من عملية قبلاط وبن عون.. وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أن هذه الجماعات تتطوّر نشاطها اليوم وبعد أن كانت تحاول طوال الوقت الإفلات من الملاحقة الأمنية والتخفّي، بدأت تخرج للعلن لتمارس نشاطاتها الإرهابية دون خشية أو خوف.. لمختلف هذه الأسباب لا بدّ تتطوّر أساليب المواجهة الأمنية أيضا، وأن تجهض النوايا الارهابية وهي لا تزال في المهد حتى لا يشتد عودها وبأسها..