◄ دعوات لاستثمار التعاطف الأوروبي مع تونس حتى لا تتحول قوارب «الحراقة» إلى قوارب انتحاريين إثر الصدمة التى رجت المهنيين والقائمين على السياحة في تونس أول أمس بعد العملية الإرهابية التى استهدفت فندقا سياحيا بسوسة، رغم أن الأمر لم يكن مستبعدا في ظل الأوضاع الأمنية التى تعيشها البلاد منذ فترة، يحتاج القطاع الآن المرور إلى التعاطي العملي والمجدي مع المصاب بالتنسيق بين جميع الأطراف. والعمل الأهم هو التركيز على الجوانب الدعائية والاتصالية من خلال التواصل الحيني والمكثف مع الشركاء في الخارج وتكييف العملية الترويجية في الخارج وفي الأسواق السياحية مع المستجدات وذلك لامتصاص كل التأثيرات السلبية المحتملة على الحجوزات. ويبدو أن المهنيين والوزارة على وعي تام بأهمية هذه الخطوات الإستباقية لا سيما وأن الفترة الحالية تشهد مناقشة العقود وابرامها مع منظمى الرحلات ووكالات الأسفار وكل تأخير في ترميم صورة الوجهة السياحية في الخارج والبعث برسائل طمأنة قوية عبر مختلف القنوات الديبلوماسية والإعلامية والدعائية ستكون عواقبه وخيمة على القطاع في الفترة المقبلة. خطوات استباقية وتؤكد مصادر وزارة السياحة ل"الصباح" أنها شرعت بعد في هذه الخطوات العملية بالتنسيق مع المهنيين وجميع الفاعلين من خلال طمأنة السياح في المناطق السياحية وتحديدا المناطق الساحلية التى استهدفتها العملية الإرهابية، وبرمجة أنشطة سياحية وتظاهرات تنشيطية على عين المكان والتسويق لها اعلاميا محليا وخارجيا للتعبير عن إصرار تونس والتونسيين على إرادة الحياة والانفتاح ومواجهة ثقافة الموت والإنغلاق. والعمل على تجنب تسجيل أكثر ما يمكن من حالات قطع العطل وإلغاء الحجوزات والإحاطة الكلية بالسياح المتواجدين حاليا في تونس والرفع من جودة الخدمات السياحية والأمنية المقدمة لهم لأن هذه الإحاطة وتمرير الشعور بالأمان وبتواصل النسق العادي وسط أجواء سياحية وتنشيطية عادية سيمتص منسوب الذعر والخوف ويطمئن السائح الذي سينقل هذا الشعور بدوره لعائلته وأصدقائه في الخارج. أهمية المجهود الإتصالي ولعل تجربة الأحداث الإرهابية في جربة سنة 2002 التى لم تترافق مع عمل اتصالي وترويجي وكلفت السياحة التونسية فاتورة باهظة لا سيما على مستوى السوق الألمانية التى لم تستعيد نسقها المعهود منذ ذلك التاريخ، تقيم الدليل على قيمة السرعة في التعاطى مع الأزمات وحسن توظيف العمل الإتصالى والدعائي الذي ينقص تونس للأسف على أكثر من صعيد. في المقابل نشير إلى أن العملية الإرهابية في أفريل 2011 التى استهدفت مقهى أركانة بمراكش وأودت بحياة 16 شخصا وعدد هام من الجرحى.. ورغم جسامة الخسائر مقارنة بحادثة جربة إلا أن حسن إدارة المغرب للأزمة وتطويقها ميدانيا وإعلاميا لم يؤثر على الوجهة السياحية المغربية بل حققت نموا في عدد السياح الوافدين بعد الحادثة الإرهابية مباشرة. استثمار التعاطف الأوروبي تجدر الإشارة أيضا إلى أهمية العمل الإعلامي والدعائي في الأسواق السياحية الأوربية اليوم ولا سيما في السوق الفرنسية لاستباق الحملات الإعلامية المضرة بالوجهة التونسية التى تكررت في أكثر من مناسبة ومع أحداث أمنية أقل خطوة على السياحة من العملية الإنتحارية الأخيرة التى قدمها الإعلام الوطنى كما العالمي على أنها إيذان بالدخول في مرحلة جديدة في تونس أكثر خطورة ودموية، مثل هذه التحليلات في وسائل الإعلام الأجنبية إذا لم تتزامن مع تحركات ديبلوماسية وإعلامية ودعائية من الجانب التونسي ستزيد من المخاوف من القدوم إلى تونس. ويطالب البعض في هذا الصدد بالاعتماد في المجهود الإتصالى خارج تونس على استثمار عامل التعاطف مع تونس في هذه الظروف العصيبة من قبل شركائها الأوروبيين والغربيين. والتأكيد على ضرورة مساعدة الوجهة التونسية حتى لا تصبح في عزلة وتتحول إلى موطن للإهاب والإرهابيين لا سيما وأن الموقع الإستراتيجي لتونس وأهميتها في البحر المتوسط وقربها من أوربا يجعل الدول الغربية والأوربية مطالبة ومضطرة لإعادة حساباتها ألف مرة في تعاطيها مع واقع الإرهاب في تونس حتى لا تتحول قوارب المهاجرين غير الشرعيين المتدفقة على أوربا انطلاقا من السواحل التونسية إلى قوارب للإنتحاريين والإرهابيين نحو أوروبا.