لوحظ منذ أيام نقص لافت في مستوى عرض مادة الفارينة المعلبة بالأسواق وأساسا من صنف الفارينة الرفيعة المعبأة بوزن واحد كلغ. وتم معاينة النقص من طرف وزارة التجارة التي بادرت مصالحها بإشعار غرفة أصحاب المطاحن بهذا الوضع والعمل على حسن تزويد الأسواق بهذه المادة. وقد أثار النقص المسجل تساؤلات المواطنين والتعاليق حول ما إذا كان اضطراب التزويد يؤشر لأزمة قادمة في هذا المنتوج على غرار أزمات سابقة شهدتها السوق الداخلية في مادة الحليب والبطاطا والطماطم. وبالرجوع إلى الغرفة الوطنية لأرباب المطاحن نفى سعيد بدري مدير الغرفة وجود مؤشرات أزمة وأعزى نقص التزويد إلى التخفيض الحاصل في وتيرة إنتاج الفارينة الرفيعة منذ مطلع شهر أكتوبر على إثر مطالبة المطاحن بمراجعة سعر كلفة التصنيع التي لم تعد-حسب تصريح المتحدث- تغطي تكاليف التعليب التي تضاعفت ثلاث مرات منذ آخر تعديل يعود إلى سبع سنوات خلت. حددت خلاله كلفة التصنيع للكلغ ب56مليما ويتجاوز اليوم سقف 156مليما. وكانت الغرفة قدمت ملفات في الغرض لوزارة التجارة منذ أشهر لتعديل سعر الكلفة بقيمة تتراوح ما بين 100و120مليما، ولم تقع الاستجابة للطلب ما دفع بأصحاب المطاحن إلى تخفيض تصنيع هذه المادة. وتعوّل الغرفة على تفهم وتفاعل وزارة التجارة خلال اللقاء المنتظر عقده موفى هذا الأسبوع لحل المشكل وعودة التزويد إلى الانتظام. وبالنظر إلى أن أي تعديل في سعر التصنيع سينعكس مباشرة على سعر البيع عند الاستهلاك وهو ما سيدفع بالمستهلك إلى تحمل فاتورة الزيادة بمفرده في نهاية المطاف كما حصل سابقا مع الحليب ومع الطماطم المحولة. وكان تعليق محدثنا أن منظومة الإنتاج والتصنيع لا يمكن أن تصمد بتراكم الخسائر وتحمل المصنعين بمفردهم لوزرها.