نقل تونس.. صيانة واصلاح 100 حافلة و28 عربة مترو بصفة عاجلة (فيديو)    جندوبة.. المجلس الجهوي للسياحة يقر جملة من الإجراءات    منوبة.. الإطاحة بمجرم خطير حَوّلَ وجهة انثى بالقوة    برنامج الجولة الأولى إياب لبطولة الرابطة الاولى لمحموعة التتويج    قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    اقتحام منزل وإطلاق النار على سكّانه في زرمدين: القبض على الفاعل الرئيسي    القبض على 24 منفّذ "براكاج" بالأسلحة البيضاء روّعوا أهالي هذه المنطقة    السجن ضد هذه الإعلامية العربية بتهمة "التحريض على الفجور"    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    من بينهم أجنبي: تفكيك شبكتين لترويج المخدرات وايقاف 11 شخص في هذه الجهة    البطلة التونسية أميمة البديوي تحرز الذهب في مصر    مارث: افتتاح ملتقى مارث الدولي للفنون التشكيلية    تحذير من هذه المادة الخطيرة التي تستخدم في صناعة المشروبات الغازية    تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث عدد الباحثين    كرة اليد: الترجي في نهائي بطولة افريقيا للاندية الحائزة على الكؤوس    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    قيس سعيّد يتسلّم أوراق اعتماد عبد العزيز محمد عبد الله العيد، سفير البحرين    سليانة: أسعار الأضاحي بين 800 دينار إلى 1100 دينار    كاردوزو: سنبذل قصارى جهدنا من أجل بلوغ النهائي القاري ومواصلة إسعاد جماهيرنا    الڨصرين: حجز كمية من المخدرات والإحتفاظ ب 4 أشخاص    وفد "مولودية بوسالم" يعود إلى تونس .. ووزير الشباب والرياضة يكرم الفريق    الرئيس الفرنسي : '' أوروبا اليوم فانية و قد تموت ''    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    جندوبة: 32 مدرسة تشارك في التصفيات الجهوية لمسابقة تحدي القراءة العربي    باجة: تهاطل الامطار وانخفاض درجات الحرارة سيحسن وضع 30 بالمائة من مساحات الحبوب    روح الجنوب: إلى الذين لم يبق لهم من عروبتهم سوى عمائمهم والعباءات    لعبة الإبداع والإبتكار في رواية (العاهر)/ج2    الحمامات: وفاة شخص في اصطدام سيّارة بدرّاجة ناريّة    قضية سرقة وتخريب بمصنع الفولاذ بمنزل بورقيبة: هذا ما تقرر في حق الموقوفين..#خبر_عاجل    أنس جابر تستهل اليوم المشوار في بطولة مدريد للماسترز    التونسي يُبذّر يوميا 12بالمئة من ميزانية غذائه..خبير يوضح    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    المهدية : غرق مركب صيد على متنه بحّارة...و الحرس يصدر بلاغا    Titre    رئيس الجمهورية يجدّد في لقائه بوزيرة العدل، التاكيد على الدور التاريخي الموكول للقضاء لتطهير البلاد    الكيان الصهيوني و"تيك توك".. عداوة قد تصل إلى الحظر    ماذا يحدث في حركة الطيران بفرنسا ؟    شهداء وجرحى في قصف صهيوني على مدينة رفح جنوب قطاع غزة..#خبر_عاجل    الترجي يطالب إدارة صن داونز بالترفيع في عدد التذاكر المخصصة لجماهيره    كأس ايطاليا: أتلانتا يتغلب على فيورينتينا ويضرب موعدا مع جوفنتوس في النهائي    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب..ما القصة..؟    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    "تيك توك" تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    سعيد في لقائه بالحشاني.. للصدق والإخلاص للوطن مقعد واحد    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    وزارة الصناعة تكشف عن كلفة انجاز مشروع الربط الكهربائي مع ايطاليا    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أرباب المخابز يلهثون، وأصحاب المطاعم يتذمرون
نشر في الفجر نيوز يوم 03 - 02 - 2008

اختفت البطاطا من السوق ثم ظهرت.. فقد الحليب ثم عاد تدريجيا... اختفى العلف ولم يعد، بعد... واليوم جاء دور «الخميرة» ففقدت هي الأخرى من السوق،
بل تقلصت الكميات المروجة منها الى حد أثر على نشاط المخابز في أغلب ولايات الجمهورية.
النقص أثار عديد التساؤلات في أوساط أرباب المخابز وفي أوساط المستهلكين على حد سواء سيما وأنه «يمس» هذه المرة مادة هي من المواد الأساسية لصناعة الخبز، فبدونها لا يمكن تخمير عجين الخبز.
فما مدى تأثير «أزمة الخميرة» على قطاع المخابز؟ وماذا يقول المهنيون عن هذا النقص وأسبابه؟ وكيف يتصرفون اليوم في ظل غياب هذه المادة؟
«الشروق» حققت في الموضوع عبر شبكة مراسليها في عدد من الولايات، فكانت المحصلة التقارير الاخبارية التالية:
* اعداد: قسم الشؤون الجهوية
* جندوبة: الخبّاز يلهث، ورئيس غرفة المخابز يرفض!
* جندوبة «الشروق»:
سجل في ولاية جندوبة نقص ملحوظ في مادة الخميرة التي لم تعد متوفرة سواء في محلات بيع المواد الغذائية بالتفصيل او في نقاط البيع بالجملة وقد طرح هذا النقص عديد التساؤلات والاستفسارات التي تصب في اتجاه واحد هو ماذا لو تواصل هذا الاحتجاب؟ وكيف سبيل الحصول على الخبز في ظل نقص مادة الخميرة؟
سؤالان حاولنا ان نبحث لهما عن اجابة عسى ان نفهم اسباب النقص الذي يبدو انه يهدد بأزمة خانقة فكان ان اتصلنا في البداية بعدد من تجار المواد الغذائية بمدينة جندوبة وبعض المدن المتاخمة فأجمع هؤلاء على وجود نقص في مادة الخميرة وهو متواصل منذ أيام مؤكدين انهم قد سعوا للحصول على الكميات في الولاية وربما في بقية ولايات الشمال الغربي.
ثم اتصلنا بثلة من اصحاب نقاط البيع بالجملة فأجمعوا من جهتهم على ان غياب مادة الخميرة من السوق يعود أساسا الى تراجع الكميات المنتجة منها بالمعامل المختصة ولاحظ بعضهم ان الوضع ظرفي وستعود مادة الخميرة الى الاسواق بصفة عادية في الايام المقبلة.
اصحاب المخابز أبدوا من جهتهم تذمرهم من النقص الذي اثّر على عملهم وتطلب منهم كثيرا من الاجتهاد للحصول على كميات ولو ضئيلة حتى يتسنى لهم الايفاء بالتزاماتهم تجاه الحرفاء بتوفير الكميات الكافية من الخبز يوميا في افضل الظروف.
حرصا منا على مزيد الإلمام بالموضوع وتقديم المزيد من التوضيحات والتعرف على مدى تأثير نقص مادة الخميرة على أداء المخابز بمختلف معتمديات الولاية اتصلنا بالسيد علي الشلاخي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بجندوبة ورئيس الغرفة الجهوية للمخابز وسألناه عن اسباب النقص وتأثيره على قطاع المخابز لكنه رفض للأسف الشديد الاجابة وامتنع عن التعليق على الموضوع مكتفيا بدعوتنا الى الاتصال بالولاية وكأن الأمر لا يعنيه من قريب أو حتى من بعيد.
* عبد الكريم السلطاني
* بن عروس: طوابير ليلية تنتظر و «الخميرة» البديلة نفرت المستهلك
* بن عروس «الشروق»
أصحاب المخابز بولاية بن عروس يواجهون مصاعب عدة هذه الايام لتوفير مادة «الخميرة» التي لا يمكن بدونها إعداد اي نوع من أنواع الخبز المتداول في السوق.
وذلك بسبب نقص في الكميات المروجة من هذه المادة حول اسباب هذا النقص وانعكاساته سألنا المعنيين بالامر، فبيّن السيد «محمد ع» وهو خباز معروف بالجهة ان الخميرة يوفرها معملان يوجدان بباجة وجندوبة بالكميات الكافية للسوق فيتزوّد أرباب المخابز يوميا بما يحتاجونه.
وبما ان الخميرة مادة تتلف بسرعة خاصة في فصل الصيف فإنهم يتزوّدون عادة بالكمية الضرورية لأيام محدودة جدا في فصل الشتاء ويتزوّدون بالكمية الكافية ليوم واحد في فصل الصيف.
ومنذ حوالي شهر أصبح ارباب المخابز بالجهة يجدون صعوبة كبيرة في التزوّد بهذه المادة مثلما حدث على مدى فترة محدودة خلال الصائفة الفارطة.
لكن هذه المرة طالت المدة نسبيا فأصبحوا يبحثون عن «الخميرة» في كل مكان ويضطرون الى الانتظار ضمن طابور منذ الخامسة صباحا.
فليلة الأحد الماضي مثلا ظل العديد منهم الى الساعة الواحدة صباحا ينتظرون وصول الخميرة.
ويحدث احيانا ان يتعاونوا في ما بينهم فيعطي الواحد منهم اليوم لزميله ويأخذ منه غدا.
وعندما كان يتحدث الى «الشروق» تلقى السيد محمد مكالمة هاتفية من زميل له يطلب المساعدة ببعض الكميات من الخميرة.
ثم اضاف، بعد انتهاء المكالمة: «ان ارباب المخابز أصبحوا يتزوّدون بالخميرة الجافة لتعويض الخميرة المفقودة وذلك على الرغم من ان النوع الأول غير جيّد او يضطرّون لشراء خميرة مستوردة وهي مرتفعة الثمن.
في السياق ذاته قال خباز آخر من جهة المروج انهم يضطرّون للتزوّد بالخميرة المستوردة رغم ان ثمنها ارفع بكثير من ثمن الخميرة التونسية مما يلقي بعبء اضافي على كاهل الخباز الذي يتحمل وحده الفارق بين الثمنين.
كما ان البعض قاطع النوم ليلا ليبحث عن الخميرة حتى لا يضطرّ لغلق مخبزته وحتى يجد المواطن خبزا.
ولاحظ محدثنا ان الخميرة البديلة أثرت على نوعية الخبز مما جعل الحرفاء يعبّرون صراحة عن عدم رضاهم على الجودة.
خبازون آخرون أكدوا أنهم باتوا يواجهون عديد الصعاب في سبيل التزوّد بالخميرة مهما كان نوعها ومهما كان ثمنها رغم ان سعرها ارتفع حسبما قالوا بدينار و500 مليم.
وبحكم ان النوعية غير جيّدة فإن الخباز أصبح مجبرا على استعمال كمية اكبر لتخمير العجين، حرصا منه على توفير الخبز في الوقت بالجودة ذاتها التي اعتادها المستهلك.
* محمد بن عبد الله
* المهدية: النقص يحرم باعة «الطابونة» من الكسب!
* المهدية الشروق:
مادة «الخميرة» من المستلزمات الأساسية لصناعة الخبز اليومي والمرطبات وعديد الأكلات التي تشتهر بها جهة المهدية على غرار الجهات الأخرى.
لكن النقص الفادح في توفير هذه المادّة الضرورية لأصحاب المخابز أثار تساؤلات حول الأسباب ومدى استفحال الأمر خصوصا وانه لا يمكن بأي حال من الأحوال تعويض هذه المادة بمنتوج آخر حتى يتسنى لأصحاب المهنة تغطية حاجيات المواطنين من الخبز.
ففي «قصور الساف» وحسبما أفادنا به عدد من أصحاب المخابز فإن مادة «الخميرة» تكاد تكون مفقودة أصلا لولا بعض التقطير من المزودين، ويعمد الجميع أمام هذا النقص غير المعهود الى استعمال خمائر جافة تتطلب مجهودات مضنية لاحضارها قصد مزجها مع مادة «الفرينة».
علما وأن معدّل استهلاك مخبزة واحدة يوميا للخميرة هو 12 كلغ اذا ما وقع استهلاك 8 أكياس من الفرينة.
أرباب المخابز في جهة المهدية يطالبون بتوفير هذه المادة الأساسية والضرورية لتوفير الخبز اليومي لعامة الناس والبحث عن سبل كفيلة بضمان حسن توزيعها وفق متطلبات الجهات، والتحرك ضمن ما هو موجود لتطويق هذه الأزمة الخارجة عن نطاق المواطن وعن نطاق أصحاب المخابز الذين أبدوا ل»الشروق» تخوفاتهم من تواصل استفحال هذه الأزمة...
أزمة تمسّ الجميع، ولا تستثني أحدا، فهل من تحرك لتذليل ما تراكم من مشاغل صارت لا تخفى على أحد، وأرّقت مضاجع أهل المهنة في كامل ولاية المهدية وكذلك العائلات التي تستعمل مثل هذه المادة لصناعة الخبز اليومي التقليدي (طابونة) والذي يمثل مصدر رزق عديد العائلات في الجهة.
* ناجي العجمي
* بنزرت: طال غياب «الخميرة» وتراجع نشاط المخابز
* بنزرت «الشروق» :
خلال المدّة الأخيرة تعالت أصوات أصحاب المخابز في كامل معتمديات ولاية بنزرت منذ مدّة من النقص في مادة الخميرة الأساسية في صناعة الخبز.
وقد أفادنا السيد حمودة وهو صاحب مخبزة بمدينة ماطر في هذا الصدد بأن المشكل طال أكثر من اللازم باعتباره قد تواصل على مدى أكثر من الشهر وهي مدّة أثّرت على السير الطبيعي للانتاج إذ أصبح الخباز يتزود بنصف الكمية المطلوبة من «الخميرة». وقد أثّر هذا النقص على مداخيله اليومية.
أما السيد حبيب وهو أصيل الجنوب وصاحب مخبزة مشهورة بمدينة منزل بوريبة فقد طالب أهل الذكر بالتدخل في أقرب وقت لحلّ هذه المشكلة خاصة وأن المبرّرات الحالية غير مقنعة حسب رأيه إذ أشيع أن نقص مادة الخميرة حصل نتيجة إدخال بعض الاصلاحات والتوسعة على المعمل الذي يزود المخابز «بالخميرة». وكان يفترض أن يتم اجراء تلك الأشغال قبل ذلك. كما لاحظ أن أصحاب المخابز يتزودون بهذه المادة في فصل الشتاء أكثر من فصل الصيف، وكان من المفروض أن يؤخذ هذا العامل بعين الاعتبار لمصلحة جميع الأطراف.
أما الخباز محمد (من بنزرت) فقد أكّد لنا أن نشاط مخبزته تراجع نتيجة عدم توفر الكمية المطلوبة من مادة الخميرة التي هي بمثابة الملح بالنسبة إلى الطعام، ممّا أجبره على مراجعة حسابه من حيث توزيع العمل باعتبار أنه توجد أولويات والتزامات مسبّقة مع بعض المؤسسات وهو مطالب بالاسراع بإيجاد حلّ لهذا المشكل المزعج الذي أقلق الجميع.
* محمد الهادي البكوري
* زغوان: بوادر غير مطمئنة والأسباب مجهولة
* زغوان (الشروق) :
الحديث عن أزمة بدأت تلوح في الأفق وتتمثل في فقدان مادة «الخميرة» التي لا غنى عنها في صناعة الخبز صار متواترا في ولاية زغوان خاصة ان الامر يختلف حين يتعلق بالخبز، إذ أن مجرد الترفيع في سعر الخبز أو الانقاص من وزن الخبزة يلفت انتباه الجميع على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية، فأي اختلال ممكن في تزويد السوق بهذه المادة لن يُلفت الانتباه فقط بل سيستحوذ على اهتمام الجميع.
أردنا ان نستجلي الامر فاتصلنا بعدد من أصحاب المخابز في الجهة لنسأل عن حقيقة أزمة الخميرة، فأكد لنا أحدهم أن النقص في هذه المادة موجود فعلا ولكنه لا يكلّف نفسه عناء البحث او التفكير لأن المزوّد الذي يشتري منه «الفارينة» مجبر على توفير «الخميرة» أيضا، وأنه أي المزوّد يخزّن «الفارينة» ويخزّن معها ما يوافق من كمية «الخميرة».
وأشار صاحب مخبزة أخرى الى ان الازمة ستتفاقم وأعطى دليلا على ذلك بقوله ان أكياس «الخميرة» من فئة 100غ و250غ شبه مفقودة من السوق.
وقد تأكد فعلا ان الكثير من أنواع «الخميرة» شبه مفقودة، وأرجع البعض الأمر الى مشاكل ادارية ومالية قد تكون واجهتها احدى مؤسسات الانتاج بينما أرجع البعض الآخر السبب الى فقدان مادة أولية تستورد من الخارج، وقد استغرب معظم من سألناهم غياب توضيحات مطمئنة من السلط المسؤولة بوزارة التجارة.
* المنجي باني
* صفاقس: نقص الخبز وتأثرت المطاعم
* صفاقس الشروق :
لاحظ العديد من سكان بعض المدن بصفاقس في الأسابيع الاخيرة نقصا في مادة الخبز فتساءلوا دون ان يظفروا بإجابة (او إجابات) توضح الأسباب والمسببات وان كان البعض ذهب مذاهب شتى في التفسير والتأويل والاجتهاد في الفهم.
وهذا النقص أبدى الكثيرون تذمرهم منه وتحدث عنه آخرون هنا وهناك وأشير اليه ضمن مقالات صحفية منها ما كتب عن نقص مادة الخبز في معتمدية الصخيرة وقد قيل إن السبب الأساسي يعود الى الاختلال بين العرض والطلب.
ولئن أمكن لاحقا تجاوز الاشكال نسبيا بتضافر جهود جميع الأطراف فإن «النقص» عاد ليطفو على الساحة من جديد والسبب هذه المرة ليس الاختلال بين العرض والطلب وانما يعود الى فقدان مادة «الخميرة» الضرورية لاعداد الخبز.
أرباب المخابز عبروا عن قلقهم من نقص هذه المادة بشكل لافت للانتباه مما أدى الى نقص في مادة الخبز.
وهذا الاشكال أثر على نشاط بعض المطاعم بالصخيرة وبئر علي بن خليفة وصفاقس المدينة وجبنيانة.
كما أثر على بعض المؤسسات التربوية والصناعية وعديد المنشآت الاخرى التي تتزود بالخبز عن طريق مخابز الجهة.
وحيال هذا الوضع بات المواطن يواجه صعوبة بالغة في الحصول على الخبز وهي صعوبة يعكسها ما قاله لنا مواطن تعليقا على تداعيات نقص مادة «الخميرة».
فقد ذكر انه تعود على شراء الخبز كلما كان عائدا من العمل في المساء ولكنه في الايام الأخيرة لم يعد يجد ضالته رغم تنقله بين العديد من المخابز ومحلات بيع المواد الغذائية وقد عبّر صاحب مطعم سياحي عن قلقه من نقص الخبز وخشيته من ان يؤثر ذلك على مردودية محله وهو الذي يقدم يوميا أكلات للمسافرين عبر الطريق الوطنية رقم 1 .
ولاحظ صاحب مخبزة من ناحيته انه بذل قصارى جهده من أجل التزود بالكمية الكافية من مادة «الخميرة» لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب نقص هذه المادة.
* اسماعيل بن محمود
* باجة: أرباب المخابز يمزجون، وصعوبات عرقلت الانتاج
* باجة «الشروق»:
ولاية باجة هي ككل الولايات معنية بنقص «الخميرة» ولعلها القطب الاول في انتاج المواد التي يصنع منها الخبز باستثناء الملح.
فالنشاط الفلاحي بالولاية ابرز موفّر ل «الفرينة» والنشاط الصناعي الأبرز توفيرا لمادة «الخميرة».
الخبّازون في الولاية تحدّثوا عن مادة «الخميرة» كمكوّن أساسي للخبزة يعانون الأمرّين للحصول عليه فالجيّد من هذه المادة لا يتوفر في السوق بالكميات التي تفي بالحاجة وهو ما يجبرهم على اقتناء نفس المادة ولكنها من نوعية اخرى افتقدت تقريبا اغلب مكوّنات جودتها.. فالخبازون يلتجؤون في اغلب الأحيان الى المزج بين النوعيتين اي خلط الجيد مع الاقل جودة وأحيانا اخرى يضطرّون الى استعمال الاقل جودة فقط ولكن بكمية تكون تقريبا مضاعفة للكمية المعتادة من مادة «الخميرة» فمثلا الكيس الواحد من «الفرينة» يتطلب خمسة صناديق من مادة «الخميرة» ونفس الكيس يمزج بثمانية صناديق من مادة «الخميرة» الاقل جودة حتى يتخمّر العجين قبل انضاجه في الفرن وعرضه للبيع في شكل خبزة فقدت بعض الشيء من طعمها ولونها الجيّدين المألوفين. ولكن، ما هي اسباب نقص «الخميرة»؟
المعلومات التي حصلنا عليها حول تصنيع مادة «الخميرة» تفيد ان المصنّع يجد صعوبة في الحصول على المادة الأولية المعتادة والتي تصنّع لتكون «خميرة» جيّدة وذلك في ظل اختفاء اللفت السكري عن مصانع السكر فالخميرة تستخرج من فواضل هذا اللفت. وهو ما يجبر المصنّع على استعمال مواد اولية أخرى اكثر تكلفة وأقل جودة فيضيع هامش الربح بين ارتفاع التكلفة وانخفاض ثمن البيع ويضيع معه تحفيز العمال وتجديد الآلات وصيانتها الى أن يأتي يوم لا يحقق فيه المصنّع ربحا فيضطر الى تغيير نشاط مصنعه من انتاج مادة «الخميرة» الى انتاج مادة اخرى لا علاقة لها بالخبزة التي يمكن الا تتوفر بدورها باختفاء «الخميرة» او تظهر كما قلنا بطعم ولون لم نألفهما فيها.
* إيهاب بن صالح
* توزر: اضطراب في التزويد، والحل في نيابة جهوية
* توزر الشروق :
هل تشكو المخابز بولاية توزر من نقص في مادة الخميرة أم أن النقص غير موجود أصلا؟
ذلك هو السؤال الذي قد يطرحه المرء اليوم في ظل تنامي الحديث عن أزمة أو شبه أزمة في مادة الخميرة ببعض ولايات البلاد.
وذلك هو السؤال الذي طرحناه على أكثر من طرف من ذوي ا لصلة بالموضوع فكان أن خرجنا بإجابتين مختلفتين متناقضتين كيف؟
يقول السيد عطاء حيدي وهو صاحب مخبزة وعضو غرفة أصحاب المخابز ان مخابز الجهة كانت تتزود بمادة الخميرة يوم الثلاثاء من كل أسبوع دون أن تواجه صعوبات في ذلك ولكن منذ أكثر من شهر بدأ المزود يقلل من الكميات الموجهة الى مخابز الجهة مبررا ذلك بعدة اسباب منها انعدام وسائل النقل وتراجع الكميات التي يتزود بها ولذلك لم تعد هذه المادة متوفرة في الولاية بكميات كافية فأنا مثلا تزودت يوم الثلاثاء الماضي بعشر علب عوضا عن 26 علبة طلبت من المزود ان يمكنني منها ويضيف محدثنا «كان المزود يسلمنا أسبوعيا فواتير عند كل عملية تزويد وأصبح اليوم يسلمنا الفواتير مرة في الشهر فماذا نفعل عندما تطالبنا مصالح الاداءات بالفواتير؟ اننا نأمل أن يوفر لنا صاحب النيابة التي تزودنا وهي موجودة في القصرين الكميات الكافية في الابان ان كان باستطاعته ذلك حتى لا نحرم من الحصول على هذه المادة وبالتالي يتأثر عملنا ويحرم المواطن من الحصول على الخبز.
أما السيد محمد الصافي الرويسي وهو صاحب مخبزة فيقول انه لحل مثل هذا الاشكال لابد من احداث نيابة في ولاية توزر في المتلوي لتوفير مادة الخميرة مبينا ان احد المعملين اللّذين ينتجان الخميرة وهما بباجة وجندوبة قد يكون اغلق.
ويضيف ان عملية التزويد لم تعد منتظمة كما كانت من قبل ولم تعد الكميات التي يوفرها المزود كافية منبها في الآن نفسه الى انعكاسات هذا النقص اذا ما تواصل لأنه لا توجد مادة اخرى يمكن أن تعوض الخميرة ممّا يعني ان المواطن قد لا يجد يوما ما الخبز في المخابز اذا تمادى النقص.
ولكن، ما رأي اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في المسألة وهو الهيكل الذي يفترض ان يتدخل لحل كل اشكال قد يواجهه منظوروه؟
نطرح السؤال على مسؤول بالاتحاد الجهوي فيذكر أن الجهة لم يسجل فيها نقص في مادة الخميرة وأن الاتحاد الجهوي لم يتلق تشكيات من أرباب المخابز أو غيرهم.
ويلاحظ محدثنا ان ولاية توزر كانت توجد فيها نيابة توفر نوعين من الخميرة أحدهما في شكل «عجين» والثاني «صبة» ولكن هذه النيابة أغلقت منذ خمس سنوات.
ولم ينف المسؤول حرص الاتحاد الجهوي على الالمام بمشاغل كل منظوريه مؤكدا على أنه سيتم التحقق من مسألة النقص هذه والتدخل لتلافيه اذا اقتضى الأمر.
* محمد المبروك السلامي
* الكاف: جري يومي، وتخوّف من استفحال الأزمة
* الكاف «الشروق»:
تضاعفت اعداد المخابز في السنوات الاخيرة بولاية الكاف فلا تكاد تخلو دشرة او قرية صغيرة من مخبزة او اكثر.
ولعل ما يفسّر تزايد اعدادها هو انضمام الارياف الى قائمة العائلات المستهلكة للخبز الجاهز بعدما كانوا يعوّلون في السابق على الخبز العربي دون سواه وبهذا اصبح تقريبا كل سكان جهة الكاف دون استثناء يعتمدون يوميا على المخابز العصرية في اقتناء مستلزماتهم من الخبز ولا بديل لهم عن ذلك.
ولكن ما العمل في ظل ازمة «الخميرة» التي طفت مجددا على الساحة وبات الحصول عليها مستعصيا على اصحاب المخابز كما باتت مخابزهم مهددة بالغلق لانعدام وجود بديل عنها.
وقد أفادنا بعض ارباب المخابز ان نقص هذه المادة بدأ منذ حوالي اسبوعين وأنهم يتنقلون يوميا الى مقر الولاية للتزود بكميات الخميرة التي يحتاجونها في إعداد الخبز لكنهم لا يحصلون في الغالب الا على كميات قليلة لا تتعدى استهلاك يوم او يومين وانهم يتخوفون من فقدانها مستقبلا. وحول استخدام العجينة القديمة مع حبوب الأسبرين نفى كل من تحدثنا معهم استخدام هذه الطريقة نفيا مطلقا واعتبروها من قبيل الاشاعات المغرضة.
من ناحية أخرى لم تشهد الجهة نقصا يذكر في مادة الخبز الذي يتوفر يوميا بكميات عادية اما المستهلكون الذين تحدثنا معهم في الموضوع فلا علم لهم بأزمة «الخميرة» ولا يدركون خفايا الصنعة ولا يحكمون إلا على نوعية الخبز من خلال الجودة او الرداءة.
وقد علمنا ان الادارة الجهوية للتجارة عقدت غرة فيفري الجاري اجتماعا بأصحاب المخابز بالجهة حول ازمة «الخميرة» حضره مزوّد الجهة وبعض المسؤولين وأهل الاختصاص الذين صرحوا بانتهاء الازمة وأعلنوا عن توفر الكميات المعتادة وطمأنوا اصحاب المخابز عن مصير مخابزهم.
كما علمنا ان الازمة نتجت عن نقص في احدى المواد الأولية بمعمل الخميرة بباجة وقد تم توفير هذه المادة وتدارك الأمر.
* نور الدين النصراوي
تحقيقات
بسبب نقص «الخميرة»: أرباب المخابز يلهثون، وأصحاب المطاعم يتذمرون


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.