تولدت مخاوف كبيرة في تونس من التبعات الوخيمة على السياحة عقب العملية الانتحارية التي جدّت أمام أحد نزل مدينة سوسة وتحديدا "نزل رياض النخيل" والتي لم تسفر عن خسائر بشريّة أو ماديّة، وإحباط عمليّة مماثلة داخل ضريح الزّعيم الراحل الحبيب برقيبة وكانت وكالات الأنباء قد تحدّثت عن اثر العمليتين من خوف وهلع في صفوف حرفاء النزل المذكور ونزلاء في عديد نزل المناطق السياحية ممّا دفع بالبعض منهم إلى حزم أمتعتهم ومغادرة التراب التونسي خوفا من حدوث عمليّات أخرى، كما تحدث البعض أيضا عن مطالبة عدد من السفارات ووكالات الأسفار بإجلاء سيّاحها وفي هذا السّياق أكد رضوان بن صالح، رئيس الجامعة التونسية للنزل، ل"الصّباح" أن الجامعة لم تسجّل مغادرة السياح للأراضي التونسية على اثر العملية الانتحارية، مبينا أن حالة من الخوف والرّعب عرفها نزلاء "رياض النخيل" لكنّ تعامل ادارة النزل مع الحدث وما لقيه الحرفاء من إحاطة نفسية حال دون إلغاء أية حجوزات بل عادت الحركيّة إلى النزل والشاطئ بعد سويْعات من العملية اليقظة الأمنية منعت الكارثة وكانت وزارة السياحة قد قرّرت عقب ما جدّ في سوسة والمنستير، إحداث خليّة أزمة تُعنى بالتنسيق مع النزل والوحدات الأمنية لضمان سلامة السياح الأجانب الموجودين في تونس؛ كما تمّ في ذات السّياق تكوين جمعيّة من طرف مجموعة من المهنيين والفاعلين في مجال السياحة من مختلف الاختصاصات والجهات قامت ببعث رسائل طمأنة إلى الأسواق العالمية ووكالات الأسفار وحسب ما أكده لنا رئيس الجامعة التونسية للنزل فإن حدوث بعض الإلغاء على المدى القصير ممكن؛ لكن الكفاءة العالية ومهنية حرّاس الفندق واليقظة الأمنيّة حالت دون وقوع كارثة حقيقة حيث لم تحصل أية خسائر بشرية؛ وهو ما ساعد على بعث رسائل طمأنة إلى الأسواق العالميّة ووكالات الأسفار التي أشادت بالتعامل الناجع وباليقضة الأمنيّة خاصة أنها تتابع الشأن الوطني عن كثب لا سيما وأن الإعداد للموسم السّياحي 2014 جار حاليا وأضاف محدثنا أن هناك مخاوف من حصول أحداث مشابهة من شأنها أن تكون بمثابة الضربة القاضية للسياحة التونسية وأكد رضوان بن صالح أن الهياكل المتداخلة في القطاع جنّدت كل امكانياتها من أجل الحيلولة دون حصول أية عمليات ارهابية أخرى؛ حيث تمّ التشديد على تكثيف الدوريات الأمنية في المناطق السياحية وبرمجة دورات تكوينية لحرّاس النزل والعمال لأخذ الاحتياطات اللازمة كما تمّ التأكيد على تعزيز آلات المراقبة على غرار وضع كاميرات في كل المداخل والأماكن التي يمكن أن يستلل عبرها الارهابيّون الإرهاب حال دون تحقيق المطلوب وأكد رئيس الجامعة التونسية للنزل أن شهري سبتمبر وأكتوبر شهدا تتطورا في عدد الوافدين ب5 % مقارنة بالسنة الفارطة 2012، لذلك الشأن بالنسبة لعدد الليالي المقضاة التي ارتفعت بدورها ب 5 % ، مضيفا أن أهل القطاع توقعوا أرقاما أفضل وأن تكون المؤشرات ايجابية أكثر ممّا هي عليه؛ لكن العمليات الإرهابية المتتالية حالت دون تحقيق الأرقام المرجوّة سيما من ناحية المداخيل التي ورغم ما عرفته من ارتفاع طفيف إلا أن تراجع سعر الدينار التونسي مقارنة بالدولار واليورو كان له تأثيرعلى قيمة هذه المداخيل مؤشرات إيجابية ل2014 وأضاف رئيس الجامعة التونسية للنزل أنه تمّ تسجيل مؤشرات ايجابية للموسم السياحي القادم حيث أسفرت الجهود المبذولة من قبل كل الأطراف عن تسجيل توقعات بارتفاع ب8 % في حجوزات السوق الألمانية والأنقليزية، مؤكدا أن العمل يبقى متواصلا من أجل دعم عدد الوافدين الرّوس والايطاليين الذين يتوافدون على تونس خلال الموسم الحالي بأعداد هامة وذلك على خلفية أحداث مصربما أن هذين السوقين كانا يفضلان الوجهة المصريّةن لذا من المنتظرأن يسافر وفد إلى روسيا وايطاليا لمزيد الترويج للوجهة التونسية كبديل عن الوجهة المصرية وبشأن السوق الفرنسية قال بن صالح إنها تحظى باهتمام أكبر بما أنها أهم سوق للسياحة التونسية، مبينا أنها شهدت تراجعا ب20 % خلال سنة 2013 ليس على خلفية العمليات الارهابية المتتالية التي ميّزت السنة الحالية، لكنّ هذا التراجع يُعزى بالاساس إلى المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد الفرنسي والأزمة التي تعرفها وكالات الأسفار الفرنسية حيث أعلن عددٌ منها عن إفلاسه بسبب الأزمة الاقتصادية