سادت مدينة حيدرة كامل أول أمس الجمعة أجواء من الاحتقان والتوتر اثر ما تردد بين مواطنيها وكذلك وفق ما صرّح به عدد من أبناء المنطقة ل"الصباح" أن مدير مستشفى تالة قام بتحويل سيارة اسعاف جديدة خصصتها وزارة الصحة لمستشفى حيدرة الى المؤسسة التابعة له باعتبار ان المستشفى المذكور تحت اشرافه.. اضافة الى مطالبتهم بتجهيز مستشفى المدينة بأدنى التجهيزات الضرورية وأولها جهاز تصوير بالاشعة مبرمج منذ ميزانية 2012 ورصد له مبلغ قدره حوالي 120 الف دينار والادوية وتحسين الخدمات الصحية به لأنه يغطي عديد المناطق الجبلية النائية الواقعة اقصى شمال غرب الولاية على الحدود التونسية الجزائرية.. ولتحقيق المطالب المذكورة دخل اطارات واعوان الصحة وعملة مستشفى حيدرة الذي هو في الاساس مجرد مركز صحي تابع للدائرة الصحية بتالة في اضراب عن العمل كامل صباح الجمعة باستثناء الحالات الاستعجالية المتأكدة وجاء العشرات من الاهالي لمساندتهم والوقوف الى جانبهم فيما عمد متساكنون في خطوة رأوا فيها ضغطا على السلط المسؤولة الى اغلاق الطريق الوطنية عدد 4 المارة من وسط المدينة في اتجاه المعبر الحدودي "الصريّ" على مستوى المدخل الشرقي لحيدرة حيث المنطقة الاثرية وذلك باستعمال الحجارة والحواجز لتقطع على اثر ذلك حركة المرور فيه على جميع وسائل النقل القادمة والمتوجهة الى الحدود.. وامام هذه التحركات الاحتجاجية التي شاركت فيها ايضا مكونات المجتمع المدني بحيدرة وتواصلت عدة ساعات تحركت السلط المسؤولة وارسلت سيارة الاسعاف الجديدة من تالة مؤكدة ان هناك سوء فهم للمسالة وانها ستخصص لدعم الخدمات الصحية بمستشفى حيدرة.. وبمجرد دخولها الى المدينة هدات الاجواء وازيلت كامل مظاهر الاحتجاج في انتظار تحقيق بقية المطالب.. وفي حديث مع بعض الناشطين الجمعياتيين بحيدرة حول ما حصل قالوا لنا ان منطقتهم هي اكثر معتمديات ولاية القصرين حاجة الى سيارة اسعاف لانها تبعد عن المستشفى الجهوي الوحيد بالجهة حوالي 80 كلم وتتبعها عديد المناطق الجبلية المعزولة التي يتعذر على متساكنيها من المرضى التحول بسهولة الى مركز المعتمدية او تالة وان تجهيز الدائرة الصحية بها بسيارة اسعاف امر اكثر من ضروري.