وجهت وزيرة الخارجية الامريكية انتقادا شديدا الى الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر الذي التقى أثناء زيارته الى منطقة الشرق الأوسط وبعض الدول العربية المجاورة مسؤولين عن حركة «حماس» الفلسطينية. وفي ما اعتبر كارتر أن اقصاء هذه الحركة لا يساعد على التقدم في المسيرة التفاوضية بين الفلسطينيين والاسرائيليين وقام بهذه الزيارة في مسعى لكسر جمود الموقف الراهن أبدت رايس موقفا مغايرا تماما اذ أعلنت على هامش مؤتمر للدول المجاورة للعراق تحتضنه العاصمة الكويتية حاليا أنها «نصحت كارتر بعدم اجراء محادثات مع الحركة لأن ذلك لن يساعد الفلسطينيين على التوصل الى اتفاق سلام مع الاسرائيليين». وفي تقاطع حاد بين الموقف الامريكي الرسمي الذي يضع حركة «حماس» في خانة المنظمات الارهابية ويحظر كل لقاء مع ممثليها ومحاولة الرئيس الامريكي السابق اشراك هذه الحركة في محادثات السلام الجارية بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي، يتضح البون الشاسع بين التعاطي مع الحقائق الميدانية وواقع الأمور.. والاصرار على إلغاء رقم في معادلة سياسية وأمنية معقّدة.. لقد أعربت رايس وكبار المسؤولين الامريكيين عن قلقهم الشديد من أن يؤدي تحرك كارتر هذا في المنطقة إلى «ارباك محادثات السلام» التي ترعاها الولاياتالمتحدةالامريكية، وغاب عن هؤلاء المسؤولين أن هذه المحادثات متعثرة أصلا، بل بلغت حد الشلل التام بعد اصرار قوات الاحتلال الاسرائيلي على مواصلة سياسة الحصار والتجويع والاغتيالات ومصادرة الأراضي وغلق المعابر وقطع مصادر التموين على سكان غزة... كما أن أبو مازن الذي تعتبره الادارة الامريكية الزعيم الفلسطيني الملتزم بالسلام الذي نبذ العنف وتفاوض مع الحكومة الاسرائيلية قد خذلته هذه الادارة ذاتها وأربكت مساعيه في تحقيق الأدنى من السلام المنشود في المنطقة وذلك بتشجيع قوات الاحتلال الاسرائيلي على سياسة التصعيد المتبعة في غزة والضفة وافشال كل مسعى عربي للتقدم في المسيرة السلمية ومعارضة كل مبادرة اقليمية أو دولية لكسر هذا الجمود. إن محاولة كارتر لتنشيط مفاوضات السلام في المنطقة دون إلغاء دور أي طرف قد يساعد على بلورة موقف فلسطيني موحد تجاه اتفاق الحل النهائي بما في ذلك اقامة دولة فلسطينية على حدود سنة 1967.. وفي سياق هذه المستجدات تتجه الانظار الى الدور المصري النشيط هذه الأيام في تقريب وجهات النظر بشأن مبادرة للتهدئة بين هذه الحركة واسرائيل، وبين محاولات كارتر كسر الجمود وتحريك مفاوضات العملية السلمية مجددا.. والتعاطي الامريكي الرسمي الحذر مع هذه المحاولات والتصريحات واللقاءات تتضاءل الآمال في تحقيق اتفاق فلسطيني اسرائيلي خلال ما تبقى من اشهر هذه السنة، وقبل أن يغادر الرئيس الامريكي الحالي البيت الأبيض نهائيا.