كان اللقاء مع قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس درة زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لمنطقة الشرق الأوسط. ورغم أن كارتر وصل إلى المنطقة في زيارة خاصة يقوم بها شخص لا يمثل الولاياتالمتحدة رسميا إلا أنه حظي باستقبال الرئيس السوري والعاهل السعودي ومدير جهاز المخابرات المصري كونه أول أمريكي رفيع المستوى يلتقي قادة "حماس". وكان لكارتر لقاء في دمشق مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس". وأفاد مصدر قريب الصلة باللقاء أن كارتر لم يتمكن من إقناع قادة الحركة بتنفيذ مطلبين أساسيين: إيقاف إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل وعقد محادثات مع نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيلي يشائي حول قضية الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط. وبدورهم سعى قادة "حماس" إلى الاستفادة القصوى من اللقاء مع كارتر. واعتبر محمد نزال عضو المكتب السياسي ل"حماس" هذا اللقاء بمثابة فك طوق العزلة السياسية التي فرضتها الإدارة الأمريكية على حركته. ومن جانبه قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس لدى استقباله كارتر إن الأخير "ألحق خسائر كبيرة بإسرائيل وعملية السلام في الفترة الأخيرة". ولفت ويليام كوهين، وزير الدفاع الأمريكي سابقا، إلى أن "لا أحد يستبعد إمكانية الحوار مع حماس، لكن ينبغي على حماس أولا أن تعترف بإسرائيل". مشعل: نقبل بدولة فلسطينية في حدود 67 دون الاعتراف بإسرائيل ذكر موقع قناة العربية على الانترنت أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أعلن الاثنين أن الحركة مستعدة للموافقة على دولة فلسطينية بحدود العام 1967 إلا أنها "لن تعترف بإسرائيل"، وذلك ردا على ما قاله الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، إن حماس أبدت موافقة على اتفاق للحل النهائي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإسرائيل إذا قبل الفلسطينيون بذلك في استفتاء شعبي. وقال مشعل في مؤتمر صحفي عقده في دمشق: "نوافق على دولة ضمن حدود يونيو 1967 عاصمتها القدس بسيادة حقيقية بلا أي مستوطنات ومع حق العودة كاملا، ولكن من دون الاعتراف بإسرائيل". وأضاف: "لا نقبل حوارا مباشرا مع الإسرائيليين"، لافتا إلى "مفاوضات غير مباشرة" في موضوع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي خطف على تخوم قطاع غزة في يونيو 2006 وتبادل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وتطرق مشعل إلى اجتماعه مع الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في العاصمة السورية الجمعة الماضية، موضحا أن حماس رفضت مبادرة طرحها كارتر لوقف إطلاق النار من جانب واحد. وقال: "عرض كارتر مبادرة أن نتوقف من طرف واحد عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وكان ردنا أن حماس بادرت مرات عدة وأوقفت إطلاق الصواريخ من طرفها وإسرائيل لم تغير ولم تبدل". وأكد أن "لغة حماس كانت مع كارتر لغة واحدة كما مع كل القادة والسياسيين". وأضاف "أننا حملنا الرئيس كارتر رسالة الشعب الفلسطيني حول الحقوق الفلسطينية والمعاناة الفلسطينية وإصرارنا على حقوقنا". وأوضح مشعل انه بحث مع كارتر موضوع الجندي شاليط والأسرى الفلسطينيين قائلا: "إكراما للرئيس كارتر وشجاعته، وافقنا أن ننقل رسالة من الأسير الإسرائيلي شاليط إلى أهله".