الإسكندرية الصباح: لا يستطيع زائر مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية أن يغض الطرف عن تلك البناية العملاقة المثيرة للدهشة والمطلة على حوض المتوسط.. وهي "مكتبة الاسكندرية" التي أصبحت وجهة مفضلة للباحثين والمثقفين من جميع بلدان العالم.. فبرصيدها الكبير والضخم من المخطوطات والكتب النادرة أدارت هذه الدرّة الثقافية رقاب السياح خاصة القادمين منهم من البلدان الأوروبية وجنوب شرقي آسيا.. وفي زيارة أجرتها "الصباح" إلى هذه المكتبة موفى الأسبوع الماضي أدركت عن كثب كيف أن الثقافة يمكن أن تدر على البلاد أموالا طائلة وكيف أن السياحة الثقافية يمكن أن تستقطب آلاف الزوار. وفي هذا الصدد يقول الشاب البيومي وهو دليل مدرب على استقبال زوار المكتبة والطواف بهم في أرجائها إن المكتبة أصبحت مجمعا ثقافيا نادرا في إفريقيا وآسيا.. وإنها تحتوي على رصيد متميز من الكتب والمخطوطات النادرة وقد تم توظيف التكنولوجيات الحديثة للاتصال لتسهيل مهمة البحث. ويكفي زائر فضاء عرض المخطوطات مثلا أن ينقر على أزرار حاسوب ليشاهد المخطوطة التي يرغب فيها وليكبر حروفها أو يصغرها حسب رغبته.. ويكفي أن يلمس شاشة الحاسوب ليمر من الصفحة التي اطلع عليها إلى الصفحة الموالية من تلك المخطوطة.. وهو أمر يثير الفضول حقا.. ويقول الدليل إنه تمت رقمنة الكثير من المخطوطات وخاصة النادرة منها وكذلك الشأن بالنسبة إلى الكتب وذلك عن طريق ماسح ضوئي أو كاميرات رقمية وللاطلاع على محتوياتها يستعمل الزائر تقنية "المتصفح التخيلي" أي أنه يلمس الشاشة ويقوم بنفس الحركة التي تعود على القيام بها عند تصفح كتاب.. وآليا يغير الصفحة. كما تتغير اللغة أيضا حسب طلبه. ويعثر الزائر لمختلف أقسام مكتبة الإسكندرية سواء تلك المخصصة للفنون والوسائط المتعددة أو للأطفال أو المعوقين وذوي الحاجيات الخصوصية أو للمكرو فيلم أو الكتب النادرة على معدات تساعده على العثور على ضالته بأسرع وقت ممكن حتى أنه بإمكانه مثلا أن يطلب نسخ كتاب برمته.. ولا يستغرق ذلك أكثر من خمس دقائق إذ توجد ببهو المكتبة آلة سكانير ونسخ عملاقة وتعد الأولى من نوعها في إفريقيا وآسيا إذ يكفي أن ينقر موظف المكتبة على الرقم المرجعي للكتاب المراد نسخه حتى يحصل في دقائق معدودة على نسخة منه.. وتقول شابة تعمل بالمكتبة إن هذه الآلة حلت مشاكل آلاف الطلبة إذ أنهم يفضلون طبع المراجع التي يرغبون فيها لأن ذلك لا يكلفهم الكثير من المال خلافا لعملية اقتناء الكتب. مراكز بحوث توجد في مكتبة الإسكندرية مراكز بحوث متعددة على غرار مركز الدراسات الإسكندرية وحضارة المتوسط ومركز الفنون ومركز الخطوط والدراسات والبرامج ومركز المخطوطات ومراكز للمؤتمرات وقاعات عروض مؤقتة.. كما يستمتع زائرها بمشاهدة معارض قارة وأهمها معرض الإسكندرية عبر العصور وروائع الخط العربي وتاريخ الطباعة إلى جانب معرض طريف أطلق عليه "عالم شادي عبد السلام" الذي حلم بإعداد فيلم عن تاريخ مصر لكن الصعوبات المادية أعاقته فقدم رسوماته وأعماله الأولية إلى المكتبة ليمتع بها الزوار القادمين من مختلف أرجاء العالم. ويقول الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة الذي كان يتجول في أرجائها ليراقب عن كثب سير بعض الأنشطة الثقافية والعلمية والتربوية ومن بينها فريق تلمذي جاء ليقدم عرضا مسرحيا إن المكتبة تحتضن يوميا الكثير من التظاهرات وهي قبلة للتلاميذ والطلبة والأساتذة والمثقفين والسياح.