خرجوا في أبهى حلة بألوان مختلفة وسط الزغاريد، مرددين الأغاني التراثية ورافعين أعلام الوطن..الرجال ارتدوا البرنس والجبة والشاشية القرمز و"الكدرون"، والنساء التحفن "السفساري" وارتدين "الملية" و"العجار"و"الخامة"، ومنهن من لبست مريول "فضيلة" والكوفية، وحتى "القفطان" كان حاضرا اليوم الأحد في احتفال "جمعية تراثنا"باليوم الوطني للباس التقليدي الموافق ل16 مارس من كل سنة. "جمعية تراثنا" التي تشاركها في تنظيم الاحتفال كل من الجمعية الوطنية للإبداع الثقافي، والجمعية التونسية للسيارات التاريخية، اختارت لهذه التظاهرة التي حضرها بالخصوص والي تونس، حامد عبيد، اسم "خرجة تونسية"، "خرجة" كانت لوحة مؤثثة بكل تشكيلات اللباس التقليدي التونسي. تلك الخرجة، وقبل أن تحط الرحال أمام المسرح البلدي بقلب العاصمة، متعت الأنظار عبر المسار الذي سلكته، إذ مرت أمام جامع الزيتونة وعبر الأسواق العربي وباب بحر. وعلى أنغام الفرقة الموسيقية لفوج الشرف التابعة للجيش الوطني، تباهى المشاركون بلباسهم التقليدي، أحد عناوين تفرد وتميز الجهات التونسية في التطريز والألوان والموديلات في إبداعات عريقة جميلة لكل منها رمز وقصة. وقد أكد رئيس "جمعية تراثنا"، زين العابدين بالحارث، في تصريح ل"وات"، أن "التونسي مدعو اليوم إلى أن يتصالح مع تراثه الذي يحفظ له خصوصياته ويجعله شامخا بين الأمم حيثما حل"، مشيرا الى أن الجبة التونسية التي كان يرتديها وغيرها من اللباس التقليدي "هي مصدر فخر واعتزاز، وشاهد على عراقة الحضارة التونسية". وغير بعيد عن المسرح البلدي، اصطفت قرابة 30 سيارة تاريخية لتضفي على المكان روعة بألوانها وأشكالها المميزة، والتي وصفها رئيس جمعية السيارات القديمة، حسان المقدم، بأنها "معمرة" حيث يتجاوز سن أكبرها 105 سنوات (1910) و"صامدة"، رغم التطورات والابتكارات في مجال صناعة السيارات، حيث سن يبلغ أصغرها 40 سنة.(وات)