نموذج لتطور قشابية الكاف تونس 14 مارس 2010 (وات) - جمالية في التصميم جمعت بين عراقة التراث والمتطلبات الوظيفية للعصر، ذلك ما جعل القشابية من الرموز الأصيلة للباس التقليدي التونسي الثابتة أمام تغير العادات وتطور اللباس لتحافظ على شعبيتها وتلقي رواجها في أوساط سائر الفئات الاجتماعية. فقد أثبتت القشابية مكانتها بين مختلف أنواع البدلات الشتوية المعروضة بالسوق المحلية وأصبحت تستهوي الشباب بعد ملاءمتها مع الموضة العصرية حيث ادخل عليها الحرفيون والحرفيات التونسيات إضافات هامة في الشكل وفى الزخرفة والألوان. فقد وظف الحرفي عادل مبروك أصيل ولاية الكاف المتخصص بحياكة القشابية الشكل التقليدي لهذا اللباس ليبتكر تصاميم حديثة تتناسب واللباس النسائي. وابتعد عن الشكل الواسع والفضفاض للقشابية ليجعله متناسقا مع الأجسام مستعينا بمكونات أخرى على غرار "أكمام" البرنس و"حرج" الجبة التونسية لإخراج بدلة عصرية منافسة لآخر صيحات الموضة. ويرى مصمم الأزياء التونسي الياس الانداري الحاصل على الجائزة الثانية في مسابقة الخمسة الذهبية لسنة 2008 وهي تظاهرة تقام بمناسبة الاحتفال بيوم الصناعات التقليدية واللباس الوطني يوم 16 مارس من كل سنة أن العديد من الحرفيات توجهن في ابتكاراتهن إلى إدخال خطوط سوداء طويلة وعريضة على القشابية واستبدال اللون الطبيعي للصوف البني المعروف اصطلاحا باللون الأسود الذي تصنع به القشابية التقليدية بألوان حية وزاهية. ولتطوير اللباس التقليدي وتقريبه من اهتمامات الشباب التونسي عمدت بعض الحرفيات إلى إنتاج أشكال متنوعة من القشابية تلبس اليوم مع سراويل "الجينز" والسراويل القصيرة. فقد أصبح الموروث التقليدي التونسي مصدر الهام ثري بالنسبة إلى الحرفيين والمصممين الشبان الذين أضفوا لمسات إبداعية على اللباس الأصيل ليتجاوز الاستخدام اليومي ويرتبط بالمناسبات الدينية والعائلية والسهرات والأفراح من خلال تطريز أكمام وفتحة الصدر بأجود أنواع الحرير واستعمال إكسسوارات متنوعة تتناسب ولون هذا اللباس. وفي لقاء بسوق الشواشين بمدينة تونس العتيقة والمختص ببيع الملبس التقليدي ومن بينه القشابية أوضح عادل قياس انه مازال يحافظ في حياكة القشابية على الطريقة التقليدية إلا انه استوحى ألوانا جديدة من "الملية التونسية" وهو لباس ترتديه نساء الأرياف بالجنوب التونسي واللون المصفر والعسلي المستقى من "السفساري الحرير" و"الحايك" و"الجبة القمراية". وأكد هذا المصمم الإقبال الكبير هذه السنة من الفتيات والسيدات على القشابية المصنوعة من الصوف ومن قماش "القرماسود" وهو قماش خشن من نوع الحرير ومن "القمراية" المطرزة بالدجينز. فقد استطاعت القشابية التي يعود تاريخها المشترك في البلاد المغاربية إلى العهود البربرية أن تصمد أمام موجات التحديث بفضل ابتكارات استجابت إلى مستلزمات العصر وواكبت متغيراته محافظة على طابعها التقليدي الأصيل.