أقر خالد بوزيد في حديثه مع "الصباح" بميله لأعمال التلفزة الوطنية لذلك كان سعيدافي هذا الموسم الرمضاني بالمشاركة في سلسلة "عيشة فل" خاصة وأن فريق العمل بمخرجيه الاثنين كان متعاونا والطاقة الايجابية كانت حاضرة في أجواء التصوير كما أن هدف كل الفاعلين في العمل كان واحدا وهو انتزاع الابتسامة في الوضعية الرديئة الراهنة. وأعتبر خالد بوزيد "عيشة فل" عملا نقديا في مضامينه، يحمل إشارات عن الوضع الاجتماعي والعلاقات العائلية قائلا : "هي سلسلة هزلية تندرج في إطار السهل الممتنع برسائلها وخطابها المبسط". وشدد خالد بوزيد على صعوبة الأداء الكوميدي والذي يتطلب جدية كبيرة في العمل وليس مجرد الحضور في رمضان في إنتاجات فنية موضحا أنه في بحث متواصل لتطوير الشخصيات، التي يجسدهاعلى مستوى التركيبة والسيناريو كما التفاعل مع الممثلين شركائه في مشاهد العمل. وأشار خالد بوزيد إلى التطوير الآني، الذي تم في فضاء تصوير سلسلة "عيشة فل" وذلك بحضور السيناريست ومخرجي العمل قائلا في السياق: "خلال فترة التصوير يكون الممثل في مخاض التحول من شخصية إلى الأخرى لذلك يعمل بكل جهوده لإنجاح الدور". ورفض بطل سلسلة "عيشة فل" التي تعرض على التلفزة الوطنية يوميا إثر مسلسل "حرقة"، وصف الموسم الرمضاني بالسباق الدرامي نافيا أن يكون هناك ممثل عظيم وآخر أقل نجاحا وإنمّا يوجد مشروع ممثل يتخلى عن أنانيته ويتنازل عن جانب الاخراج والدراماتوجيا بداخله ليحقق حلم وصور ضبابية لدى المخرج مضيفا: "شخصيا لا أسعى للنجومية وأطمح لأكون فنانا يبحث ويطور من أدواته في مناخ يشمل كل الزملاء في مختلف القنوات التلفزيونية والأعمال الفنية، التي أدعمها وأشجع صناعها لمزيد العطاء." الغزو التركي.. ونبّه خالد بوزيد في هذا السياق لضرورة تضافر جهود كل الفاعلين في المشهد الدرامي التونسي لتطوير هذا القطاع خاصة في ظل غزو المسلسلات التركية، الذي اعتبره ظاهرة خطيرة تؤثر سلبا على الدراما التونسية مطالبا بالاستمرار في دعم الانتاج حتى ولو كان النجاح بنسبة ضعيفة وتابع محدثنا: "ننتظر أن تمنح التلفزة التونسية مساحة أكبر للإنتاج الدرامي لأنها تساهم في الوعي الجماعي وتأخذ الدراما حيزا أكبر فهي في الوقت الراهن شكل فني وثقافي مقتول لدى المتفرج بسبب تخمة البرامج السياسية لذلك لجأ التونسي للدراما غير التونسية وإلى ثقافة أخرى تحت غطاء الدبلجة. وشدد خالد بوزيد على دور الكفاءات في بلادنا وقدرتها على تصدير الدراما التونسية مشيرا إلى عرض عدد من أعماله الفنية في الجزائر، ليبيا وموريتانيا. الضحك بعد كورونا وفي حديثه عن الكوميديا بعد جائحة كورونا قال بطل "عيشة فل": "أعتقد أن جانب المواطن في شخصية الفنان تأثر كثيرا بالوضع الوبائي ولكن مجال عمله يفرض عليه صنع عالم آخر يغير من خلاله الواقع نحو الأفضل ولعبة الايهام في أشكالها الدرامية والكوميدية هي عملية تواصل سلسة مقارنة بالخطابات السياسية بالتالي الدراما تصنع الوعي الاجتماعي ويتقبلها المتفرج باختلاف انتماءاته الاجتماعية وفئاته العمرية". وانتقد الممثل خالد بوزيد خلال لقائه مع "الصباح" مستوى الكتابة للدراما مقرا بوجود أزمة نصوص وكأن معظم الفاعلين في هذا المجال يكتبون أدبا مشيرا إلى عدم إطلاع بعضهم على تاريخ تونس. وتساءل خالد بوزيد عن أسباب غياب أعمال درامية عن أمجاد بلادنا ومسيرة مناضليهاعلى غرار"الدغباجي"،"مصباح الجربوعي"، "الجرجار" أوإنتاجات فنية تعكس "الآن وهنا" في طرح لقضايا التهريب، الإرهاب وملاحم الأمن والجيش الوطني متحدثا في السياق عن مسلسل "حرقة" للأسعد الوسلاتي،الذي لمس جانبا من مشاغل المواطن التونسي. وتابع بوزيد: "على العمل الفني أن يقدم ما لا يراه المواطن العادي ويقوم ببحوث ويبسط الطرح ولكن الأعمال الدرامية في السنوات الأخيرة اتجهت نحو العنف ومعظم أبطالها هم أشخاص عنيفين قادمين من الفتوة "الباندية" وتثير هذه الخيارات للأسف النزعة العدوانية لدى المتفرج كما أن بعض الاعلاميين في القنوات التلفزية ساهموا باستضافتهم لوجوه لا علاقة لها بالفن في تصدير صورة رديئة عن المشهد الفني التونسي". العودة للمسرح وعن عودته للمسرح بعد الأزمة الصحية، التي أبعدته لسنتين عن الركح، قال خالد بوزيد إنه يستعد لعمل مسرحي جديد وأن الظرفية الجسدية ومرضه تسببا في تأجيل الكثير من مشاريعه وذلك إلى جانب الوضع الوبائي لذلك لم يتمكن من المشاركة في عمل مسرحي بلبنان ومسلسل درامي في الجزائر. وأوضح الممثل خالد بوزيد في السياق أن رجوعه للمسرح تدريجي خاصة وأن الخشبة هي الأصل بالنسبة إليه وتتطلب طاقة كبيرة باعتبارها علاقة تفاعلية وتواصلية مباشر مع الجمهور. للتذكير فإن خالد بوزيد قدم قبل شهر رمضان سلسلة "إن شاء الله ألف مبروك" على قناة الحوار التونسي ومازال الجمهور التونسي يشاهده في شخصية "الفاهم" بسلسلة "نسيتي العزيزة" في برمجة الإعادة لهذا العمل الكوميدي على قناة نسمة وهو الدور، الذي حقق له شعبية كبيرة في تونس ودول المغرب العربي. ورغم النجاح التلفزيوني لخالد بوزيد إلا أن تجربته المسرحية أكثر ثراء فهذا الممثل كان أول من قدم "وان ميم شو" في مشروع تخرجه "السيد المواطن" وهو حامل لدكتوراه في المسرح وشارك في أعمال لكبار المسرحيين التونسيين على غرار "خمسون" و"يحيا يعيش" للفاضل الجعايبي، "بعد حين" و"الآن" لأنور الشعافي ونال عنهما تتويجات من أيام قرطاج المسرحية ومهرجان قفصة للمسرح كما حصد جائزة أفضل ممثل عربي في الأردن عن مسرحية "أهل الهوى" للمخرج الراحل عبد الوهاب الجمني وغيرها من التتويجات، التي تلون مسيرة خالد بوزيد الفنية.