لن يكون الموسم الدرامي الرمضاني في تونس 2019 أفضل من الأعوام السابقة في ظل تواصل «العادات» ذاتها في التعامل مع الانتاجات الدرامية فالتساهل على مستوى الاستعدادات وإقصاء أعمال بدوافع «شخصية» تحكمها حسابات ضيقة أو أهداف تجارية لا فنية سينعكس ضرورة على مستوى جودة هذه الدارما ..ولعّل التلفزة الوطنية معنية أكثر من غيرها بمسألة الحفاظ على الجودة الفنية للأعمال الدرامية مقارنة بأعمال القنوات الخاصة وتعديل كفة الميزان لصالح الفن لا التجارة. وفي هذا السياق، علمت «الصباح الأسبوعي» أن التلفزة الوطنية وللأسف لن تقوم بتصوير عمل درامي للسنة الثانية على التوالي وستمنح الفرصة مجددا للمخرج نجيب مناصرية لتقديم «سيتكوم» كما ستقدم عملا كوميديا ثانيا لم يحدد مخرجه بعد إن كان من أبناء مؤسسة التلفزة أو من خارجها ومن الأسماء المرشحة لإخراج السلسلة الكوميدية الأسعد الوسلاتي. من جهتها، تعود قناة نسمة للتعامل مجددا مع المخرج عبد الحميد بوشناق، الذي سبق واقترح سلسلة «هاذوكم» على قناة «القروي» ويمكن أن يكون العمل الجديد لصاحب «دشرة» إضافة للمشهد الدرامي التونسي في سنة 2019 خاصة لما يتمتع به عبد الحميد بوشناق من جرأة في طرح المواضيع ومعالجة القضايا مع تمكنه من التقنية السينمائية، التي اجتاحت جل الأعمال الدرامية العربية وصنعت صورة مغايرة على الشاشات الرمضانية وفي تونس تميزت أيضا مثل هذه الأعمال، التي يخرجها سينمائيون بالأساس على غرار مسلسلات مراد بالشيخ ومديح بلعيد. حرب نسب المشاهدة وبالعودة للموسم الرمضاني المنقضي وانحسار التنافس الدرامي خلاله بين قناتي التاسعة والحوار التونسي فإن استعدادات القائمين على القناتين تحاول مواصلة «حرب نسب المشاهدة» والبحث عن كل السبل، التي تمنحها شرف المرتبة الأولى وفي هذا السياق، اختار سامي الفهري الطريق الأكثر ضمانا للجذب الجهور والعمل الأكثر نجاحا في مسيرته منذ انطلق في مغامرته الدرامية «أولاد مفيدة» في جزئه الرابع في ما عادت قناة التاسعة للتعامل مع المخرج مجدي سميري الذي حقق نجاحات في برمجة هذه القناة وكان «حصانها الرابح» ويستعد سميري لعمل تاريخي تونسي يعود لحقبة الأربعينيات وتصور جل مشاهده في مصر وبمشاركة عدد كبير من نجوم الدراما التونسية. هند تلجأ للسينما وفي ظل تقليص عدد الانتاجات الدرامية المصرية في رمضان وتحديد الأعمال المقرر انتاجاتها تم تأجيل تصوير مسلسلات يجسد بطولاتها عدد من النجوم من بينهم مسلسل «جميلة وابن السلطان» لهند صبري التي عودت جمهورها التلفزيوني على تقديم عمل كل سنتين غير أن قرار تقليص عدد الأعمال الدرامية المصرية حكم على مسلسل هند صبري بالتأجيل لموسم آخر. ومع ضعف فرص تقديم بطولات في رمضان 2019 بالدراما المصرية اختارت درة زروق خوض تجربة الدراما السورية وتجسيد البطولة النسائية في «الحرملك» مع جمال سليمان وباسل الخياط.. هذا الخيار العربي كان من نصيب الفنان ظافر العابدين غير أن الممثل التونسي الذي جسد السنة المنقضية البطولة المطلقة لأول مرة في دراما المصرية الرمضانية من خلال «ليالي أوجيني» رفض عدد من العروض ليتفرغ لعمل عربي ضخم يصور على عدد من الأجزاء ويشاركه بطولته الفنان السوري محمد الأحمد. أمّا عائشة بن أحمد فاختارت بدورها بطولة العمل التونسي التاريخي لمجدي سميري والمشاركة في فيلم سينمائي مع تامر حسني على الظهور في دور أقل أهمية من مشاركتها في رمضان 2018 إذ قدمت عملين أحدهما نجح جماهيريا وهو «نسر الصعيد» لمحمد رمضان وقاني حقق لها نقلة فنية على مستوى الأداء مع المخرج محمود كامل وهو «السهام المارقة». ومن المنتظر أن يكون المشهد الدرامي لرمضان 2019 مشابها كثيرا للأعوام الأخيرة على مستوى الكم ومع ذلك يبقى باب الأمل مفتوحا للمفاجآت الجيدة على مستوى أداء الممثلين والصورة المقترحة من قبل التقنيين التونسيين فرغم قلة الامكانيات المادية وغياب الاستثمار في مجال الدراما المحلية من قبل الخواص يظل المبدع التونسي حاضرا ليشكل مشهدا فنيا ينتظره التونسيين كل رمضان.