تفاقم العجز التجاري لتونس خلال الثلاثي الأول من سنة 2021 ليصل إلى مستوى 3651.4 مليون دينار، بحسب مؤشرات نشرها أمس المعهد الوطني للإحصاء في إطار نشرية التجارة الخارجية بالأسعار الجارية مارس 2021، مسجلا ارتفاعا عن مستوى معدل الثلاثي الذي استقر حوله خلال الثلاث ثلاثيات السابقة والتي بلغ فيها 2863.9 مليون دينار. هذا وقد سجلت نسبة الواردات ارتفاعا ب 9% مقارنة بالثلاثي الرابع من سنة 2020 لتبلغ قيمتها 14469.8 مليون دينار خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية في حين بلغت قيمتها 13280.3 مليون دينار خلال الثلاثي الرابع من سنة 2020. ما تسبب في تراجع نسبة تغطية الواردات بالصادرات ب 4.8 نقطة، لتتراجع من 79.6 نقطة خلال الثلاثي الرابع من سنة 2020 إلى 74.8 نقطة خلال هذا الثلاثي الأول من السنة الحالية. من جهة أخرى وبحسب نفس المؤشرات شهدت المبادلات التجارية التونسية خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية ارتفاعا ب 2.4% في نسبة الصادرات مقارنة بالثلاثي الرابع من سنة 2020، حيث بلغت قيمة الصادرات 10818.4 مليون دينار مقابل 10564.8 مليون دينار خلال الثلاثي الرابع من سنة 2020. تقلص العجز التجاري الشهري تقلّص العجز التجاري الشهري خلال مارس 2021 بقيمة 363،1 مليون دينار ليبلغ 1058،7 مليون دينار مقارنة 1421،8 مليون دينار في فيفري 2021، بحسب ذات المؤشرات التي نشرها أمس المعهد الوطني للإحصاء، كما وسجلت أيضا نسبة تغطية الواردات بالصادرات تحسنا ب 8.6 نقطة خلال شهر مارس 2021 مقارنة بشهر فيفري 2021 حيث بلغت زائد 79.1%. وبحسب نفس المؤشرات سجلت قيمة الصادرات ارتفاعا لتبلغ 17.6 بالمائة خلال شهر مارس لتبلغ مستوى 3996 مليون دينار لتتجاوز بذلك ولأول مرة المستوى المسجل في فيفري 2020 أخر شهر مرجعي قبل اتخاذ إجراءات الحجر الصحي. وتعود هذه الزيادة إلى ارتفاع الملحوظ المسجل على مستوى مساهمة قطاع الصناعات الميكانيكية والكهربائية الذي سجل تطورا إيجابيا بنسبة 15.1% إلى جانب ارتفاع مساهمة قطاع الطاقة بنسبة 358.3%، وسجل قطاع الفسفاط ومشتقاته تطورا إيجابيا ب 69.1%. ومن المؤشرات الأخرى التي ساهمت في تراجع قيمة العجز التجاري الشهري الارتفاع الملحوظ الذي شهده التزود الخارجي من المواد الأولية والذي سجلت وارداته زيادة بنسبة 4.9%، ويعود هذا التحسن بالأساس إلى الارتفاع المسجل لواردات المواد الأولية ونصف المصنعة بنسبة 12.3% إلى جانب ارتفاع نسبة مواد التجهيز ب 8.1% والمواد الاستهلاكية بنسبة 14.5%. انتعاش المبادلات التجارية خلال شهر مارس ومن الأسباب التي ساهمت في تقلص العجز التجاري لتونس خلال شهر مارس هو الارتفاع الذي شهدته المبادلات التجارية التونسية خاصة مع شركائها الأوربيين على غرار إيطاليا التي ارتفعت نسبة الصادرات التونسية إليها ب 40.1%، كذلك فرنسا حيث سجل زيادة في نسبة الصادرات التونسية إليها ب 30.9% كذلك ألمانيا التي سجلت ارتفاعا ب 18.2%. بدورها شهدت الواردات التونسية ارتفاعا مع عدد من الدول على غرار ألمانيا التي ارتفعت نسبة صادراتها إلى تونس ب 22.2% والصين ب17.3% وإيطاليا زيادة بنسبة 9.6%. في السياق ذاته شهدت قيمة المبادلات التونسية مع ليبيا ارتفاعا كبيرا حيث ارتفعت نسبة الصادرات التونسية إلى ليبيا خلال شهر مارس بنسبة 148.1%.