عديدة هي التّساؤلات التي تفرضها لقاحات كورونا لاسيما فيما يتعلق بمدى فعاليتها في الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا… هذه التساؤلات تستمد شرعيتها بعد أن تم تسجيل حالة ثبتت إصابتها بكوفيد 19 رغم تلقيها جرعة من لقاح كورونا وهو ما كانت قد أشارت إليه أول أمس رئيسة المكتب السياسي لحزب آفاق تونس ريم محجوب التي أكّدت في تدوينة نشرتها على حسابها الرسمي "الفايسبوك" بأنها تلقت بتاريخ 25 مارس الماضي أول جرعة من لقاح كورونا ليثبت بتاريخ 19 افريل إصابتها بكوفيد 19 … هذه التدوينة أثارت جدلا حادا ذهب بالبعض حد التشكيك في فاعلية وحتى جدوى التلقيح بما انه لا يحمي من الإصابة بالفيروس وتمحور الجدل حول إذا ما كان التلقيح يوفر مناعة دائمة ام مؤقتة رغم أن المختصين في المجال كانوا قد أكدوا مرارا في معرض تصريحاتهم الإعلامية ان التطعيم ضد فيروس كورونا لا يعني عدم الاصابة بالفيروس وانما يقلص بدرجة كبيرة من خطورة الاعراض. في هذا الخصوص وفي اول اشارة منها على ان التلقيح لا يحمي بصفة كلية من الاصابة بالفيروس كشفت مؤخرا المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ل CNN أن حوالي 5800 شخص، ممن تلقوا اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد، أصيبوا بعدوى المرض على أي حال. وأوضحت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن البعض أصيب بمرض خطير، بينما توفي 74 شخصاً. وأشارت كذلك إلى أنه من بين الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى المرض بعد تلقيهم اللقاح ضد "كوفيد-19″، احتاج 396 شخصاً منهم، أي نسبة 7%، إلى دخول المستشفى… وبالتوازي مع ذلك واستنادا الى ما نقله موقع سكاي نيوز عربية فان اللقاح يستغرق وقتا لبناء المناعة في الجسم كما تتطلب أكثر اللقاحات المصرح بها لفيروس كورونا جرعتين، تفصل بينهما عدة أسابيع، لتدريب جهاز المناعة في الجسم غير أنه يمكن أن يتعرض الاشخاص لفيروس كورونا قبل التطعيم مباشرة، أو بعد التطعيم مباشرة، حيث لن يكون هناك وقت للجسم لتطوير دفاعاته. وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن بناء المناعة "عادة ما يستغرق بضعة أسابيع"، وهذا يعني أنه من الممكن أن يكون الشخص مصابا بالفيروس المسبب لكوفيد-19 قبل التطعيم مباشرة أو بعده مباشرة، وبالتالي فإنه لا تزال هناك إمكانية الإصابة بالمرض". وأضاف الموقع انه رغم ان فاعلية اللقاحات ضد الفيروس تصل إلى 95 في المائة فإنه يفترض أيضا بعض الوقت للحصول على الفاعلية، إذا قامت شركة موديرنا بقياس فعالية لقاحها ووجدت أنها تبدأ بعد 14 يوما من تلقي الجرعة الثانية، في حين قامت شركة فايزر بقياسها بعد 7 أيام من الجرعة الثانية… وفي نفس السّياق وبالعودة الى آخر مستجدات عملية التلقيح بلغ عدد المٌسجّلين 1184221 في حين بلغ إجمالي عدد الملقحين 239398 وحول الأعراض المصاحبة لفيروس كورونا جدير بالذكر أن الأعراض كانت في مجملها خفيفة باستثناء حالة واحدة لطبيب أصيل ولاية نابل شعر اثر تلقيه لقاح كورونا بالآلام في الرأس وصعوبة في النطق لكن سرعان ما عادت حالته لتستقر. من جهة أخرى وبعيدا عن اللقاحات المتوفرة فقد شهدت بلادنا كما سائر دول العالم حالات لأشخاص أصيبوا مرتين بفيروس كورونا وغالبا ما تكون العدوى الثانية أكثر خطورة من الأولى ليؤكد المختصون في المجال ان جسم الانسان يكتسب مناعة مؤقتة تتراوح مدتها بين شهر او شهرين او حتى اكثر…