في خطوة، وصفت ب"السقطة الأخلاقية" في فترة جائحة ووباء فتك بكل دول العالم وحصد آلاف الأرواح، نفذت أمس الاثنين النقابة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان للصحة العمومية إضرابا قطاعيا سيتواصل إلى حدود يوم 5 ماي المقبل يشمل كل الخدمات الصحية بما في ذلك عمليات التلقيح ضد كوفيد 19 ورفع العينات. ويستثني هذا الإضراب فقط الأطباء العاملين بأقسام الاستعجالي وأقسام وحدات تصفية الدم على أن يحملوا الشارة الحمراء خلال أيام الإضراب. هذا الاضراب القطاعي وإن لم يكن الأول من نوعهورغم مشروعية المطالب خلّف في حقيقة الأمر صدمة كبيرة لدى شريحة واسعة من التونسيين خاصة وأنه شمل أيضا مراكز التلقيح ضد كوفيد 19 ورفع العينات. اضطراب كبير سُجل يوم أمس الاثنين 3 ماي 2021 خاصة بمراكز التلقيح أين عمت الفوضى وتمركزت طوابير الانتظار قبلانطلاق عملية التلقيح. "الصباح" تحولتأمس إلى مركز التلقيح بقبة المنزه بالعاصمة حيث كانت الطوابير طويلة ومكتظة وحالة من الفوضى لتأخر انطلاق عملية التلقيح، وقد يكون الوافدون على هذا المركز من المحظوظين جدا. فوفق بعض المصادر يبدو أن مركز التلقيح بالقبة هو المركز الوحيد الذي فتح أبوابه وخرق الالتزام بالاضراب واستمر في استقبال المعنيين بالتلقيح. في جولة بين الصفوف لا تشاهد إلا المسنين أو أغلبهم كذلك. ليجول بخاطرك تساؤلا وحيدا ماذا لو أضرب هذا المركز عن التلقيح فما مصير هؤلاء، فأغلبهم كانوا مصحوبين بأبنائهم وبناتهم. إحدى المرافقات لوالدتها المسنة قالت لأمها "الحمد لله عندك الزهر يا ميمتي وإلا راهو صار فينا بعد"، على خلفية عدم إضراب العاملين بمركز قبة المنزه. في هذا السياق قال مدير معهد باستور ورئيس الجنة الوطنية للتلقيح الهاشمي الوزير في تصريح ل"الصباح" "أتمنى أن لا يكون الاضراب معمما بجميع المراكز، لأن ذلك سيكون له تأثير كبير على نسق التلقيح". وأضاف الوزير "بمركز التلقيح بقبة المنزه لا حظنا أن هناك أشخاصا يعملون وآخرون لا رغم تأكيد المدير الجهوي للصحة بأن عملية التلقيح ستستمر، وهو ما أثر بطبيعة الحال على السير العادي للعمل وتسجيل اكتظاظ بسبب التأخير الذي سجل في الساعات الأولى من اليوم". وأوضح "رغم مشروعية الإضراب كان من الممكن تأجيل الإضراب في ظل الوضع الراهن، لذلك أدعو إلى مراجعة قرار الاضراب وعدم ادخال منظومة التلقيح ورفع العينات في هذا المسار واعتبار ذلك من ضمن المنظومة الاستعجالية". وأضاف الهاشمي الوزير "كان من المفترض ان يتم اعلام المواطنين بان الطاقم الطبي وشبه الطبي في اضراب قبل توجه كبار السن الى هذه المراكز وتفاجئهم بانها لا تؤمن عملية التلقيح في ظل خوض اضراب الاطباء على امتداد ثلاثة ايام". وأشار رئيس اللجنة العلمية إلى أن المواعيد الجديدة لتلقي لقاح كورونا ستكون متأخرة نسبيا نظرا إلى ضرورة استكمال الفئة التي حددت لها المنظومة مواعيد مسبقا. يأتي قرار الإضراب، حسب بيان سابق للنقابة، بعد تعطل المفاوضات مع سلطة الإشراف خاصة في ما يتعلق بتنقيح الأمر عدد 341 لسنة 2019 وتمكين الأطباء العاملين بالصحة العمومية من المرور الآلي واللامشروط الى طبيب مختص في الطب العائلي، وإحداث منحة الجوائح والأوبئة، وترسيم الأطباء الوقتيين والمتعاقدين، فضلا عن المماطلة في إصدار مقرر لإحداث لجنة لصياغة القانون الأساسي. كما يطالب أطباء وصيادلة الصحة العمومية بخلاص منحة استمرار الأطباء بما في ذلك أطباء الاختصاص والأطباء المتعاقدين وذلك منذ حوالي سنة، وبخلاص منحة الاستمرار للأطباء بما في ذلك منحة الاستمرار التابعة لصندوق دعم المناطق الداخلية ذات الأولوية وذلك منذ 2019. وأكدت النقابة التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل التمسك بتنفيذ هذا الاضراب احتجاجا على عدم تشريكها في صياغة قانون المسؤولية الطبية في صيغته المعدلة إضافة إلى عدم تفعيل الاتفاقيات الممضاة سالفا.