عقد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مؤتمرا صحفيا مشتركا منذ قليل في قصر الايليزيه، حيث تطرق المؤتمر إلى أبعاد التعاون بين البلدين. وفي هذا السياق، قال الرئيس الفرنسي أن اللقاء الذي جمع الرئيسان في قصر الايليزيه تعرضا فيه إلى مجالات التعاون خاصة بعد العمليات الإرهابية التي ضربت البلدان. وقال هولاند أن فرنسا تعرضت في أوائل شهر جانفي الماضي لمحنة مشابهة لما تعرضت له تونس عندما قتل مدنيون في فرنسا ومنهم تونسيون، مضيفا "نحن نريد بناء المستقبل". وقال هولاند أنه ينظر إلى تونس على أنها بلد الربيع العربي مضيفا أنه من مسؤولية فرنسا أن تواكب ذلك مع مراعاة سيادة تونس ودعمها لإنجاح المرحلة التي تمر بها. وأضاف هولاند أنه التقى السبسي سنة 2011 عندما كان وزيرا أولا، قائلا أنه "بات اليوم رئيسا لجميع التونسيين واستطاع انجاز مصالحة" وأضاف : "أريد أن أثبت له أن فرنسا تسعى للتعاون سواء من خلال التعاون الأمني وذلك من خلال تأمين الحدود وتبادل المعلومات الاستخبارية". وحول الدعم الاقتصادي لتونس قال هولاند أن مبلغ 60 مليون أورو من الدين التونسي سيم تحويله لتمويل العديد من المشاريع، مضيفا أنه "سيستمر في ذلك وسيسعى لحشد الأوروبيين من أجل هذا التعاون". وقال هولاند أن الرئيس التونسي سيشارك في قمة مجموعة 7 الكبار لترجمة كل الوعود السابقة إلى حقائق ملموسة. وأكد هولاند أنه واثق بأن النشاط السياحي سيتحسن في تونس كما أكد أن الطرفين تطرقا إلى الملف الليبي والسوري والعراقي وتحقيق السلام في فلسطين. من جهته، قال رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أن هذه الزيارة تعتبر زيارة صداقة، مضيفا : "أننا لم نفترق وشعوري انني لم افارق فرنسا منذ سنة 1949.. وصحيح أن تاريخنا مشوب بالألم لكننا تجاوزناها بعد فترة 75 سنة من الاحتلال الفرنسي." كما قال السبسي أنه والرئيس الفرنسي تطرقا إلى العديد من المسائل المطروحة مضيفا أنه التحاور يسهل بين تونسوفرنسا وذلك ل"قرب وجهات النظر في العلاقات الثنائية أو على الصعيد الدولي والإقليمي". وأضاف السبسي أنه "جدير بالذكر أن الفرنسيين أدرى بمعنى هذه الثورة (الثورة التونسية) لأن الشباب هو الذي قادها دون اديولوجيات وقامت من اجل الحرية والكرامة بما في ذلك من جوانب الاجتماعية فتونس تواجه مشاكل البطالة والفقر في بعض المناطق". ومن جهة أخرى، قال السبسي : "علينا أن نعالج الأوضاع الاقتصادية.. الديمقراطية لا تُفرض من الخارج بل هي نتاج عمل طويل من الداخل... ولأول مرة في تونس انتخب رئيس بانتخابات عامة وتحظى حكومتنا بدعم من البرلمان وتونس مستقرة وثابتة في خطاها". وأعتبر قائد السبسي أن الهدف الأساسي اليوم هو ضمان الأمن، وقال متحديا "إننا صامدون ولا بد من أن نتضامن مع بعضنا البعض ولم تشهد تونس في تاريخها آفة كالارهاب وهي آفة موجودة على الصعيد الإقليمي والدولي ووصلت إلى فرنسا وما من دولة في منأى عنها فنحن كنا ضحية للارهاب... وسنستمر على طريق التعاون الاقتصادي"، مذكرا في هذا المجال بان الدستور التونسي ينص على ان الاقتصاد يبقى من اختصاص رئيس الوزراء. ودعا السبسي هولاند لزيارة تونس لكي يشعر التونسيون والفرنسيون أن العلاقات بين البلدين لا محيص عنها. وأضاف الرئيس الفرنسي في محضر رده على أسئلة الصحافيين "سنساعد تونس ماليا من خلال تحويل الدين الى مشاريع انمائية ودعوت رجال الاعمال الى مأدبة عشاء الليلة لاقناعهم على جدوى الاستثمار في تونس". وحول صفقة السلاح الممولة من الامارات لصالح تونس من فرنسا، فقال السبسي أنه "لا يمكن الحديث عن أمور لم تنجز بعد اذا تحقق تقدم ولكن حاليا الأهم المحافظة عن العلاقات بين تونسوفرنسا وسعيد بآفاق هذا التعاون." وقال الرئيس الفرنسي أنه في المجال العسكري "لا بد من التكتم في بعض الأحيان" ولمح إلى وجود تعاون من خلال الدعم بالتجهيزات، مؤكدا على طلب وجهه لفرنسا من قبل الرئيس التونسي في هذا الإطار. وفيما يتعلق بحرية التنقل، أكد هولاند أن فرنسا ستلغي بعض المصاعب مؤكدا في هذا الصدد أن البعض يتنقلون إلى فرنسا لغرض لا علاقة له بالدراسة وهو ما يحتّم اليقظة.