كثفت الولاياتالمتحدة دورها في العملية الجوية التي تقودها السعودية في اليمن الاربعاء فيما تسعى وكالات الاغاثة لإيصال المساعدات للمدنيين المحاصرين في الحملة التي شارفت على دخول اسبوعها الثالث. وحذر الصليب الاحمر من وضع "كارثي" في مدينة عدن الجنوبية حيث تخوض الميليشيات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي اشتباكات مع المتمردين الحوثيين الشيعة وحلفائهم في القوات الامنية، اسفرت ليل الثلاثاء الاربعاء عن مقتل 11 شخصا بحسب مصدر عسكري. وقتل عشرات الاشخاص او جرحوا في مواجهات في قلب المدينة الساحلية. وقالت منظمة اطباء بلا حدود الانسانية انها تخشى ان يكون المزيد من الاشخاص لم يتمكنوا من الوصول الى المستشفيات. وكثفت إيران التي تعارض بشدة العملية بقيادة السعودية، جهودها للتوصل الى حل دبلوماسي بزيارة اجراها وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الى باكستان، حليف السعودية. ولم تستجب اسلام اباد حتى الان لدعوات الرياض الانضمام للتحالف الذي يضم تسع دول عربية تشارك في الحملة في اليمن، خشية تعميق الانقسامات الطائفية على اراضيها وفي العالم الاسلامي. وقال انطوني بلينكين مساعد وزير الخارجية الاميركي ان واشنطن كثفت شحناتها من الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية لدعم التحالف بقيادة السعودية. وقال للصحافيين في الرياض في ساعة متأخرة الثلاثاء ان "السعودية تبعث برسالة قوية الى الحوثيين وحلفائهم انه ليس باستطاعتهم السيطرة على اليمن بالقوة". وأضاف بعد محادثات مع وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان وعدد من المسؤولين السعوديين "دعما لهذه الجهود فقد قمنا بتسريع شحنات الاسلحة". وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية لوكالة فرانس برس ان واشنطن تقوم بشكل رئيسي بإرسال قنابل موجهة. وبدأ التحالف غاراته الجوية في 26 مارس فيما حاصر المتمردون وحلفاؤهم مدينة عدن، الملجأ الاخير لعبدربه منصور هادي مما دفعه الى اللجوء الى السعودية المجاورة. وتتهم الرياضطهران بدعم المتمردين وتوعدت قصفهم حتى الاستسلام ومنعهم من اقامة دولة موالية لإيران على حدودها. غير ان للمتمردين حلفاء اقوياء داخل القوات الأمنية بقوا موالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي اجبر على التخلي عن السلطة في 2012 عقب ثورة دموية استمرت عاما. وقتل ثمانية متمردين وثلاثة من مقاتلي اللجان الشعبية الموالية لهادي ليل الثلاثاء الاربعاء في مواجهات في عدن بحسب مصدر عسكري. كما قصفت طائرات التحالف مواقع للمتمردين في مطار عدن الدولي وقاعدة العند العسكرية الكبيرة الواقعة الى الشمال منه، بحسب مصدر عسكري آخر. وقاعدة العند كانت موقع مراقبة اساسيا لواشنطن في الهجمات التي تشنها طائراتها المسيرة بدون طيار في حربها ضد تنظيم القاعدة الى ان سحبت قواتها اثر تكثف المعارك الشهر الماضي. ويثير تفاقم النزاع في اليمن مخاوف من ان يستغل الجهاديون فراغ السلطة. وسيطر تنظيم القاعدة الاسبوع الماضي على معظم مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت. وهاجم مقاتلو التنظيم الثلاثاء أحد آخر معاقل الموالين في المدينة. واقر وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر الاربعاء بان المعارك في اليمن تعقد جهود واشنطن في مكافحة الارهاب لكنه تعهد مواصلة تلك الجهود. وقال "بالتأكيد من الاسهل دوما قيادة عمليات لمكافحة الارهاب عندما يكون هناك حكومة مستقرة توافق على التعاون". واضاف "من الواضح الان ان تلك الظروف لم تعد موجودة في اليمن لكن ذلك لا يعني ان لا نواصل اتخاذ الخطوات لحماية أنفسنا. علينا القيام بذلك بطريقة اخرى، لكننا نقوم بذلك بالفعل". وقال رئيس وزراء باكستان نواز شريف ان باكستان "ليست متعجلة" لاتخاذ قرار وان جهودا دبلوماسية تبذل بمشاركة تركياوإيران. وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أعلن تأييده للتحالف دون المشاركة بقوات عسكرية، محادثات في طهران الثلاثاء. وقال نظيره الايراني حسن روحاني "نعتقد نحن الاثنين انه يتعين انهاء الحرب واراقة الدماء في هذه المنطقة فورا والتوصل الى وقف شامل لإطلاق النار ووقف الهجمات". وتواجه باكستان معضلة اذ ترتبط بعلاقات وثيقة مع الرياض واستفادت بشكل هائل من سخاء المملكة الغنية بالنفط. غير انها دعت الى حل عن طريق التفاوض وقالت انها لا تريد المشاركة في اي نزاع من شأنه ان يفاقم الانقسامات الطائفية في العالم الاسلامي. من جهة اخرى عرض الحزب الاسلامي الذي يقوده قلب الدين حكمتيار احد قدامى الذين قاتلوا القوات السوفياتية في افغانستان اليوم الاربعاء ارسال "آلاف" المقاتلين الى اليمن لدعم التحالف السعودي. وفي بيان نشر بلغة الباشتو على الموقع الالكتروني الرسمي للحزب وتأكدت وكالة فرانس برس من صحته، قال الحزب الاسلامي ان "المسلمين يجب ان يتحدوا ضد إيران" التي "تتدخل" اليوم في شؤون اليمن بعد العراق ولبنان. وقال بيان الحزب الاسلامي "اذا كانت هناك امكانية للذهاب الى العراق او الى اليمن، فان آلاف المجاهدين الافغان سيتوجهون الى هناك لتطويق تدخل ايران والدفاع عن اخوتهم المسلمين". (أ ف ب)