وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس الخميس، المجازر التي تعرض لها الأرمن في عهد السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى ب"المذبحة المروعة"، متجنباً استخدام كلمة "إبادة"، وذلك قبل ساعات من إحياء الأرمن الذكرى المئوية للمذابح التي ارتكبت بحق أجدادهم. وتحيي أرمينيا الذكرى المئوية للإبادة في 24 أفريل، اليوم الذي جرى فيه عام 1915 اعتقال مئات الأرمن قبل ذبحهم لاحقا في اسطنبول، وشكل بداية المجازر. وستجري احتفالات الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، الجمعة، في يريفان وسيرأس الوفد الأميركي الذي سيشارك في هذه المناسبة وزير الخزانة جاكوب لو "تضامنا مع الشعب الأرمني". وقال أوباما في بيان اختيرت كلماته بعناية فائقة إن "أرمن السلطنة العثمانية تعرضوا للترحيل والقتل والاقتياد نحو الموت. لقد تم محو ثقافتهم وإرثهم في وطنهم القديم". وأضاف أنه "في ظل أعمال العنف الرهيبة هذه، التي شهدت معاناة من جميع الجهات، هلك مليون ونصف المليون أرمني". وكان الرئيس أوباما وعد خلال حملته الانتخابية للسباق الرئاسي في 2008 بأن يعترف بالإبادة، ولكنه حين أصبح رئيسا لم يفِ بوعده ولم يأتِ على لسانه كرئيس يوما هذا اللفظ، ولاسيما في البيانات التي تصدر سنويا في ذكرى المجازر الأرمنية التي تحييها العاصمة الأرمينية يريفان وأرمن الشتات. وفي 2014 وصف أوباما المجازر التي تعرض لها الأرمن باعتبارها "واحدة من أسوأ فظائع القرن العشرين". والثلاثاء الماضي طالب البيت الأبيض باعتراف "كامل وصريح وعادل" بالمجازر التي تعرض لها الأرمن في عهد السلطنة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى، ولكنه تجنب في الوقت نفسه استخدام مصطلح "الإبادة" لوصف هذه المجازر. وبالمقابل، يعترف الكونغرس الأميركي بالإبادة الأرمنية منذ وقت طويل، وذلك بموجب قرارين أصدرهما مجلس النواب في 1975 و1984. وفي العام 1981 وصف الرئيس الأميركي في حينه، رونالد ريغن، المجازر الأرمنية بأنها "إبادة". وترفض تركيا حتى الآن الاعتراف بأن هذه المجازر التي راح ضحيتها 1.5 مليون قتيل، وهي، بحسب الأرمن، كانت عملية تصفية ممنهجة نفذتها السلطنة العثمانية، مؤكدة أن عدد الأرمن الذي قضوا في تلك الفترة يقارب نصف مليون، وأنهم قضوا نتيجة للجوع أو في معارك وقفوا فيها مع روسيا عدوة السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.