خلف غياب وفد رسمي يمثل الحكومة التونسية في الاحتفال بدخول تونس موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية بأكبر علم في العالم، الذي أقيم مساء السبت بعنق الجمل من معتمدية نفطة بولاية توزر، استياء كبيرا ومرارة لدى المنظمين والمشاركين على حد سواء. كما استغرب المشاركون في الاحتفالية التي أقيمت بالمناسبة غياب وزارة السياحة والصناعات التقليدية، سيما وانها الراعي الرسمي لهذه التظاهرة، إذ اقتصر الحضور على السلط الجهوية وعلى تشكيلات أمنية وعسكرية. وذهب الأمر ببعض الحاضرين لمواكبة التظاهرة في لقاءات مع مراسلة "وات" الى القول بأنه "لم يتم إعطاء القيمة الرمزية المطلوبة للعلم التونسي". ورأت مشاركة من قفصة، جاءت خصيصا للاحتفال بهذه التظاهرة،أنه "كان من الأجدر حضور رئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية لتكون رسالة مقدمة الى الشعب التونسي بالالتفاف حول العلم وحول مصلحة الوطن"، على حد تعبيرها. واعتبرت أن هذه التظاهرة، كانت فرصة كبيرة لإبراز الوحدة الوطنية وطمأنة الشعب وأصدقاء تونس في الخارج. وقال جمال، أحد المنتمين إلى فريق خياطة العلم من المؤسسة الخاصة المتبنية للمشروع، "بكل أسف، مجهود سنوات لم تعطله القيمة التي يستحقها، والتي كان يفترض أن يجازى عليها فريق الشبان الذين قاموا بالخياطة من خلال حضور وفد رسمي يضم على الأقل رئيس الحكومة أو وزيرة السياحة، لتختتم فرحة الاحتفال برسالة رسمية". واعتبر المتحدث أن حضور وفود من كل الجهات إلى الجنوب التونسي هو من قبيل الدعم لهذه المنطقة التي تعرف صعوبات وإشكاليات عديدة في القطاع السياحي "إلا أن التجاهل الرسمي لهذه الجهة سيعمق مشاكلها". ويرى الشاب جمال أن النقائص الكثيرة التي شهدتها التظاهرة على المستوى التنظيمي عمقت الشعور بالاستياء، موضحا أن "طريقة تقديم العلم التونسي كأكبر علم في العالم لا تليقبه (حيث تم بسطه على الأرضية)"، معتبرا أنه كان من الأفضل رفع العلم عن طريق مجموعة كبيرة من المتطوعين ونشطاء المجتمع المدني على غرار ما تم، حسب قوله، في عدة بلدان عربية وأجنبية احتفلت بعلمها. ويشاطر رأي جمال عدد كبير من الحضور، الذين اعتبروا أن الجانب التنظيمي كان الحلقة الأضعف في التظاهرة علاوة على الغياب الرسمي، مشيرين إلى أن بسط العلم على الأرض وجعله ممشى للجميع "أمر مشين، ولا يليق ببلد ديمقراطي يشهد لهالعالم بذلك". يذكر أن موقع عنق الجمل في معتمدية تمغزة من ولاية توزر،احتضن مساء أمس السبت، الاحتفال بأكبر علم في العالم تدخل به تونس موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية وسط حضور جماهيري مكثف أقبلوا من تونس ومن الخارج. وتقدر مساحة هذا العلم ب104544 متر مربع وبمقاسات تبلغ 396مترا طولا و264 مترا عرضا وبوزن نحو 6ر12 طنا وهو بذلك يعد أكبر علم حتى الآن.(وات)